القاهرة 21 مايو 2024 الساعة 08:41 م
كتبت: نهاد إسماعيل المدني
تصوير: تامر النطاط
ضمن عروض اليوم الثالث لفعاليات الدورة الحادية والثلاثين للمهرجان الختامي لنوادي المسرح، "دورة الكاتب المسرحي الراحل د. علاء عبد العزيز"،
قدمت فرقة بني سويف المسرحية على خشبة مسرح قصر ثقافة روض الفرج، العرض المسرحي "ثم نبدأ في الرقص "، تأليف د. طارق عمار وإخراج عبد الرحمن أشرف. المهرجان تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، حتى 31 مايو الحالي.
يسلط العرض الضوء على روعة القدرة على التسامح وتجاوز الأزمات ما بين أطراف المجتمع خاصة إذا كان يجمع بينهم الحب والمودةوال?لفة والأجمل من هذا بالتأكيد قتل الظنون والشكوك التي تهاجم مخيلة الأشخاص والتحقق منها قبل أن يلقي بالطرف الآخر في قفص الاتهام. ولتكن هي الرسالة التي يحث عليها العرض.
تدور الأحداث في إطار درامي حول جندي في الجيش، مدعو على حفل راقص في ليلة باردة من ليالي الشتاء القارس وفجأة تظهر فتاة جميلة تلفت انتباهه فيتعرف عليها ليجمع القدر بينهما في أجمل قصة حب تنتهي بالزواج، ولكن يصاب الزوج في أثناء مشاركته بالحرب، ويفقد ذراعه لتحدث المفارقة ويشعر أن مشاعر زوجته تجاهه محملة بالشفقه ويقرر الانعزال عنها وعن العالم، أصبح أنيسه الوحيد قراءة الكتب التراجيدية ، أهمل زوجته و مشاعرها ولم يعد يراقصها ليغيب شغف اللقاء الأول، وتصبح وحيدة بجواره ويبني حائل من الفتور بينهما.
تتصاعد في مخيلة الزوج شكوك بأن زوجته تخونه، حتى تأتي لحظة المواجهة بينهما ويذوب معها الصمت وتطرح الذكريات ذكريات حبهما ممزوجة بذكريات الحرب المشئومة وفقده لذراعه ويشتد الصراع ويصارح كل منهما الآخر عما يدور بداخله، وتنتهي الأحداث باكتشاف الزوجة أنها فقدت زوجها بعد أن أدرك أنه لا يستحق العيش معها نظرا لشكوكه وادعاء البطولة إرضاء لكبريائه.
"ثم نبدأ الرقص" تمثيل عهد عمرو، أحمد مصطفى حازم الشناوي، مارينا عبد المسيح، إسلام ياسين، سيف الله فؤاد، أسامة طلعت، عماد عمران، راندا جمال، مريم جميل، موسيقى وألحان أدهم صلاح، تصميم وتنفيذ إضاءة محمد سيد، أشعار ناظم نور الدين، كيروجراف وليد حسين، تصميم ديكور تيسير كمال، تنفيذ ديكور ماريو أشرف، ملابس سلمى رجب، تأليف د. طارق عمار، وإخراج عبد الرحمن أشرف.
التقت مصر المحروسة بمخرج العرض وتحدث عن تجربته قائلا:
كانت تجربة مختلفة وجميلة لأنه عرض ثري ومثير للجدل يعتمد على كشف المشاعر والصراع حول حقيقتها واعتمدت على إبراز اللحظات التى تلمس الجمهور.
بالنسبة لتجاربي المسرحية السابقة أخرجت مسرحية حكايات منتصف الليل وشاركت الأستاذ إبراهيم الحسينى في تجربة الإخراج كانت تجربة جميلة استفدت منها جدا و بسببها عرفت أن أخوض تجربتي الثانية.
*لماذا اخترت تقديم العرض المسرحي (ثم نبدأ الرقص) الآن؟ وما هي الرسالة التي تحرص على وصولها للجمهور ؟
اخترت نص ثم نبدأ في الرقص لأنه يمس الجمهور و يؤثر على المتفرج نظرا لما يحمله من رسائل مهمة مثل الحث على الحب و البعد عن ارتداء قناع البطولة.
