القاهرة 30 ابريل 2024 الساعة 10:26 ص
كتب: وسام قدوح
صدر للباحث المغربي أسامة خضراوي كتاب "أسرار الحكواتي، جماليات الحكي وذخائر السير الشعبية" عن معهد الشارقة للتراث بالشارقة، وفيه بحث عن تلك المساحة التي تجمع بين الراوي وجمهوره، وهي المساحة ذاتها التي اشتغل عليها هانس روبيرت ياوس في بحثه عن المشترك بين المؤلف وقارئه.
ويظهر في الكتاب افتتان المؤلف بنظريات التلقي عند المفكر الألماني الذي انتقد لوسيان غولدمان وجورج لوكاتش والشكلانيين الروس وأقطاب التيار الوضعي بسبب إغفالهم لوظيفة المتلقي، وما يخلقه من حالات اشتباك وتجاذب وتنافر مع المؤلف، فضلاً عما يمنحه للنص من قراءة وتأويل. تكمن خطورة القارئ في كونه يسهم في خروج النص من سلطة المؤلف، ويقطع مع الصورة القديمة التي ترفعه إلى مقام القداسة، بدعوى أن كل شيء يوجد في النص، وأن المعنى الأوحد هو ما دار في ذهن الكاتب.
الجدير بالذكر أن الراوي الشعبي في المغرب يطلق عليه اسم "الحلايقي" نسبة إلى الحلقة، أي الدائرة البشرية التي تتشكل حوله حين يشرع في الحكي. وتعتبر ساحة "جامع الفنا" بمدينة مراكش إحدى أعرق وأشهر الساحات المحتضنة لحلقات الحكواتيين، ويتوافد عليها الزوار من داخل المغرب وخارجه على مدار العام بالنهار وبالليل. لذلك خصها خضراوي بدراسته المطولة، واصفاً حكواتيي الساحة بالكائنات الهشة اجتماعياً، والمثقلة بأعباء الحياة اليومية، لكنها في ذات الوقت قادرة على إبهاج وإبهار الجمهور، بشكل يومي، بمحكيات شعبية آسرة.
|