القاهرة 25 مايو 2024 الساعة 01:06 م
كتبت: نهاد إسماعيل المدني
ضمن فعاليات المهرجان الختامي لنوادي المسرح، في دورته الحادية والثلاثين "دورة الكاتب المسرحي الراحل د. علاء عبد العزيز"،
قدمت فرقة بورسعيد المسرحية على خشبة مسرح قصر ثقافة روض الفرج، العرض المسرحي "موسم الحرب والغناء " من إخراج أحمد سعيد.
المهرجان تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة ويستمر حتى 31 مايو الحالي.
أحداث العرض مستوحاة عن النصين المسرحيين "الآن يغنون ثانية"، و"بعد أن تنتهي الحرب" للأديب السويسري ماكس فريش، وتدور أحداثه حول الحرب وتداعياتها، في إطار درامي يرتبط بهوية الكاتب ونظرته الشخصية فيما يتعلق بماهية الحياة والموت في إطار عام صنع بتقديم أحداث الحرب العالمية.
"موسم الحرب والغناء" لفرقة بورسعيد المسرحية، إعداد أحمد سعد وإبراهيم هيكل، وإخراج أحمد سعد، إعداد موسيقى آلاء كرامة، إضاءة محمد سالم، ألحان وأشعار إسماعيل الدمياطي، إبراهيم هيكل، مخرج منفذ وتصميم ديكور حسام طارق، أداء محمد العوضي، إبراهيم هيكل، يوسف رزق، محمد عبد الناصر، محمد كامل، مينا غطاس، أمنية طلعت، ياسمينا الزيات، هدى رزق، محمد جمال، أحمد نصر، عبد الله محمد، محمد عبد الصادق، عبد الرحمن خلاف، داليا إدريس، ورحمة دسوقي.
شهد العرض لجنة التحكيم التي تضم كل من: المخرج هشام عطوة رئيس اللجنة، والدكتور محمد سمير الخطيب، والدكتور حمدي عطية، والمخرج سامح مجاهد، والموسيقار أحمد حمدي رؤوف، والمخرج محمد الطايع.
وفي ختام العرض التقت مصر المحروسة بمخرجه أحمد سعد وتحدث عن العرض قائلا:
نسجت نصًّا مسرحيًّا يتماشى مع الهوية المصرية، ويطرح قصة متصلة منفصلة لمجموعة من الضباط، أحدهم يدعى "هيربرت" الذي يأمر مساعده بقتل عدد من المصلين بالعزل بداخل دير، مدعيا أنهم رهائن، ويرفض المساعد تلك الجريمة ولكن يُجبر على تنفيذ الأمر.
وفي محاولة منه لإدراك ماتبقى من إنسانيته، يقرر الهرب إلى زوجته وابنه الصغير وأمه وأبيه "المدرس" الذي كان بمثابة الشرارة التي أنبتت كل الحرائق وكتمت أصوات الغناء.
ومع توالي الأحداث واشتعال الحرب يصبح الموت الحل الوحيد للقضاء على ما خلفته الحرب من شتات اجتماعي.
ماهي الفكرة الرئيسية التي يتبناها العرض؟
يتبني العرض بشكل مباشر ماتفرضه علينا الحروب من شتات اجتماعي نفسي لا يمكن أن تُشفى منه المجتمعات إلا بعد عقود من الزمن فالبناء يكلفك وقتا لكن الهدم يكلفك لحظات لذلك كان أولى أن تُناقش المشاكل بعمق إنساني لا يدين لأي غرض أو توجه آخر.
حدثني عن عناصر العرض وكيف قمت بتوظيفها؟
تنوعت عناصر العرض وكثرت وظهر فيها التباين المقصود تارة وغير المقصود تارة أخرى ويأتي ذلك استلهاما من حياتنا اليومية والأحداث الجارية.. فنجد الغناء يشارك بكثافة في أحداث العرض بل أن بعض كلمات الأغاني التي صنعت خصيصًا للعرض تعرض بعض الأسئلة وتثير بعض الحلول كما يشاركها في ذلك الكيوجراف المتصل اتصالا شرطيا مع أحداث العرض وإيقاعاته المضطربة عمدا.. كما توجهت لإشباع الممثل واستدراجه لأجواء الحرب ومعاناة الجنود ووصف الجندية وخضوع العامة والتشتت بين المسؤولية الإنسانية للفرد الواحد تجاه مجتمعه واتجاه مبادئه.. كما تلعب الإضاءة لعبة سنيمائية على خشبة المسرح قاصدة تحديد الكادر في بعض الأحيان وفصل مناطق المسرح لتوحيد الهدف وبروزة المعاني المؤكِّدة على ما أردته.
