القاهرة 10 مارس 2024 الساعة 11:50 ص
كتب: محمد زين العابدين
نقدم لكم من خلال هذا التقرير، إطلالة على مسيرة المبدع والناقد والأكاديمي الدكتور محمد حسن عبد الله، أول الفرسان المكرمين بملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، الذي أقيم مؤخرا بالمجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة.
• د.محمد حسن عبد الله في سطور:
ولد الدكتور محمد حسن عبد الله بإحدى القرى المجاورة لمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وحصل على ليسانس دار العلوم عام1961،ثم حصل على الماجستير في الآداب من جامعة القاهرة، بتقدير ممتاز سنة 1966 عن موضوع"الريف في القصة المصرية حتى سنة 1962"، ثم حصل على الدكتوراه في النقد الأدبي الحديث من جامعة عين شمس مع مرتبة الشرف الأولى، عن أطروحة بعنوان "الواقعية في الرواية العربية".
تدرج في العمل بجامعة الكويت، منذ تأسيسها عام 1966، وحتى عام1987، حيث عمل أستاذاً للنقد الأدبي بقسم اللغة العربية بكلية الآداب، وعبر هذه الأعوام توطدت صلته بالأدب في الكويت والخليج بشكل عام، كما انتدب لتدريس الكتابة الدرامية لطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت لمدة ثلاث سنوات (1972-1975).
وبعد عودته لمصر انتدب لتدريس الأدب الحديث لطلبة كلية الألسن بجامعة عين شمس (1987-1988)، وقد عين أستاذاً للنقد الأدبي بجامعة القاهرة، ورئيساً لقسم البلاغة والنقد والأدب المقارن، ووكيلاً للدراسات العليا والبحوث بكلية الدراسات العربية والإسلامية (دار العلوم)، بجامعة القاهرة فرع الفيوم (قبل استقلاله)، ويعمل حتى الآن أستاذاً متفرغاً للنقد الأدبي الحديث بكلية دار العلوم بجامعة الفيوم.
ولفارسنا المُكَّرم د.محمد حسن عبد الله، نشاط أدبيٌ دائب، وتواجدٌ فاعل في الملتقيات والمنتديات الثقافية فكانت له مشاركات فاعلة في الملتقيات الثقافية والمسرحية، التي أقيمت تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، في الكويت وقطر وأبو ظبي، كما شارك في احتفال إمارة الشارقة بيوم المسرح العالمي، حيث ألقى دراسة عن مسرح د. سلطان بن محمد القاسمي تحت عنوان: "جدل الراهن والتاريخ"، واتخذ عنوان دراسته شعاراً للمهرجان، كما شارك في الكتاب الدوري السنوي عن أديب مصر العالمي نجيب محفوظ الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة، منذ بداية إصداره وحتى آخر إصدار. وكان ناقداً متابعاً بشكلٍ دائمٍ لإبداعات الشباب عبر برنامج "مع الأدباء الشبان" بالإذاعة المصرية على امتداد عشرين عاماً.
• أهم الجوائز والتكريمات:
بالإضافة لتكريمه مؤخراً خلال ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي بالقاهرة، الذي أقيم بالمجلس الأعلى للثقافة حصل على العديد من الجوائز والتكريمات، من أهمها:
- الجائزة الأولى للقصة القصيرة، وميدالية د. طه حسين الذهبية، من نادي القصة بالقاهرة (1958) عن قصة بعنوان (سطوحي).
- الجائزة الأولى للرواية والميدالية الذهبية من المجلس الأعلى للفنون والآداب بالقاهرة (1963) عن روايته (الشعلة وصحراءُ الجليد).
- جائزة المسرح الإسلامي من المجلس الوطني للثقافة بالكويت (1980) عن مسرحية (حادثة خط الاستواء)، بمناسبة استهلال القرن الخامس عشر الهجري.
- جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لأحسن كتاب عام 1982 عن كتاب (صقر الرشود مبدع الرؤية الثانية)، وعام 1992 عن كتاب (الكويت والتنمية الثقافية العربية).
• إنتاج د. محمد حسن عبد الله الإبداعي والنقدي:
في دراسة للناقد والأكاديمي الكبير د. مصطفى الضبع يرصد تجربة د. محمد حسن عبد الله في الكتاب التذكاري الصادر عن ملتقى التكريم الثقافي، ومن خلالها نطل على أبرز ما قدمه في مجال الأدب والنقد، يقول د. الضبع: "ما بين تاريخ إصدار أول كتاب للدكتور محمد حسن عبد الله، بعنوان "عز الدين بن عبد السلام (1962)، وتاريخ صدور آخر كتاب، تتشكل مساحة الإنجاز، كاشفة عن منجز فكري يتجاوز سبعين كتاباً، إضافة إلى مئات المقالات والدراسات، وأعداد مماثلة من الأنشطة الأدبية والثقافية، موزعة على امتداد العالم الإسلامي.
