القاهرة 27 فبراير 2024 الساعة 01:11 م
كتب: محمد زين العابدين
في صباحٍ قاهريٍ جميل، وفي رحاب المجلس الأعلى للثقافة، وبحضور كوكبة من مثقفي مصر ومبدعيها، وبمشاركة كل من معالي وزيرة الثقافة المصرية د.نيفين الكيلاني، ورئيس دائرة الثقافة بالشارقة سعادة الأستاذ عبد الله بن محمد العويس؛ أقيم ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، الذي ترعاه دائرة الثقافة بإمارة الشارقة، لتكريم أربعة من رموز الثقافة والإبداع في مصر، وهم: الناقد الكبير وأستاذ البلاغة والنقد الدكتور محمد حسن عبد الله، والناقد الكبير، وأستاذ الأدب والنقد الدكتور حسين حمودة، والأديبة والمترجمة الكبيرة سحر توفيق، والأديب والناقد الكبير سيد الوكيل. وقد سلمت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، وعبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، شهادات التكريم للمبدعين الأربعة المكرمين.
وقد أقيم الملتقى بالقاهرة، في محطته السادسة عشر، بالتنسيق بين دائرة الثقافة بالشارقة، ووزارة الثقافة المصرية. وقد ولدت فكرة هذا الملتقى التكريمي لرموز الثقافة المصرية والعربية، في عام 2021، بمبادرة كريمة ونبيلة، من حاكم الشارقة المبدع المثقف، وصاحب الفكر العروبي، سمو الشيخ د.سلطان محمد القاسمي؛ وذلك لتكريم رموز الثقافة والإبداع في الوطن العربي، الذين أثروا الحياة الثقافية. وتعتبر هذه الاحتفالية التكريمية لرموز الثقافة هي السادسة عشرة عربياً، والرابعة مصرياً.
بدأ الاحتفالية التي قدمها الكاتب والناقد أحمد سراج، بتقديم نبذة تاريخية عن المجلس الأعلى للثقافة، منارة الثقافة المصرية، ودوره في ازدهار الحركة الثقافية المصرية. ثم ألقى الدكتور هشام عزمي، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، كلمته التي أكد فيها أن"قاهرة المعز تسعد كثيراً بقدوم الأشقاء، وتفتح ذراعيها لكل مثقف ومفكر، وفنان ومبدع، من كافة أرجاء الوطن العربي". وأضاف أن ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، تشمله الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، وتهدف مبادرة الملتقى إلى تكريم قامات فكرية وثقافية من كافة أرجاء الوطن العربي، اعترافاً وتقديراً لإسهاماتهم وإبداعاتهم، للنهوض بثقافة مجتمعاتهم، والنهوض بوعي شعوبهم، وهي تعد حافزاً لهؤلاء المبدعين لمزيد من الإنتاج، كما أنها بمثابة رسالة تحفيزية لأقرانهم لمزيد من الإبداع والتألق. وأكد أن إقامة الاحتفالية في المجلس الأعلى للثقافة، تعد تكريساً لدوره في رعاية المثقفين والمبدعين.
أما سعادة عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، فتوجه بالشكر لمعالي الوزيرة الدكتورة نيفين الكيلاني، والدكتور هشام عزمي، على تنسيق الترتيبات اللازمة لإقامة الملتقى، وقال في كلمته: "تتجدد البهجة والسعادة، بتجدد اللقاءات الأخوية، وتتعزز أواصر المحبة، عندما تكتمل عناصرها، التي يتوجها التواصل العربي، والتعاون المشترك". وأشاد(العويس)بعمق العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، في ظل قيادة رشيدة، تؤمن بأهمية استمرار التواصل العربي في كافة المجالات. وتابع(العويس): "نحن اليوم نمثل معاً نموذجاً لهذه المبادئ، من خلال ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، الذي يهدف إلى تكريم الشخصيات الثقافية العربية، التي أثرت الساحة الثقافية المعاصرة بالإبداع في مجال الآداب بحقولها المتعددة". وأكد أن الملتقى يتخذ من مصر مبتدأ لانطلاق فعالياته، ومنها إلى كافة الدول العربية. وأضاف: "بعد أن تنَّقل الملتقى بين أقطار الوطن العربي، نعود للمرة الخامسة، لتكريم كوكبة جديدة من أدباء مصر، ممن أخلصوا لإبداعهم، وأفاضوا بجميل عطائهم، ونتاجهم الأدبي المتنوع. ونقل(العويس)إلى المكرمين تهنئة صاحب السمو، الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، على هذا التكريم، تقديراً لجهودهم وعطاءاتهم المخلصة.
وفي كلمتها بالملتقى، أشارت معالي الدكتورة نيفين الكيلاني،وزيرة الثقافة، إلى أن"الاحتفالية تأتي في إطارِ مبادرةٍ واعدةٍ، جاء انطلاقها من الشارقة، وتحتضنُها القاهرةُ. وأوضحت أن اللقاء يأتي مؤكداً لدور المثقفين العرب، في الارتقاءِ بالفعلِ الثقافي، والشأنِ الإبداعي في الوطن العربي، كما أنه يؤكد الدورِ الريادي لمصر ومثقفيها، ويؤكدُ على التقديرِ الكبير الذي يحمله ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي لهم، ولمصر من ناحيةٍ أخرى". وعبرت(الكيلاني)عن سعادتها بتكريمِ أربعة من القامات الثقافية، تقديراً لعطائهم الفكري الُمتميز، على مدى عقود، ولدورهِم الريادي في خدمةِ الثقافة العربية. وتوجهت بالشكرِ والتحيةِ للمكرمين، على مسيرتهِم الإبداعية الحافلةِ بالعطاء، كما وجهت لهم التهنئة على هذا التكريم، وتمنت لهم دوام مسيرة العطاء الثقافي المُتميز.