ولعل الأحداث المتلاحقة في عالمنا العربي والحروب المدمرة وعدم الاستقرار الشرق أوسطي هو دافع رئيسي لمناقشة وضع الإنسان الأعزل البريء داخل هذه الأحداث في إطار إنساني واضح
*هل تؤمن أن المسرح لا يزال قادرا على أن يؤدي دوره الاجتماعي؟
الإيمان بالمسرح ودوره في المجتمع هو الدافع الأول للشغف بالمسرح وهو مجدد التعلق لممارسة اللعبة والعمل عليها لتحقيق الرؤية المرجوه فيمكننا من خلال المسرح التعبير عن دور المسرح التوعوي تارة والترفيهي تارة أخرى لتوضيح رؤية مجتمعية تقويمية فلا يمكن أن ينفصل المسرح عن الواقع فهو يجسده بشكل دقيق وعليه أن يغير الواقع إلى الاجمل ذلك فهو مزيج يحقق معادلة مجتمعية راقية
*حدثنى عن مشاركتك السابقة في نوادي المسرح؟
أنا خريج كلية التجارة جامعة بورسعيد التحقت بعدها بكلية الآداب جامعة حلوان لعلوم المسرح التحق بالورشة الإبداعية لمعهد فنون مسرحية لسنتين. شاركت كممثل في العديد من العروض المسرحية بالجامعة منها مدينة التلج: تأليف محمود جمال و إخراج أحمد يسري و شارك العرض في المهرجان القومي للمسرح، وفي انتظار اليسار : تأليف كليفورد اوديتس إخراج خالد توفيق، غرناطة : تأليف وإخراج محمد حمزهدة و( حصلت على جائزة التمثيل مركز تالت) ، ساحر الحياة : تأليف محمود جمال و إخراج احمد يسري، لعبة هوجو : تأليف أحمد آدم وإخراج أحمد مجدي (حصل على جائزة أحسن ممثل بمهرجان إبداع مركز تالت) ، شاركت في العديد من عروض الثقافة الجماهيرية كممثل.. انت لسه حر : تأليف لينين الرملي ومن إخراج أحمد يسري وقد شارك العرض في المهرجان القومي للمسرح، الجزيرة : تأليف أحمد آدم وإخراج حسام سامي، لوراسيا العظمى: تأليف وإخراج محمد حمزة ، العادلون : تأليف ألبير كامو وإخراج أحمد يسري وقد شارك العرض في المهرجان القومي للمسرح، كما شاركت أيضا في عروض الإنتاج الذاتي والبيت الفني للمسرح لفرقة (شغف) عرض التابوت وقد تم عرضه في كثير من المحافظات ومؤخرا مسرح الجزويت في القاهرة موسم مسرحي كامل، كما شاركت في العديد من العروض المسرحية كمخرج منفذ و مدرب ممثلين، لوراسيا العظمي (فرقة قصر ثقافة بورسعيد)، العادلون (فرقة الإقليمية)، المارستان (ملتقى نوادي المسرح الدورة الثانية)، أمل (كلية حقوق جامعة القاهرة)، جريمة في قطار الشرق ( لمنتخب جامعة قناة السويس)، الحبر (جامعة سيناء) ، قزم مينورا (الفرقة القومية ببورسعيد) ، فيرماخت (الفرقة القومية بمركز ثقافة الجيزة)، موتى بلا قبور (كلية حقوق جامعة بورسعيد)، على قارعة القدر (معهد فنون مسرحية)، الغريب ( معهد فنون مسرحية ) ،احلام معدومة ( كلية التمريض )
حدثني عن نوادي المسرح ؟وفلسفتها؟
مهرجان نوادي المسرح هو مهرجان شبابي يقام لاعتماد المخرجين الجدد وهو من أهم المهرجانات بمصفر هذا الوقت لأنه يسليط الضوء على المواهب واختيارهم بشكل دقيق ليفرزوا فكر جديد متطور سليم لنحقق التوجه المطلوب للارتقاء بالمسرح والفن
التجارب بالنوادي أكثرها ناجحة وهادفة والأخرى قد تسيء إلى الهدف الرئيسي من المهرجان وليس العكس، تجارب نوادي المسرح فكرة عبقرية لتفريخ رؤى? الشباب وإعادة ترتيبها خلال وجهات نظر فنية على خشبة المسرح
أعقب العرض ندوة نقدية أدارها الكاتب ياسين الضوي، وشارك بها د. أحمد القضابي والكاتب والناقد مجدي الحمزاوي.