ومشروع الكتابة -كما يصفه (عبد الله)- يشبه سباق التتابع، فيظل الكاتب طوال عمره، يطارد الموضوعات والأفكار؛ لا يكاد ينتهي من أحدها حتى يبدأ معاناته مع التالي، إلى أن يبلغ (كتابَ عمرِه)! وهذا الكتاب ليس استعادة، وليس تعقيباً، وليس نقداً أو إضافة لكل ما مضى، إنه العمرُ نفسهُ مُجَّسَداً في تجارب محكومة بشكل فني، ومتمردة عليه في ذات الوقت، وهذا جوهر كتابه (جرَّة عسل)".
ويستعرض د.مصطفى الضبع أبرز كتب (عبد الله) الإبداعية، ومنها:
- (أنفاس الصباح): وهو رواية وطنية عن كفاح الشعب، في مواجهة الحملة الفرنسية، وما عاناه من حكامه المماليك، وكيف كانت هذه المرحلة الصعبة بمثابة البشائر لصباح جديد.
- رواية (الشعلة وصحراء الجليد): وهي رواية عاطفية نفسية، فازت بجائزة المجلس الأعلى للفنون والآداب عام 1963.
- مجموعة (سرُ الأسرار): وتتألف من عشر قصص قصيرة، مع مقدمة موجزة، ومن بينها قصة (سطوحي) التي فازت بالجائزة الأولى، وميدالية د.طه حسين عام 1958.
- (حادثة خط الاستواء): وهي مسرحية شعرية تحديثية، بطلها حي بن يقظان.
- (سر البني آدم): وهي مسرحية قصيرة للطفل تكشف عن تميز البني آدم وفضله على الحيوان، وإمكانه تحصيل المعرفة.
• المنجز النقدي:
ويشير له "الضبع" بوصفه "المنجز الأساسي الذي يشكل مدار المعرفة به، بوصفه ناقداً وأستاذ نقد له مشروعه النقدي الممتد عبر سنوات الإنجاز". وقد اتسع مجال نشاطه النقدي، وتعددت محاوره جامعاً بين النقد النظري والتطبيقي، سواء في نقد الشعر أو السرد.
ومن أهم كتب النقد والدراسات الأدبية التي قدمها للمكتبة العربية:
- (أبو القاسم الشابي وتأثيره في شعراء المشرق): وهو عبارة عن دراسة مطولة شارك بها في الاحتفال بالشابي، الذي أقامته مؤسسة "البابطين" الشعرية في عام 1994 بالمغرب.
- (الصورة الفنية في شعر علي الجارم): دراسة نقدية.
- (إبراهيم طوقان: حياته، ودراسة فنية في شعره): وهو من الأسماء المؤسسة لتجديد الشعر الفلسطيني، عاش بواكير المحنة، وانتهاء عصر الحلم، وابتدع القصيدة ذات الأبيات السبعة، واستخدم تقنيات حديثة جداً في قصائده.
- (ابن زيدون بين الدارسين والمبدعين): دراسة شارك بها في ندوة عن الشاعر أقيمت في قرطبة.
- (القدس: ريحانة الضمير العربي): وصدر بمناسبة إعلان القدس عاصمة للثقافة العربية، بهدف دعم الوجود العربي للمدينة المقدسة، من ناحية تجلياتها في الشعر والدراسات السياسية والحضارية.
- (قصائد عتيقة): ويضم قراءة في ثلاثين قصيدة عربية، وتحليل جمالياتها.
- (في التربية والخطاب العام): وهو عن المفهوم الواسع للنقد بعيداً عن المفهوم القابع في دائرة النصوص، حيث يخرجه الناقد إلى دائرة الواقع، بوصفه نصاً مشتبكاً مع تفاصيله.
- (جرة قلم): وهو عبارة عن مجموعة مقالات قصيرة ذات طابع اعترافي وتسجيلي، تتشعب بين إعادة قراءة التراث، ووضع الواقع تحت المجهر، والتطلع إلى آفاق المستقبل.
- (أهمية أن نعرف): وهو دراسة في واقعنا الثقافي المأزوم ووضعنا الحضاري الذي نعيش مآزقه.
- (جرة عسل): وهو استعادة انتقائية لبعض مشاهد الحياة الخاصة.
- (جرة ربابة): ويحمل أشجان وخصوصية الذكريات الثقافية التي كان طرفاً فيها.
- دراسات تراثية: الحب في التراث العربي- التراث في رؤية عصرية- صورة المرأة في الشعر الأموي.
بالإضافة لدراسات أدبية أخرى هامة منها: الواقعية في الرواية العربية- الريف في الرواية العربية- الإسلامية والروحية في أدب نجيب محفوظ- الصالونات الثقافية وفاعليتها في الوعي العام.
|