القاهرة 18 فبراير 2024 الساعة 12:44 م
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
مرت الأيام سريعًا وتقابلنا من جديد.
حدثت الكثير من الأشياء خلال الفترة السابقة.. أبرزها انتهاء مهرجان الثقافة الأكبر، معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال55.. بانتهاء فعاليات المعرض تنتهي سنة من عمرنا فنحن نقيس ميلادنا بوجوده.. لم يكن معرض هذا العام عاديًا، ربما لأن الجمهور بدأ في الاعتياد على مكانه الجديد، ومن ثم اعتاد المكان والأسعار وكل شيء.. أدرك أن للكتاب سطوة لا بد أن تفرض نفسها وتنتصر على أي عائق..
شهد المعرض إقبالًا ملحوظًا عن السنوات السابقة، رغم ارتفاع أسعار كل شيء، شهد إقبالا حافلا ربما كان مخيبًا لأي توقعات، ممن توقع عزوف رواده عن زيارته في ظل الأوضاع الحالية.
قد تكون القيمة الشرائية ليست بأفضل حالاتها، لكنها تظل مرضية وسط التحديات التي تواجه الجميع على الأصعدة كافة، حيث حرص الرواد على الشراء و اقتناء الكتب، وما تيسر لهم من كنوز.. كان شيئًا مبهجًا لحد كبير، أشعر بسعادة عندما أجدهم يصطحبون معهم حقائب سفر لملئها بما لذ وطاب من الكتب، بما بها من كنوز ومعرفة.. مشهد قد يكون حكرًا على معرض القاهرة الدولي للكتاب وحده.. لم يسبق أن رأيت مثله في أي مكان.
مجرد التجول بين أجنحة المعرض يمدك بطاقة إيجابية، ونور، وقوة تكاد أن تكفي لإضاءة العالم وإرشاد البشر لمواضع الخير، والنور، والمعرفة.. طاقة إيجابية تشعرك أنك تملك قوة لخوض غمار مئات المسابقات الرياضية..
لذا تجدنا ننتظره بشغف كل عام.
عزيزي عمر خورشيد،،
يقولون إن "الطيور على أشكالها تقع".. لم أع هذا الأمر سوى الآن، بل وهذه الأيام، حيث تعرفت عن طريق الصدفة على منصة ثقافية ترعى الموهوبين، من المواهب كافة بما فيها من غناء، ورسم وكتابة، تمت دعوتي واستجبت، فأصبحت أسيرة هذه المبادرة وهذا الكيان، فهم يقدمون يد العون والدعم للموهوبين كافة، ويمثلون طوق نجاة لكل موهوب لا يجد من يرشده للطريق، يفعلون ما لم نجده خلال مشوار حياتنا، ويعطون دون انتظار مقابل، ويتيحون الفرصة للجميع للتعبير عن موهبتهم أيًا كانت، لأن سعادتهم في تقدير المواهب وتسليط الضوء على المبدعين في شتى المجالات لاسيما ذوي الهمم..
أتمنى أن يكون هناك العديد من هذه المنصات، وهذه النوافذ لترعى المواهب في مصر كلها، وليست القاهرة فقط.
تخيل أن تكون موهوبا ولا تجد من يدعمك، ويصقل موهبتك، ويرشدك للطريق، قطعا ستتوقف عن تنمية موهبتك وتتوقف عن تطويرها، وبالتالي ستتوقف عن السعي للوصول للهدف.. تخيل أن تجد كل ذلك بسهولة، دون محاباة أو رياء.
عزيزي عمر خورشيد،،
زين كتابك "ساحر الجيتار عمر خورشيد" أرفف المعرض أخيرًا.. في آخر أيام المعرض، حمل الفصل الأول من الكتاب عنوان "لحن لم يكتمل"..
لم تكن أنت وحدك اللحن الذي لم يكتمل، وإنما داخل كل منا لحن لم يكتمل! قصة حب لم تكتمل! هدف لم يكتمل!
لم تعد وحدك من لديه حلم لم يكتمل!
عزيزي عمر خورشيد،،
استمعت لإحدى أغنيات "ميادة الحناوي" على إحدى المواقع بطريق الصدفة البحتة، غرقت في تفاصيل هذه الأغنية، انتشلتني من بئر الحياة بمنغصاتها، داعبت الكلمات قلبي، وهز اللحن روحي، وتذكرت أيام جميلة مرت بي، رغم جمالها لا أقوى على تكرارها، لا أدري لماذا؟!
ربما لازدحام يومي بشكل مبالغ فيه، وربما لأن الهموم أصبحت أكثر من اللازم، وربما لأن ما تبقى لنا من وقت على ظهر هذه البسيطة لم يعد كافيًا سوى لمن هم حولنا، يكاد يسعهم و أحداث يومنا التي تتجدد كل يوم.
رغم جمال اللحن والأغنية إلا أنني ممتنة لأنها انتشلتني من دوامة أعاني معها مؤخرًا، اصطحبتني لرحلة لأجمل أيام حياتي وأجمل ما مر بها من أحداث.
الأغنية اسمها "بينت الحب عليا".. قد تكون حديثة نوعًا ما قياسًا بباقي روائعها الغنائية، لكنها تظل أغنية رومانسية، كلماتها مؤثرة ومعبرة عن كل قصص الحب، وكل من وما مر بحياتنا وترك أثره بنا..
عزيزي عمر خورشيد،،
كن بخير دومًا لأكتب لك مجددًا.
|