القاهرة 05 مايو 2024 الساعة 06:36 م
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
مر أسبوع أخر من عمر رسائلنا، أيام أراها من أجمل أيام حياتنا، أجمل ما فيها لقائي برفاق أبعدتني عنهم الحياة لعدة أشهر متتالية.. كم اشعر بسعادة عندما ألتقي بهم، يقال أن أصحاب القلوب الجميلة يتجاذبون، أحسبهم كذلك، أرى فيهم نقاء وبراءة، قد تكون عملة نادرة هذه الأيام.. ما أجمل أن يكون اللقاء دون ترتيب لتكون المفاجأة سعيدة حقًا.
تمت دعوتي لحضور حدث ثقافي فني "مهرجان بردية لسينما الومضة"، ترددت كثيرًا في الذهاب، ثم عزمت أمري وذهبت.. قابلت أصدقائي من شتى المجالات، الأجمل من كل هذا، القدرة على تجميع كل هذه الفئات من شرائح كبيرة للمثقفين من مصر وخارجها من فن وثقافة وأدب وصحافة..
تنظيم مبهر برعاية صرح ثقافي عريق، حيث يستضيف حفل بداية انطلاق فعاليات المهرجان وختامة مسرح "المركز الثقافي الروسي".
أجمل ما في فقرات الحفل تكريم الكاتب الروسي الكبير "فلاديمير بيلياكوف"، سعدت كثيرًا بتكريمه وسط كل صناع الدراما ومخرجي السينما ومؤلفي الموسيقى التصويرية والمصورين السينمائيين.. جاءت سعادتي كونهم فكروا في تكريم أول نواة لأي عمل فني، فبدون المؤلف لن يكون هناك فن سينمائي ومسرحي، بدون الكاتب لا وجد فن من الأساس.. ناهيك أن هذا الرجل الأجنبي الذي يقيم بمصر منذ أربعين عاما وعشق ترابها، قام بتأليف ما يعادل العشرين كتابًا عن مصر، وتم ترجمتها للعربية، كتب عن تاريخ مصر وحاضرها منذ عصور الفراعنة وحتى الزعيم جمال عبد الناصر.
ما أجمل أن تجد من يقدر تعبك وجهدك بعد مشوار طويل من الكفاح، وتحدي للجميع والظروف، التكريم بحد ذاته يشكل نقطة فارقة في تاريخ ومشوار أي كاتب، لأن مردوده المعنوي أكبر بكثير مما يتوقعه أحد.
عزيزي عمر خورشيد،،
كلما مر الوقت كلما لاحظت أن هناك حالة غير مفهومة من الإحباط تطال الجميع.. لا أدري مصدرها!
هل كثرة انتشار المنشورات السلبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟! أم أن المناخ العام يدعو لذلك؟!
كبرنا على قناعة وقواعد مازالت أؤمن بها، أن من يعمل ويتقن عمله يكون النجاح رفيقه..
هل يتعجل الجميع الوصول للنجاح هذه الأيام؟!
ألا يدركون أن في زمننا هذا سهولة الوصول للنجاح، ولكن الصعب هو المحافظة عليه والاستمرار على نفس الخطى، والحصول على المزيد من المزايا والمميزات.
بخلاف ذلك كله، هل نقوم نحن بما نعمل بحب أم لأنه فرض علينا؟!
ألا يثقون في كلام الله "وما ربك بظلام للعبيد"، وأن لكل مجتهد نصيب.. قد يتأخر الوصول للهدف، لكنه يأتي ويتحقق، ألا يدركون أن مالا يأتي هو فقط لم يكن لهم؟!
قد تبدو بعض الأمور بوجهة نظرنا القاصرة، أننا نستحقها أو كوننا الأفضل من مكانة هذا أو ذاك.. تعلمت بمرور الوقت ألا انظر لهذا أو لذاك، أركز فقط على ما أعمل، فمجرد متابعة هذا أو مراقبة ذاك، تؤخر، تعطلني عن مشروعي وحلمي الذي لا حدود له.. مراقبة الآخرين تزعج، تثير حفيظة البعض، تجعلنا نردد دائما لماذا هم ولماذا لا أكون مكانهم؟!
مجرد التفكير في شيء كهذا قادر على إحباطك وتراجعك عدة خطوات بل وبضع سنوات..
لا تقارنوا أنفسكم بأحد، استمروا في العمل والعطاء بجدية وإخلاص، والتقدير قادم لا محالة، إذا لم يكن من أبناء بلدتك، سيكون من الآخرين ولنا في الكاتب الروسي عبرة..
عزيزي عمر خورشيد،،
تحتفل مصر هذه الأيام بمجموعة من الأعياد الغالية على قلوبنا، عيد العمال الذين ننحني لهم احتراما وإجلالا، بدونهم ما كنا هنا يومًا.. ومن قبله عيد تحرير سيناء، تلك البقعة الغالية على قلوبنا جميعًا، وأعياد شمس النسيم، وأعياد أخوتنا الأقباط شركاء الوطن.
عزيزي عمر خورشيد،،
يكفي أن تسمع كلمة "عيد"، لتشعر بالبهجة والسعادة في آن واحد، "عيد" يعني أن ترى الآخرين يلبسون أجمل الملابس، "عيد" يعني الابتسامة المحفورة بسعادة في الوجوه، "عيد" يعني الألوان الزاهية التي تطغى بحب على الشوارع والحدائق، "عيد" يعني أن تستقبل المتنزهات أبوابها أمام الجميع بسعادة..
عزيزي عمر خورشيد،،
كن بخير لأكتب لك دائمًا..
|