القاهرة 07 مايو 2024 الساعة 11:42 ص
بقلم: د. حسين عبد البصير
لقد تمت إثارة موضوع وجود أنبياء الله عليهم وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة وأتم السلام في الآثار المصرية القديمة، والحقيقة إنه لمن الأشياء المثيرة للدهشة واللافتة للانتباه للنظر حقًا عدم تصوير أنبياء الله عليهم وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة وأتم السلام في الآثار المصرية القديمة، ومن المعروف أن التاريخ يكتبه عادة المنتصر، وهذا ربما يكون السبب في عدم تصوير أنبياء الله عليهم السلام في الآثار المصرية القديمة؛ فعلى سبيل المثال إن الملك الذي عاصر سيدنا موسى أو أي من خلفائه لن يرضوا بتصوير هزيمة ذلك الملك على الآثار المصرية، ولن يعطوا النصر أو السبق لفريق كان سلفه يناصبه العداء.
وكان من عادة الملوك المصريين القدماء تصوير أنفسهم على آثارهم منتصرين وفقًا لمفهوم الملكية ودور الملك في مصر القديمة. وقد مال بعض الملوك المصريين القدماء إلى تصوير أنفسهم في موقع المنتصر بدلاً من موقع المنهزم. وقام بذلك الملك رمسيس الثاني حينما صور نفسه منتصرًا على العديد من آثاره بعد خوضه معركة قادش ضد الحيثيين والتي تمت هزيمته فيها في البداية.
لقد كان اليهود في مصر في ذلك الوقت قلة غير ذات عدد كبير. فلا نجد لهم آثارًا في مصر القديمة إلا ربما كذكر بسيط على لوحة الملك مرنبتاح، ابن الملك رمسيس الثاني، والذي سجل عليها الانتصار على العديد من الشعوب الأجنبية، وذكر ضمن ما ذكر إبادته لبذرة إسرائيل. وتم ذكر كلمة إسرائيل هناك كقبيلة، وليس لمكان له جغرافية محددة، مما يدل على أنهم كانوا رحلاً ولم يكن لهم مكان محدد يُؤوى تلك القبيلة.
وهناك فترات تم النظر إليها بالإهمال أو التجاهل، مثل فترة حكم الملك أخناتون الذي تجاهلته بعض المصادر المصرية القديمة وذكرته باسم المارق من العمارنة أو الملك المهرطق أو حذفت اسمه كلية من القوائم الملكية. وربما تم إغفال ذكر سيدنا موسى في المصادر المصرية لذلك السبب وهو عدم الاعتراف بوجوده أو لتجاهل ذلك الحدث كله تمامًا. وعلى سبيل المثال، هناك وجود لاسم "مِسى" أو "موسى" في أسماء العديد من الشخصيات المصرية القديمة. ومن الجدير بالذكر أن اسم سيدنا موسى هو اسم مصري، وهو "مِسى"، وهو اسم مفعول بمعنى "المولود".
ولقد جاء في القرآن الكريم، كتاب الله المقدس، قوله سبحانه وتعالى في سورة الشعراء الآية 18:" قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ"؛ دلالة على اسم النبي موسى بمعنى الوليد أو المولود في اللغة المصرية القديمة (أو الكتابة الهيروغليفية). وهناك أسماء مصرية عديدة دخل ضمن تركيبها اسم "مِسى" مثل "رع مِسى" أو "رعموزا" بمعنى "وُلد رع"، الوزير وحاكم طيبة (الأقصر الحالية)، وصاحب المقبرة الشهيرة في البر الغربي لمدينة الأقصر من عهد أمنحتب الثالث وأمنحتب الرابع / أخناتون.
لا يعرف أحد ما سوف تحمله الاكتشافات المصرية في الغد لنا من حقائق قد تغير الكثير من معلوماتنا عن مصر القديمة وحضارتها الخالدة، وعن وجود أنبياء الله عليهم وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة وأتم السلام في الآثار المصرية القديمة.
|