القاهرة 11 فبراير 2024 الساعة 10:28 ص
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
التقينا من جديد، وسط أجواء شتوية، محببة إليّ بصفه شخصية، رغم تأفف الآخرين من موجة البرد التي مرت بنا هذا الأسبوع، حيث انخفضت معها درجات الحرارة لحد كبير.
تظل رائحة المطر أجمل الروائح التي تنعش الروح على الإطلاق، فهي من الروائح التي لا يختلف على حبها اثنان.. يبدو أننا نهفو إليها لأنها لا تغسل الشوارع فقط، وإنما مع كل قطرة مطر تمحو معها ذكرى سيئة أو شعور حزين، إنها تغسلنا، تنقي أرواحنا من شوائب عام، كما تنقي المباني والطرقات.
عزيزي عمر خورشيد،،
يظل منظر الشوارع التي تكاد أن تكون خالية من البشر أجمل ما يميز أيام الشتاء الجميلة، تشعر أن الشارع ملك لك وحدك، لا يوجد به سوى عاشقي الشتاء مثلك، ممن يتأنقون رغم برودة الطقس، يسيرون على مهل، وكأنهم لا يريدون للوقت أن ينقضي، ولا أن ينتهي الطريق.. أشعر بما يريدون أن يقولوا دون أن يبوحوا به.
عزيزي عمر خورشيد،،
كم من لحظات مرت بنا ووددنا ألا تنقضي أو تمر، ليقيننا أن هذه اللحظات من الصعب أن تتكرر بنفس الأشخاص، بنفس المشاعر، بنفس كل شيء، فنحن كل لحظة نتعرض لأشياء ومواقف تزيد من تخبط قراراتنا بما بها من تردد واندفاع وحب وفتور.. الأمر لا علاقة له بالطقس والحنين ولا بتقلبات حالتنا المزاجية.. الأمر كله ببساطة أننا نتعرض للعديد من الضغوط، حيرة من الاستمرار في العطاء، وخوف من الخذلان.
عندما يتمكن منا الخوف يفقد كل شيء لونه وبريقه، مهما أجزل من معنا العطاء وحرص على إرضاءنا، يظل داخلنا خوف من تكرار ما سبق، خوف من خيبة الأمل، خوف من المجهول.. لذا يفسد كل شيء!
عزيزي عمر خورشيد،،
لا أخفي عليك أنك و الحب أجمل ما مر بحياتنا، يكفي أن رسائلنا تؤنس وحدة آخرين، هي ملجأ لغيرنا، وطوق نجاة!
لذا أحرص على الكتابة إليك مهما ازدحم يومي، أو تكالبت علي العوائق والظروف..
لا أخفي عليك فقد راق لي أنني عندما أرسل الرابط للقراء بطريقة البيع غصبًا أو ما أدعوها طريقة بيع الأتوبيسات، أنه يرسل مستفسرا عن سبب تعطل الرابط! مجرد الحرص على متابعة رسائلنا يسعدني.
لذا أتبع طريقة القراءة عنوة بطريقة بيع الأتوبيسات مع رسائلنا! لأني أرى أنهم يستحقون أن أبثهم جرعات تفاؤل وحب بالدرجة الأولى، أراها فرصة جيدة لتوزيع جرعات مكثفة من الحب والسعادة بالإجبار .
لذا اتبعها مع رسائلنا فقط عن طريق إرسالها عنوة للقراء في رسالة مجمعة.. دعوة صريحة وواضحة لإجبارهم على القراءة! على التعلق بنا من خلال رسائلنا التي لن تنقطع أو تصل إليك!
ليقيني أن بها ما يطيب خاطرهم، ويريح بالهم، فنحن محاطون بشخصيات تستحق أن نسلط عليهم الضوء، لأنهم بقع من الضوء تنير حياتنا دوما..
منهم صديقتي "صفاء"، يقولون أن لكل منا نصيب من اسمه، واحسبها كذلك، كل من يراها يصفها بأنها صافية الروح. اسمح لي أن أكتب لها من خلالك، أنها -ولسبب ما لا أعلمه- مصدر للسعادة! يكفي أنه كلما تحدثت معها في أي شيء مهما كانت صعوبته يُحَل من تلقاء نفسه!
بل أنها وزوجها العزيز لا يتركوننا نغادر مجلسنا دون أن نردد دعاء خاص! أتعجب من تصرفهم، حيث يحرصون على أن نغادر ونحن حاملين معنا قسط وفيرًا من الحسنات، صفاء وزوجها العزيز، أخبرها دوما بأني أتمنى وجود نسخ عديدة منهم في هذا العالم القميء المليء بالسوء والأنانية والحقد.
من هؤلاء أيضا سيدتين حديثهما يريح الفؤاد، رؤيتهما تهدئ النفس، احترت كثيرا بماذا أدعوهما؟! هل أسبق اسميهما ب طنط أو عزيزتي أو حبيبتي؟!
أعتقد أن الوصف الأمثل لهما هو "الحبيبات" "هدى" و"منى".. أعتبر نفسي محظوظة كوني رزقت بأكثر من أم، وأشكر الله على وجودهما في حياتي، فأنا أسير في ظل رضا الله عز و جل ودعوات أمي رحمها الله ودعوات الحبيبة الغالية الحاجة "هدى" والجميلة الرقيقة طنط "منى".
لا أدري لماذا قررت الكتابة عنهما، ربما لأني ألتمس الصدق في تصرفاتهما وكلماتهما، ليقيني أنه من النادر أن تجد أشخاص بهذا النقاء وهذا الرقي والحب.
حفظهم الله جميعا لي ولمحبيهم.. اسمح لي أن أشكرهم لأنهم في حياتنا.
عزيزي عمر خورشيد،،
اكتشفت انك من تجمعنا، وتجمعني بمن أحب دومًا، يبدو أنه ينطبق علينا مقولة الطيور على أشكالها تقع.
عزيزي عمر خورشيد،،
كن بخير وعلى الموعد لأكتب لك مجددًا.
|