القاهرة 28 مايو 2024 الساعة 11:29 م
كتبت: نهاد إسماعيل المدني
ضمن عروض المهرجان الختامي لنوادي المسرح، في دورته الحادية والثلاثين "دورة الكاتب المسرحي الراحل د. علاء عبد العزيز"،
قدم مسرح السامر بالعجوزة، العرض المسرحي "مشعلو الحرائق" إخراج عمرو الزغبي.
المهرجان تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، حتى 31 مايو الجاري.
العرض عن نص "بيدرمان ومشعلو الحرائق" للكاتب السويسري ماكس فريش، وتدور أحداثه حول شخص يدعى "بيدرمان" يستغل شخصان ضعفه، ويدخلان منزله بهدف الاحتلال والتدمير، ويقومان بإشعال النيران في الأرجاء ويخبراه بعدم الخروج نظرا لوجود خطر بالخارج، وتتوالى الأحداث.
تلتهم النيران كل المصالح الشخصية والأهداف المرجوة للشخصيات. ينهار المنزل فوق رأس الجميع وتتحرك الشخصيات وسط الحطام والنيران فى محاولات يائسة للنجاة.
وقال مخرج العرض عمرو الزغبي إنه تم تغيير رؤية النص لتتماشى مع الأحداث التي يمر بها العالم في الوقت الحالي من احتلال ودمار، مضيفا أن العرض يسلط الضوء على فكرة الإنسانية وفطرة الإنسان السليمة، فإذا عاد الإنسان لفطرته وإنسانيته سيختفي الدمار وتسود الطمئنينة.
"مشعلو الحرائق" لفرقة قصر ثقافة دمياط الجديدة، إعداد أحمد آدم، موسيقى خالد الشاذلي، ديكور خلود أبو العينين، ماكياج مهاب جمعة، أشعار حسن فريد، ألحان إبراهيم رجب وكريم سليم، ملابس منيا شحاتة وشيماء شنبارة، إضاءة أحمد أمين، واستعراضات خالد الشاذلي. تمثيل أحمد عاطف، إسلام صابر، نانا باسم، يارا السقا، أمير أسعد، ميرنا العوضي، أحمد طارق، خالد الشاذلي، نور الكحلاوي، أحمد جمال، عبد السلام الجندي، أحمد عبد المنعم، محمد الشاذلي، نارجيل السري، كمال حسين، مروة المرسي وعبده شفيق إخراج عمرو الزغبي
شهد العرض لجنة التحكيم المكونة من المخرج هشام عطوة رئيس اللجنة، والدكتور محمد سمير الخطيب، والدكتور حمدي عطية، والمخرج سامح مجاهد، والموسيقار أحمد حمدي رؤوف، والمخرج محمد الطايع مقرر اللجنة.
أعقب العرض ندوة نقدية أدارها المخرج محمد العدل، وشارك بها الناقد صلاح فرغلي والناقدة ضحى الورداني.
استهل "العدل" حديثه موجها الشكر لفريق العمل على الجهد المبذول داخل العرض، مشيرا إلى مراعاة معالجة النص بشكل قريب من الجمهور لتوصيل الرسالة بسهولة ويسر، خاصة عند الاستعانة بالنصوص الأجنبية التى تتضمن فلسفة عميقة للخروج من الصندوق.
أما عن الأداء قال: "أفقد المخرج النص عنصر الدهشة الذي وضعه الكاتب ماكس فريش في نصه الأصلي، كما أن ارتباك وتوتر البطل كان في غير محله، حيث لم يحدث تمهيد لهذه الحالة".
وأكد في ختام حديثه ضرورة وجود تكامل بين عناصر العمل من حيث الإضاءة، التمثيل، الملابس، الديكور، الموسيقى، لأن ذلك يخدم على العمل ويساعد في تقديم رسالة العرض بصورة أوضح ودون حدوث تشتت لدى المشاهد.
وأضاف الناقد صلاح فرغلي أن العرض لا بد أن يكون له رسالة واضحة، فالمقدمة جاءت سريعة ومليئة بالتفاصيل التى يصعب استيعابها من جانب المتلقي وخاصة الذي لم يقرأ النص الأصلي، كما أن اختزال بعض الأحداث من النص أثر على العرض بشكل عام.
وأوضح أن مشاهد الصراع النفسي التى حدثت للبطل (الثنائيات) "كالحلم والواقع، الألم والأمل"، كان على المخرج التأكيد عليها بشكل أعمق حتى لا يحدث تشويش للمتلقي.
وعن الموسيقى أشار إلى أنها جاءت مناسبة بشكل كبير مع أحداث العرض، ولكنها طغت على صوت الممثلين في بعض المشاهد، ويجب أن يكون مستواها مناسب لصوت الممثل.
أما عن جماليات العرض قال: "التشكيل الحركى جاء هائلا، والإضاءة لها معنى ومدلول، الماكياج كذلك كان معبرا، والديكور مناسب للأحداث"، وأشاد في ختام حديثه بأداء الممثلين، وطالبهم بالتدريب على مخارج الألفاظ.
من ناحيتها، أعربت الناقدة ضحى الورداني عن سعادتها بالرؤية الإخراجية واختيار الممثلين للأدوار والأداء التمثيلي المبذول بالعرض.
وأضافت أن العرض به طاقات تمثيلية هائلة، والانتقال بالمشاعر كان موفقا، والماكياج أضاف للعرض بصورة جيدة، ولكن عدم وضوح الثنائيات في النص مثل "التخيل والواقع" أصاب المشاهد بتشتت الانتباه، كما أن الإضاءة تسببت في حدوث حالة من الارتباك والتوتر نتيجة استخدام الألوان بشكل مبالغ فيه.
المهرجان الختامي لنوادي المسرح تنظمه الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، ويشارك به هذا الموسم 24 عرضا مسرحيا تقدم مجانا للجمهور، بمسرحي السامر وقصر ثقافة روض الفرج، ويصدر عنه نشرة يومية بالإضافة لندوات نقدية تعقب العروض يشارك بها نخبة من النقاد والمسرحيين.
|