القاهرة 16 ابريل 2024 الساعة 10:27 ص
بقلم: د. حسين عبد البصير
يعد عيد الفطر أحد أهم الأعياد في العالم الإسلامي. وقد شهدت مصر، كغيرها من الدول الإسلامية، تقاليد احتفالية مميزة بالعيد عبر العصور. في العصور الإسلامية، كانت مصر تحتضن تقاليد احتفالية مميزة بعيد الفطر تعبر عن الفرح والتضامن الاجتماعي.
وكان هناك العديد من مظاهر الاحتفال بعيد الفطر في مصر في العصور الإسلامية، مثل صلاة العيد التي تُعَد من أبرز مظاهر الاحتفال بعيد الفطر في مصر وفي جميع أنحاء العالم الإسلامي. وكانت المساجد تستقبل المصلين منذ الصباح الباكر لأداء صلاة العيد. وكانت الصلاة تتميز بأجواء روحانية وتلاوة القرآن والدعاء. ويجتمع المسلمون للصلاة بعد الانتهاء من صوم شهر رمضان الكريم. وكانت تُؤدّى صلاة العيد في المصليات الكبيرة والحصرية في المدن المصرية، حيث كان يحتشد المسلمون من مختلف الطبقات الاجتماعية لأداء الصلاة المشتركة.
وبعد صلاة العيد، كان يلقي الخطيب خطبة تناول فيها قيم العيد وأهميته في تعزيز الوحدة والتسامح والسلام في المجتمع. وبعد صلاة العيد، كانت هناك مجالس دينية تُقام في المساجد والمنازل لتلاوة القرآن والمدائح النبوية والتذكير بأهمية العيد في الإسلام. وكان يتم تزيين الشوارع والأماكن العامة في مصر بألوان مبهجة وأضواء متلألئة قبيل عيد الفطر.
وكانت الأسر تقوم بتزيين منازلها بالزهور والسجاد والأعلام والمصابيح الزينة قبيل حلول العيد، لإضفاء جو احتفالي على كل المناطق والأحياء والمدن والقرى. وكانت الشوارع والمنازل تُزيّن بالأعلام والشرائط الملونة والأضواء المتلألئة. وكانت الزهور تلعب دورًا بارزًا في الزينة، حيث كانت تُستخدم في تزيين المساجد والمنازل وحتى الشوارع. وكما كانت تحضّر وجبات لذيذة وحلوى تُقدّم للضيوف خلال الاحتفالات.
وبعد أداء صلاة العيد، يتبادل المسلمون التهاني بمناسبة العيد ويزورون بعضهم البعض. وكانت المناسبة تجمع الأسر والأقارب لتبادل التهاني والزيارات. وكانت الأسر تتبادل الهدايا والحلوى، وتقدم التمنيات بالسعادة والخير لبعضها البعض. وكانت الأسواق والأسواق الشعبية تشهد نشاطًا كبيرًا قبيل حلول العيد، حيث كان يتم بيع الهدايا والملابس الجديدة والحلوى. ويعد تناول الوجبات الشهية جزءًا أساسيًا من احتفالات عيد الفطر في مصر. وكانت الأسر المصرية تُحضّر مجموعة متنوعة من الأطعمة الشهية والحلويات الخاصة بعيد الفطر.
ومن الأطعمة الشهية التي كانت تُقدم في العيد، الفسيخ، والرنجة، والكبدة المشوية، والمأكولات الشرقية الأخرى، بالإضافة إلى الحلويات مثل الكنافة والبسبوسة والبقلاوة وغيرها من الحلويات التقليدية. وكانت الأسر الميسورة تُقدم الهدايا والصدقات للفقراء والمحتاجين قبيل حلول العيد لضمان مشاركتهم في فرحة العيد في هذا الوقت الفضيل؛ لتمكينهم من الاحتفال بالمناسبة بأفضل طريقة ممكنة. وكانت هذه الصدقات تشمل توزيع الطعام والملابس والمال على الأسر المحتاجة.
وكانت تُعد الصدقات والتبرعات جزءًا أساسيًا من الاحتفال بعيد الفطر في مصر. وكانت تُقام فعاليات ترفيهية مختلفة في المناطق والساحات العامة والحدائق، مثل الأسواق والمهرجانات والمسابقات الشعبية. وكانت تتضمن العروض الفنية والمسابقات والألعاب. كما كانت تُنظّم المسابقات الدينية والعروض الفنية والموسيقية، لإضفاء جو من الفرح والبهجة على الشوارع، وجو من الفرح والسرور على الأطفال والعائلات.
تُعد تلك المظاهر من جوانب الاحتفال بعيد الفطر في مصر في العصور الإسلامية، وتُظهر التنوع والغنى الثقافي في هذا البلد العظيم. وعكست تلك المظاهر، الروح الاجتماعية والروحانية لتلك المناسبة الدينية المهمة.
كل عام ومصر والعالم كله بخير وسعادة وسلام ورخاء يا رب العالمين.
|