القاهرة 26 مايو 2024 الساعة 03:15 م
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
مر أسبوع آخر من عمرنا، بدأت مرحلة جديدة من حياتنا، بدأت الأجواء الحارة بإلقاء ظلالها علينا، وسط المعارك المعتادة بين محبي فصل الصيف بلياليه الطويلة الصاخبة، ومحبي فصل الشتاء بهدوء أيامه وانتظامها.
وما بين أولئك وهؤلاء تمر أيامنا بسرعة دون أن نشعر.
أجمل ما يميز فصل الصيف، كونه بلا دراسة، مما يتيح للجميع التحرك بحرية دون قيود، والتزامات محددة وواجبات مفروضة فرضًا بثقل.. أجمل ما في هذه الأيام هي التجمعات الأسرية، والتجمعات مع الأصدقاء والأحباء، لا سيما القيام بجولات ترفيهية بين آن وأخر.
أشاركهم هذا العام جولاتهم من خلف الشاشة، متمنية للجميع قضاء أمتع الأوقات، أقضي فترة مميزة من عمري، فترة أحبها بشكل خاص، فترة ما قبل الامتحانات النهائية من السنة الفاصلة، "الثانوية العامة" هذا البعبع الذي أصبح تريند وحديث يرادفه التوتر والخوف.!
قد يكون مفزعًا بالنسبة لهم رغم أنه عام مثل الأعوام الدراسية السابقة، أذكر أننا كنا نستقبل هذه الفترة من عمرنا بشكل عادي ودون هذه الضجة المبالغ فيها.. لا أقلل من أهميتها لكني لا أضخم من هولها أيضا.. سيدركون هذه الحقيقة بعد أن يعبروا هذا المنعطف من حياتهم.
أشارك الجميع هذه المرحلة كون لدي أحد طلبتها في نطاق أسرتي الضيق جدا، لذا أصرح للجميع أني ما زلت قيد الإقامة الجبرية لدواعي الثانوية العامة، كما إني قيد حظر التجول المحبب والمفضل إلي دائما وأبدا.
لذا انتهز هذه الفترة واقضيها في المنزل وسط كتبي وكتاباتي ونباتاتي، والزيارات الخاطفة للأسرة في حالة الضرورة.
اكتشفت أن بيتنا نعمه كبيرة في حياتنا، يكفي أن لدي سقف يحميني، ولدي مكان لنباتاتي تشاركني انجازاتي الصغيرة غير المعلنة، والتي سأعلن عنها تباعًا.
عزيزي عمر خورشيد،،
شاهدت فيلم "الحب الضائع".. كنت أقلب في القنوات ووجدته عن طريق الصدفة، تابعته رغم أني شاهدته من قبل، اكتشفت أني أميل لمشاهدة كل ما هو قديم، يبدو أن البقاء بالبيت ألقى بظلاله علي فأصبحت أبحث عن الهدوء في كل شيء.
جلست أتابع الفيلم باهتمام وتساءلت لماذا سمى الفيلم بهذا الاسم ؟! "الحب الضائع"...
هل هناك حب ضائع ؟ هل ما شاهدته حب من الأساس؟
السؤال الأهم على الإطلاق، هل هناك ما يسمى حُب؟ وهل هناك من يستحق هذا الحُب؟
كلما شاهدت فيلم رومانسي أو قرأت كتابا، وجدت به قصص حُب أتوقف أمام كلمة الحُب لأجده عنوان لكل تعاسة!
"آنا كارنينيا" تركت بيتها وابنها وركضت خلف حُب توهمته، كانت نهايتها الخيانة والموت.!
وهنا في حبهم الضائع طارد الصياد الفريسة، وصبر عليها حتى التهمها، وعندما انكشف أمرهم فضلت الموت، ونظر الصياد باستكانة لزوجته آملا أن تغفر له نزوته، لكنها تركته وغادرت المكان ليظل وحيدًا.!
هكذا قرر مخرج العمل أن ينهي الحكاية بموت الحُب، ومغادرة الحياة والبقاء وحيدًا، لكن للواقع حسابات أخرى.
وهي أن زوجته ستعود لبيت أبيها، للبقاء قليلا، ثم تستجيب لضغوط هؤلاء، فتعود للبيت، ويعود هو للالتزام قليلا، هدنة يتظاهر فيها بالإخلاص والوفاء، لكنها فترة لإعادة ترتيب أوارقه حتى لا ينكشف الأمر كالسابق.
استعدادا لبدء مغامرة جديدة تحت مسمى الحُب، يقتات فيها على مشاعر امرأة أخرى، ويتركها أما باختفاء كامل مفاجئ، أو باختلاق حكايات وهمية لإبعادها قسرًا، أو ربما يتركها جثة كسابقتها، وهكذا دواليك.!!
ما تبحث عنه المرأة دائما لا يوجد لدى الرجل، لكن ما يبحث عنه الرجل يجده في كل امرأة، ودمتم سالمين!
عزيزي عمر خورشيد،،
قد تراني أتجنى على مشروع الحُب، لكن هذا رأيي الذي لم ولن أغيره للأبد، وأتحدى أي شخص أن يثبت عكس كلماتي، الحب أكذوبة اخترعها الأدباء ليتربح منها المنتجين، وتجار المتعة من الصيادين، مثل بطل فيلمنا "الحب الضائع".!!
عزيزي عمر خورشيد،،
كن بخير، لأكتب لك مجددا.
|