القاهرة 21 ابريل 2024 الساعة 01:21 م
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
مر أسبوع أخر من عمرنا، تمر أيامنا بسرعة، قد تكون تسرق منا دون أن ندرك، منذ أشهر كنا نستقبل العام الجديد بأفراح ناقصة وأمنيات تطال عنان السماء، وها نحن في منتصف شهر إبريل.. كيف حدث هذا لا ندري، كيف ومتى مرت هذه الشهور لا ندري؟!
منذ أسابيع كنا نعد العدة لاستقبال شهر رمضان وها هو قد مضى بأيامه الجميلة ومفاجأته التي لا تنتهي.!
يبدو أنها سنة الحياة أن يمضي كل شيء، لذا يجب أن نكون مثل أيامنا نعتاد المضي، حتى لا نظل مكاننا ويسبقنا الآخرين.
عزيزي عمر خورشيد،،
يظن البعض أن الكتابة وتأليف الكتب وكتابة المقالات التي توثق أيامنا بما بها من إيجابيات وسلبيات أمر هين، وقد لا يلتفت إليه أحد، أو أنه لا فائدة أو طائل مما نفعل.. كيف ذلك والكتابة حياة!
الكتابة تحيي الذكرى، توثق الحدث، تسلط الضوء على المشاكل اليومية، الكتابة هي النور الذي يضيء نهاية النفق..
"أن تكتب يعني أن تعيش".
"أن تصبح كاتبًا يعني أن تظل خالدًا".
يظن البعض أن الكتابة تنتهي بموت الكاتب، لا يعلمون أن الكتابة تحيي الكاتب و تخلده، فلا خاسر حقًا في الكتابة!
يكفي أن نكون بارقة أمل لأحدهم، سببًا في تغير قناعات البعض، يكفي أن تكون كلمتانا سبب في تغير توجهات شخص أو حتى تسهم في إعادته للطريق الصحيح، يكفي أن نبث الأمل، أن نكون سببًا في رسم بسمة أو حتى دمعة نتيجة تأثر بأحداث كتبت بصدق في إحدى روايتنا، يكفي أن نكتب عنكم، أن تشعر أنك البطل، أنك الجيد أو حتى السيئ في رواية أحدهم!
يكفي أن تشعر بالفخر كونك ترى نفسك في هذا البطل أو ذاك.. يكفي أن تبدي اهتمامًا بما نكتب كونك شعرت بالإثارة والمتعة، وأن ما كتب ساهم في تكوين شخصيتك، مثلما حدث معنا عندما بدأنا القراءة..
لذا مازالت أكرر أننا بحاجة لدعم المواهب من خلال المدارس بشكل جدي، اجعلوا مسارح المدارس والجامعات منفًذا لنشر الفكر والثقافة والمعرفة، افتحوا أبوابها للمكتبات والندوات.. اجعلوها منصة للمسرح، انشروا الفن والبهجة والعلم.. استفيدوا من ساحات المدارس وأقيموا بها معارض للمنتجات اليدوية، شجعوا الجميع على العمل والفن والحياة..
عزيزي عمر خورشيد،،
بدأ الاستعداد للسباق السنوي لامتحانات الثانوية العامة، يواصل أبطالنا مراجعاتهم واستعداداتهم لامتحانات نهاية العام بهمة ونشاط، نسأل الله لهم الثبات والاستفادة والاستمرار والنجاح..
أشارك هذا العام في هذا السباق، وددت أن ألتحق بصفوف الطلبة مرة ثانية بعد تخرجي من الجامعة ما يقارب ال30 عامًا، قابل موظفي الإدارة التعليمة طلبي بالضحك، متسائلين بدهشة، "يفر الناس منها وأنتِ تقدمين عليها"! قابلت مزاحهم بمزاح، ثم تكاسلت عن إتمام مشروعي الذي يتجدد كلما مر احد أبنائي بهذا السباق..
مازحت ابني وأخبرته بخيال الكاتب، تخيلت أن أخوض الجولة معه، وأتفوق عليه أو أن نلتحق سويا بنفس الجامعة!
قال: وقتها سأعتزل التعليم تمامًا!!
لا أدرى لماذا يقابل حماسي بإحباط هكذا؟!!
عزيزي عمر خورشيد،،
يشغل ذهني أمر هام منذ أسابيع، لا أعتقد هل هو قرار صائب أم لا؟، أرغب في التوقف عن إرسال رسائلنا لبعض الوقت.. فهل تؤيد هذه الفكرة؟!
أم أواصل الكتابة لأن هناك من يتابع رسائلنا؟!
لا أخفي عليك أني مازالت في حيرة من أمري.. هل أبدأ سلسلة مقالات جديدة؟ أم نظل على تواصل معًا رغم أن رسائلنا لم ولن تصل أبد؟!
بكل الأحوال مازالت أفكر ولم أتخذ قرارا بعد..
عزيزي عمر خورشيد،،
كن بخير لأكتب لك مجددًا..
|