القاهرة 05 فبراير 2024 الساعة 01:33 ص
كتبت: إنجي عبد المنعم
استضافت القاعة الرئيسية، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والخمسين، الدكتور فتحي أبو عيانة، الخبير الجغرافي وعميد كلية الآداب بجامعة الإسكندرية السابق، حيث قدم محاضرة حول "خريطة السكان في مصر: إلى أين؟". وناقشه خلال اللقاء؛ محمد زكي السديمي، رئيس الجمعية الجغرافية المصرية.
في بداية حديثه، أشار الدكتور فتحي أبو عيانة إلى أن مصر تعتبر دولة صحراوية بشكل عام، باستثناء الأطراف الشمالية التي تتميز بمناخ البحر الأبيض المتوسط. وأوضح أن سكان مصر كانوا عبر التاريخ مرتبطين بالوادي والدلتا، وكانوا يعتمدون على التربة السوداء وزراعتها.
وأضاف: "أنا قروي من منطقة شمال الدلتا، والأفراد في المدن نادرًا ما يعرفون الكثير عن الحياة في القرية، والمجتمع القروي لديه طابعه المميز".
وشرح "أبو عيانة" الفارق بين مفهومي علم السكان (ديموجرافيا) وجغرافية السكان، حيث إن ديموجرافيا السكان تعنى بالأرقام والإحصاءات حول عدد السكان وما إلى ذلك، بينما تتعلق جغرافية السكان بالمكان. وهكذا جاءت خريطة السكان.
وأشار إلى أن القرية كانت عبر التاريخ مصدرًا للغذاء الذي تعتمد عليه المدن. ولكن الوضع تغير الآن، حيث أصبحت القرية تعتمد على المدينة، ورجع السبب في ذلك إلى الحركة الاجتماعية، حيث هاجرت القوى العاملة الإنتاجية إلى دول النفط. وأضاف أبو عيانة: "عندما أنظر إلى قريتي، أشعر أنها لم تعد موجودة وأصبحت اسمًا فقط على الخريطة".
وأضاف الدكتور فتحي أبو عيانة: "أصبحت الأرض الزراعية التي تنتج الغذاء تتآكل، وأصبحت مصر هي الدولة الأولى في العالم في استيراد القمح بسبب زيادة السكان ونقص الأراضي الزراعية"
وتابع: "عندما نلقي نظرة على عدد السكان والقرى والتوابع والمراكز الحضرية، نجد أن المجتمع المصري يعاني من التزاحم، سواء في المدينة أو القرية أو المدن الحديثة، وهذا التزاحم يولد صراعًا بين أفراد المجتمع، وتتآكل قيمه".
وأوضح أن عدد القرى في الوادي والدلتا في عام 2017 كان 4441 قرية، منها 2690 في الوجه البحري و 1751 في الوجه القبلي، أي 57? من مساحة مصر، وعند الحديث عن سكان القرية يشمل ذلك القرية وتوابعها.
وأضاف أبو عيانة: "حتى منتصف القرن العشرين كانت مساحة الأرض المعمورة 35 ألف فدان في الوادي والدلتا، وتعادل 3.5 من مساحة مصر، وارتفعت نسبتها بتدريج لتصبح 68 ألف فدان بنسبة 6.8? في عام 2018."
وتابع: "عندما تحولت الأراضي في جنوب مصر من توشكى وحلايب وغيرها إلى أراضٍ منتجة، زادت نسبة الأرض المعمورة إلى 14? مع نهاية القرن".
وشدد على الفرق بين الكثافة العامة والكثافة الحقيقية، حيث قال إن الكثافة العامة تقسم عدد السكان على المساحة الكلية للبلد، بينما تأخذ الكثافة الحقيقية في اعتبارها السكان المرتبطين بالأرض التي يعيشون عليها، وهي الكثافة المهمة والتي نعتمد عليها.
|