*هل تؤمن أن المسرح لا يزال قادرا على أن يؤدي دوره الاجتماعي؟
نعم المسرح قادر على التأثير على الجانب الاجتماعى نظرا لاهتمام الجمهور به الآن لأنه يطرح قضايا اجتماعية ويناقش مشاكل وصراعات شائكة ويجد حلولا.
*في رأيك.. ما دور نوادي المسرح وفلسفتها ؟
نوادى المسرح لها دور مهم جدًا وبارز في المجتمع و فلسفتها معتمدة على التأثير و تطوير المسرح في مصر.
*حدثنى عن مشاركتك السابقة في نوادي المسرح؟ شاركت سنة 2023 فى نوادى المسرح بعرض حكايات منتصف الليل تأليف أستاذ إبراهيم الحسيني وشاركت هذا العام 2024 بعرض ثم نبدأ فى الرقص تأليف د/طارق عمار.
قُدم العرض بحضور لجنة التحكيم المكونة من المخرج هشام عطوة رئيس اللجنة، والدكتور محمد سمير الخطيب، والدكتور حمدي عطية، والمخرج سامح مجاهد، والموسيقار أحمد حمدي رؤوف، ومقرر اللجنة المخرج محمد الطايع.
*رؤى نقدية حول العرض
أعقب العرض ندوة نقدية أدارها المخرج محمد صابر، وشارك بها د. لمياء أنور، وفادي نشأت.
استهل "صابر" حديثه قائلا: يتناول العرض فكرة فلسفية بحتة، ويبدو أن الكاتب تأثر بفلسفة "عاصفة الصحراء"- حرب الكويت والعراق، وتابع قائلا وهل هناك شيء يفوق فكرة القتل؟!مشيرا إلى أن الزوج بدأ يختلق مجموعة من الأكاذيب، ومنها أن زوجته تخونه وهذا غير صحيح، وفكرة أنه "بطل" فقد ذراعه ومع ذلك نكتشف من خلال الأحداث أنه في العرض قتل نفسه، ولكن لماذا القتل؟
واختتم حديثه موضحًا أن العرض في مجمله لائق وواضح جهد المخرج في عناصره كما أن الدراما الحركية جاءت لائقة.
وتساءلت الناقدة لمياء أنور عن سبب اختيار المخرج لهذا النص تحديدا، ولفت انتباهها أن هناك بعض المشاهد من كتاب "اعترافات زوج" لعلي سالم، مشيرة إلى أنها لا ترى منطقية في الأحداث، وأن الزوجة تعيش على فكرة أن الزوج غير موجود وهي حالة داخل تفكيرها فقط!
أما عن السينوغرافيا قالت: جاءت الموسيقى أعلى من صوت المؤدي في بعض الأحيان، ويمكن العزف على العود أو الناي بدلا من العزف الغربي، أما عن أداء الممثلين فجاء جيدا ولكن النص بحاجة إلى تقديم إجابة عن كافة التساؤلات التي تدور بشأنه ليتلقاه الجمهور بشكل جيد.
وأشار فادي نشأت إلى أن المخرج استخدم عناصر لم توصل المعنى الحقيقي للعرض، والفكرة التي وصلت إلى المشاهد هي فكرة شعور الزوج بأن حياته توقفت عقب الحرب.
وعن اللغة قال: استخدام اللغة العربية الفصحى كان معقدا، وكان من الممكن استخدام اللغة العامية، ودائما الإكثار من الشيء يفقد قدرته على التعبير، ولكن العرض في مجمله قدم بشكل جيد.
"المهرجان الختامي لنوادي المسرح" في دورته الحالية يقام بإشراف الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، ويشارك به 24 عرضًا مسرحيًا تقدم مجانا للجمهور، بمسرحي السامر وقصر ثقافة روض الفرج، ويصدر عنه نشرة يومية بالإضافة لندوات تعقب العروض يشارك بها نخبة من النقاد والمسرحيين.
|