القاهرة 23 ابريل 2024 الساعة 10:40 ص
كتبت: سماح عبد السلام
عبر 20 لوحة تصويرية وعدد من القطع النحتية متباينة الأحجام والتقنيات طرح الدكتور مصطفى الرزاز ابن جيل السيتينيات معرضه الفنى الجديد "رنات العيدان"، الذى استضافته قاعة الزمالك للفن مؤخرًا. ليكشف من خلاله عن براعته فى تجسيد الفكرة التى يعمل عليها بمجالى التصوير والنحت معًا.
من خلال التجوال بين لوحات ومنحوتات المعرض نشعر وكأننا نستمع بالفعل لـ"رنات العيدان"، ومن ثم كانت الثيمة موفقه تمامًا فى إطار عنونة تلك التجربة الفنية.
جدير بالذكر أن التشكيلى الكبير الدكتور مصطفى الرزاز يتميز بغزارة وتنوع الإنتاج، حيث مارس التصوير والحفر والنحت والخزف والبنايات الجدارية المتنوعة الخامات والكتابة. ورغم توليه العديد من المناصب القيادية وتفوقه بها إلا أن ذلك لم يسنِه يومًا ما عن ممارسة الفن التشكيلى، لإيمانه بأنه الأبقى للفنان حتى أطلق عليه زملاؤه لقب "الفنان الذى يرسم فى إشارات المرور" كناية عن حرصة على عدم إضاعة الوقت.
شكل د. الرزاز أحد أضلاع جماعة المحور الفنية والتى تكونت من الدكتور أحمد نوار، والراحلين مصطفى النشار، وفرغلى عبد الحفيظ، كانت تجربة مهمة فى زرع اتجاهات وأساليب جديدة فى الفن، وقد تفككت تلك الجماعة مثل كثير من الجماعات الفنية بعد أن استوفت الغرض الذى أنشئت من أجله بحسب تصريحات بعض أعضائها.
وقد امتلك الرزاز ولعًا خاصًا بالأسطورة والحس الشعبى طغى على معارضه، حيث تأثر بهذا الموضوع من خلال رائد الفن الشعبى فى مصر أستاذه الفنان سعد الخادم. فالأسطورة عمل طبيعته من النوع البحثى التجريبى وهو ما يفضله الرزاز.
لا يرتكز د. الرزاز على تاريخه الفنى ونجاح تجربته الفنية بل يسعى دائمًا لتطويرها رغم تقدمه فى العمر، حيث يرى أن الفنان إذا اعتمد على تجربته واكتفى ينهى عمله بنفسه. بل يؤكد فى حوار سابق بأن لكل إنسان قاموس خاص فى عقله بما اكتسب من خبرات. إذا اعتمد على خبراته وهو حتى فى الأربعين من عمره معناه أنه يعود لاستخدام المفردات التى توجد فى قاموسه ويستهلك ومن ثم يكرر نفسه و بالتالى يصبح عملا ذابلا. لكن أؤمن الفنان لا بد له من الاستطلاع والدراسة.
يعد «مصطفى الرزاز» أحد أهم رموز الحركة التشكيلية المعاصرين، درس الفن فى كلية التربية الفنية ثم حصل على منحة دراسية فى أوسلو عام 1974، حصل على درجة الدكتوراة من جامعة نيويورك العام 1979، وتقلد مناصب عدة منها أستاذ التصميم فى كلية التربية الفنية وعميد لكلية التربية النوعية العام 1989/ 1996. وشغل «الرزار» منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة، والمستشار الفنى لمكتبة الإسكندرية ومستشارا لوزير الثقافة، وغيرها، شارك بمئات المعارض المحلية والقومية والعالمية، وهو عضو أساسى فى الكثير من المحافل الفنية العالمية على مستوى التحكيم والنقد والتحليل.
|