القاهرة 28 ابريل 2024 الساعة 04:09 م
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
مر أسبوع آخر من عمرنا، مر بهدوء إلى حد ما، لا يوجد به ما يلفت النظر، سوى توتر وتحركات دؤوبة على الحدود من جانب العدو، تزامنا مع ذكرى عودة طابا للسيادة المصرية.
توتر على الحدود وتحركات مريبة من عدو لا ينام ولا يستوعب بعد أننا استعدنا كل شبر لنا في سيناء الحبيبة.. احتفلنا بذكرى "عيد تحرير سيناء" وسط حالة من الفخر التي تنتابنا طيلة هذه الأيام التي نتذكر فيها حجم التضحيات التي قدمت من أجل تحرير كل شبر في أراضينا المسلوبة.
أجمل ما في هذه الأيام هو إذاعة الأفلام الحربية والأفلام الوثائقية التي تطلعنا على كم معلومات، لندرك حقيقة التضحيات التي قدمت من أجل الوصول لهذا الانتصار الكبير والاستقرار الذي ننعم به ونعيش فيه هذه الأيام، أتخيل لوهلة أنه إذا لا قدر الله لم تحرر سيناء، هل كنا سنحصل على تصاريح لزيارة أماكن فيها مذيلة بختم العدو؟! يا له من تصور بشع!
هل نزورها وسط حراساتهم؟! تصور مزعج لا أتمنى أن يحدث أبدًا..
لذا أتمنى أن يخصص المسؤولين قناة حربية تعمل باستمرار طيلة أيام العام، تذيع وثائقيات عن الحرب لا سيما حرب الاستنزاف والبطولات الشعبية لأبناء مدن القناة، والأفلام الحربية تجري لقاءات مع أبطالنا الذين ما زالوا بيننا، ومع ذوي من استشهدوا أو رحلوا عنا بعد الحرب، واستضافة المؤرخين العسكريين الذين يتقنون فن الحكي، لتظل الأجيال الجديدة على اطلاع دائم بخطورة ما حدث وما زال يحدث حولنا.
عزيزي عمر خورشيد،،
كلما طالعت صورنا في سيناء يتجدد الحنين والاشتياق إليها، طبيعتها هادئة تختلف تمامًا عن أي مكان في أنحاء مصر، لا أدري لماذا؟! لكن هناك شبه إجماع على أنها تتمتع بصفاء وجو من السلام النفسي يشعر به أي شخص بمجرد أن يعبر نفق الشهيد أحمد حمدي.
عزيزي عمر خورشيد،،
كتبت في رسالتي السابقة، أنني أفكر في التوقف عن كتابة رسائلنا فاجأني قراء ومتابعي مجلتنا بردود أثلجت صدري، تحثني على الاستمرار، اسمح لي أن أتوجه إليهم بكل الشكر لحرصهم على متابعة ما ينشر على أبواب مجلتنا الموقرة..
عزيزي عمر خورشيد،،
قررت زيارة ابنة أخي في تدريبها في النادي، حيث تتدرب على رياضة "الجمباز" بناء على طلبها، فلبيت الدعوة دون تردد، سعدت كثيرا برؤيتها تمارس الرياضة وهي في هذه السن الصغيرة، كلما التقت نظراتنا تبادلني الابتسام، أشجعها حتى لو أخطأت لأحثها على الاستمرار ومواصلة التدريب..
جلست بجوار والدتها نتبادل الأحاديث، جاءتني إحدى السيدات تسألني عن شيء ظنا أن علياء ابنتي، أجبتها في حدود معرفتي..
انتهى التدريب، توجهنا لأقرب مكان مناسب للجلوس وذهبت هي وأخوها ليلعبا في الملاهي، بعد قليل تشاجر أخوها مع أحدهم فجاءوا جميعا برفقة والدة الطفل الضحية، واجهتني السيدة بتوتر وهي تحكي لي ماذا فعل ابني لابنها، استمعت إليها للنهاية، وتوصلنا لحل راق للجميع.
انتبهت لشيء أثار دهشتي، أن الجميع يظنني والدتهم رغم وجود أمهم بجواري، سألتها ممازحة: لماذا يظن الجميع أنهم أبنائي؟ ضحكت قائلة ببساطة: لأنهم يشبهونك!
تأملت ملامح علياء، قد تكون بحكم الوارثة تشبهني في الملامح، لكن الطفل لا يشبهني إطلاقًا رغم ملامحه الوسيمة، أدعوه دومًا بإله الفراعنة للمشاغبة، للإجرام، للفساد، أي شيء من هذا القبيل!
بكل الأحوال أصدرت أوامري بألا أخرج معهم ثانية، ليس لكثرة مشاكلهم، ولكن لأن توقيت التدريب سيء، الرابعة عصرًا! هذا التوقيت لا يناسب كائنا شتويًا مثلي!
عزيزي عمر خورشيد،،
شاهدت فيلم أجنبيًا اسمه" 47 محارب" للممثل الأمريكي كيانو ريفز، أحب هذه النوعية من الأفلام التي بها خليط من الحياة، دراما و حب وبطولة وإيثار، دفاع عن الحق وانتصار للعدالة.
تدور أحداث الفيلم في مجتمع الساموراي، حيث ينضم إليهم كيانو ريفز باعتباره شخص هجين، نصف سامواري، ليظل منبوذا من مجتمعهم، رغم انه مقاتل ماهر يتميز بصفات الساموراي، استطاع الانضمام إليهم في حربهم ضد الشر وانتصر، في نهاية الفيلم رغم بطولاتهم واعتراف إمبراطور اليابان بأنهم أنقذوا المملكة من الفساد وحررورها من الخائن، إلا أنه أصدر قراره بإعدامهم بشرف، كونهم خالفوا قوانين المملكة، لينفذوا القرار بشجاعة، ثم عفا الإمبراطور عن ابن أحدهم حتى لا يحرم المملكة من نسله الشجاع!
وضعت نفسي محل الإمبراطور وتساءلت: هل كنت سأعفوا عنهم؟ أم أنفذ القانون بحسم كما فعل؟! احترت كثيرًا، ولم أجد إجابة حتى الآن!
هل تراكم أعزاءنا القراء تجدون إجابة؟
هل توافق على إعدام 47 جنديًا مخلصًا، ضحوا بكل شيء من أجل البلاد والحفاظ عليها، كونهم خالفوا التعليمات؟! هل تحرم البلاد من هذه النماذج الشجاعة الماهرة؟ أم إن استمرار وجودهم بيننا يعد تشجيعًا للفوضى ودعوة للقصاص واستعمال العنف دون رقيب؟!
عزيزي عمر خورشيد،،
راق لي جملة تركها البطل في وصيته، كتبها لحبيبته"سأبحث عنك في ألف حياة و ألف عام، سأجدك مرة ثانية"..تساؤل جديد يطرح نفسه بقوة: هل هناك مثل هكذا حب؟!
عزيزي عمر خورشيد،،
كن بخير دوما لأكتب لك مجددًا..
|