أشاد "الضوي" بالجهد المبذول في العرض الذي يناقش قضية إنسانية الأمر الذي يجعل المشاهد يشعر بالأمل رغم العثرات.
وأضاف أن المخرج ركز على أحداث الحرب العالمية الأولى والثانية لتوضيح آثار الحروب الموجود في الإنسانية منذ الأزل، والعرض بشكل عام فيه صياغة طموحة استعرض فيها المخرج إمكانياته في تحريك ووضع جماليات تصويرية ومسرحية وإن كان بها شيء من السطحية.
عن الديكور قال: جاءت فكرة تقديم الشكل الهيروشيمي في صورة نسيج قطني لتذكرنا ببشاعة الحرب، ولكن هناك حاجة إلى تقليل عناصر الديكور الموجودة على خشبة المسرح لتحقيق الشكل الجمالي، أما عن الملابس فكانت مناسبة والممثلين بحاجة إلى تجنب الأداء الزائد. واختتم حديثه موجها إليهم الشكر واصفهم بالأبطال.
أما الكاتب د. أحمد القضابي فأشار إلى إن فكرة تصدير مشهد الانفجار النووي غير مستحبة، وكان من الممكن التنويع في الإضاءة بدلا من الاعتماد على مؤثر أو مؤثرين طوال العرض، كما أن فكرة التعامل مع الصورة بحاجة إلى مزيد من الجهد، وهناك خيال على مستوى جيد جدًا في تكوين المشاهد وتنفيذها خصوصًا فى مشهد المقابر الأخير.
أما بالنسبة للموسيقى فأوضح أن عازف الكيخون بدى غير منسجم مع النص وليس له علاقة بالموضوع، وتساءل عن ظهور شخصية "بينيامين" باعتباره "شاعر" وعدّه أمرا غير موفق.
وقال الكاتب مجدي حمزاوي في بعض الأحيان تكون الحرب ضرورة وليس في كل الأحوال تكون بغيضة.
وأضاف أن المخرج استعان بالألوان الأبيض والأسود والرمادي، وكان يجب أن يبعد عن عالم الألوان ويدخل في التدرجات، فهل كان انفجار القنبلة لا يوجد فيه ألوان عندما استخدمه فى الخلفية؟ والأبيض لا يعتبر لون فى الفن التشكيلي، والرمادي يتغير فى الإضاءة الأمامية وليس الخلفية وهو نفسه لا يشع إلا لونه.
وأشار أن الحركة المسرحية ليست مجرد اتجاهات، وفي بعض الأحيان يكون الحذف أفضل من الإضافة، والإيماءات تأتى حين تعجز اللغة عن التوصيل، أما بالنسبة للأداء التمثيلي كان هناك تباين، والممثل البارع ليس من يحاول إثبات أنه الأفضل، ولكن من يعمل على إظهار براعة الجميع.
يذكر أن المهرجان الختامي لنوادي المسرح تنظمه الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، ويشارك به هذا الموسم 24 عرضا مسرحيا تقدم مجانا للجمهور، بمسرحي السامر وقصر ثقافة روض الفرج، ويصدر عنه نشرة يومية بالإضافة لندوات نقدية تعقب العروض يشارك بها نخبة من النقاد والمسرحيين.
|