*كلمات المبدعين المكَّرمين:
*الدكتور محمد حسن عبد الله:
توجه الدكتور محمد حسن عبد الله بالتحية والتقدير لسمو الشيخ د.سلطان القاسمي، لرعايته النبيلة لهذا الملتقى التكريمي للمبدعين. وأشاد(عبد الله)بالتجربة الإبداعية للقاسمي"صاحب الإبداعات المشهودة في مجال المسرح، ومبدع السيرة الذاتية الفريدة في بابها، على كثرة ما كتب من سير العظماء، وجهابذة الفكر والإبداع". ونوَّهَ(عبد الله)إلى أنه سبق له أن تناول بالدراسة والنقد، بعض النصوص المسرحية التي أبدعها سمو الشيخ د.سلطان القاسمي، "ذات الهادفية السياسية؛ وقد اتخذت من وقائع التاريخ العربي في أزمنة مختلفة، قناعاً لتحليل الواقع العربي ونقده؛ هذا الواقع المتشابك مع أحداث زماننا".
*الدكتور حسين حمودة:
توجه بالشكر لكل من يستحقون كل الشكر، "سمو الشيخ المبدع د.سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، والراعي النبيل للثقافة وللإبداع العربيين؛ والذي شملت رعايته تأسيس وتنمية مشاريع عظيمة القيمة، وتشييد مؤسسات ثقافية وإبداعية فعالة، في شتى البلدان العربية، والذي انطلق في هذا كله من رؤية شاملة للنهضة الثقافية والإبداعية العربية، تختار للثقافة العربية مكانة مرموقة بين الثقافات الإنسانية، وتبني الإنسان، وتصل الماضي بالحاضر، وترنو في الوقت نفسه إلى المستقبل الأفضل". كما توجه بالشكر لدائرة الثقافة بالشارقة، وسعادة الأستاذ عبد الله بن محمد العويس، رئيس الدائرة؛ والذي قال أنه"شاهدٌ على بعض جهوده المخلصة البناءة، في مؤتمرات وملتقيات جادة، ونشاطات ثقافية دورية منتظمة، عقدت بعدد من الدول العربية". وتوجه بالشكر أيضاً لوزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، والمجلس الأعلى للثقافة، وسعادة الأستاذ الدكتور هشام عزمي، وكل من قاموا بجهد في تنظيم الاحتفال.
وأكد(حمودة)،أن من مصادر سعادته بالتكريم، أنه يأتي من جهة موقرة، تنطلق في كل ما تخطط له وتنهض به وتنجزه، من أهداف نبيلة في رعاية الثقافة والآداب والفنون، بالإضافة لسعادته بأن التكريم يمنحه الاطمئنان على أن سعيه لم يكن خائباً.
*الأديبة سحر توفيق:
استعرضت(توفيق)تجربتها في الكتابة، مشيرة إلى غرامها بالقراءة منذ سن صغيرة، وكيف أنها كتبت قصتها الأولى وهي في سن العاشرة، واحتفاء أمها بتلك القصة؛ ما دفعها إلى الاستمرار في الكتابة. ورغم بدايتها المبكرة في الكتابة؛ فلم تنشر قصتها الأولى سوى في عمر التاسعة عشرة، في أولى سنواتها الجامعية، بمجلة صباح الخير. واستعرضت تجاربها في كتابة الرواية والترجمة وقصص الأطفال. وفي الختام توجهت بالشكر لسمو الشيخ د.سلطان القاسمي؛ "صاحب الأدوار المتعددة الأخرى، التي ننوه بها في حياتنا كمصريين، خاصة وقوفه إلى جانب الثقافة والمثقفين، ودعم العلم والمعرفة".
*الأديب سيد الوكيل:
توجه(الوكيل)بالشكر، "تقديراً للحراك الثقافي المتنوع، الذي ترعاه دائرة الشارقة الثقافية، وحيّا القائمين عليه، لقاءَ جهدهم وحرصهم على دوام التفاعل مع البيئات الثقافية العربية، أملاً في تأكيد هوية ثقافية عربية، تليق بتاريخنا وحاضرنا، وتقدم نفسها باعتزاز للمحيط العالمي".
وأشار(الوكيل)إلى الدور الذي لعبته هواية الرسم في تأصيل الكتابة المشهدية لديه، كما أوضح الأثر الذي تركته عليه تجربة الحرب؛ عندما كان مجنداً في الجيش المصري، وشهد حرب أكتوبر المجيدة، ومشاركته في مسابقة أدب الحرب بعد نصر أكتوبر، وفوزه بجائزة منحه إياها المبدع يوسف السباعي، حين كان وزيراً للثقافة. واستعرض(الوكيل)تجاربه الروائية والنقدية، وتجربته في مشاركة مجموعة من نقاد ومبدعين، في تأسيس جماعة(نصوص90)الأدبية، وتأسيسه لموقع(صدى ذاكرة القصة المصرية).
|