القاهرة 18 مايو 2024 الساعة 06:33 م
![No description available.](https://scontent.fcai22-1.fna.fbcdn.net/v/t1.15752-9/447741014_765681659106855_2138464988410796439_n.jpg?_nc_cat=111&ccb=1-7&_nc_sid=5f2048&_nc_ohc=TaN_14gQaAMQ7kNvgFPBkRC&_nc_ht=scontent.fcai22-1.fna&oh=03_Q7cD1QEuT4lzSEFEgpBqUk6UQOIJaV_GWQ_ecQLl5NvKdAaKiw&oe=668D7829)
كتب: محمد حسن الصيفي
ما أكثر السلوكيات الخاطئة والمزعجة على مواقع التواصل، لكن ما أبشع هذا الذي رصدته مؤخرًا
يموت فلان، خاصة لو كان من أصحاب الشهرة،
فيقتله الناس مرة إضافية بالحزن الكاذب، والبكاء المزيف ودموع التماسيح.
قبل أيام توفي شاب، كان يكتب كتابات حزينة تشبه الفضفضة أو البوح، ربما كان يعاني ألمًا أو مرضًا أو حزنًا فرضته عليه الحياة فرضًا، كان يكتب كلامًا يشبه الزجل يحمل همه وحزنه وما يعانيه، كلام يحمل أسى مفهوم، لكنه ليس شعرًا، كلام مقفى وموزون أحيانًا وفي أحيان أخرى لا، ليست تلك قضيتي، وربما لو قرأ أحدهم كلامي الآن لأقام عليّ الحد، المهم أنه كتب وكان يكتب ويعبر ولمع في لحظة وظروف لها علاقة بلحظة الثورة وتداعياتها وما بعدها.
ثم توفاه الله في صدمة وفاجعة لشاب دون الأربعين على ما أظن، فانطلق الجميع في سباق محموم على نشر ما كتب، وتأليف شعر للرثاء والحزن على وفاته، ثم إنشاء صفحات لما كتب، إحداهن بعنوان تراث فلان!
وسيقومون بتحضير ورشة كتابة على روحه، ثم تخصيص جائزة للشعر باسمه، ثم مولد سيخرج منه الفقيد -وحيدًا- بلا حمص، وسيجني هؤلاء الكذابون المزيفون اللايكات، والتفاعل، والحراك الفيسبوكي اللعين، وسيقومون بمصمصة شفاههم وسيلعنون الموت الذي خطف زهرة شباب الفقيد الذي لا يعرفونه ولا يعرفون معاناته ولن يهتموا، ولو عرفوها لربما تأدبوا قليلا وكفوا عن سفالتهم ومتاجرتهم بكل شيء بما في ذلك الموت الذي كان فيما مضى عبرة وعظة وله قدسية ومهابة.
يبقى السؤال، إلى أين سيذهب الإنسان أكثر في ضلاله وانحداره الأخلاقي؟!
ومتى يقول أحدهم كلمة حق يسمعها الكذابون والمزيفون بأن للموت حرمة، ومهابة؟!
متى يترك الإنسان اللايك والشير ليستشعر المصيبة ويحس بالكارثة؟!
متى يتوقف الإنسان الفيسبوكي المعاصر عن خسته ونذالته ومتاجرته بكل شيء حتى بالأموات!
|