القاهرة 03 فبراير 2024 الساعة 11:16 م
كتبت: إيمان السباعي
نظمت قاعة فكر وإبداع بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، ندوة لمناقشة كتاب “الأدب الشعبي الأفريقي”، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، تأليف الدكتور خالد أبو الليل أستاذ الأدب الشعبى، وناقشه الدكتورة أسماء عبدالهادي، مدرس متخصص فى الأدب الشعبي، والدكتور محمد أمين عبد الصمد، الأستاذ بكلية الدراسات الأفريقية العليا، وأدارت الندوة الدكتورة رشا أبو شقرة، مدرس متخصص في الدراسات الأفريقية.
وفى بداية المناقشة، قالت الدكتورة رشا أبو شقرة، إن كتاب علم الأنثروبولوجيا يعمل على دراسة الإنسان، ولكن تم استخدامه بصورة سيئة، من قبل المستعمرين لمعرفة طبائع وتقاليد وعادات الشعب الذى يقطن بالدولة التى ينوى المحتل احتلالها، ومن ثم تم بداية الاستشراق، والغرب يصور دائما أن الأدب الإفريقي أدب غرب الصحراء، ولكن الحقيقة أن هناك الكثير من التشابهات بين الأدب العربى والأفريقى، متناولة دراسات الدكتور خالد أبوالليل الذى تقاطع الحقول المعرفية الثقافية والمرجعية الثقافية لديه وأهمها التراكم العلمى الذى يتميز به الدكتور خالد أبو الليل.
وقال الدكتور محمد أمين عبدالصمد، إن كتاب “الأدب الشعبي الأفريقي” يتناول ملحمة سونجاتاكيتا والسيرة الهلالية، دراسة مقارنة، ويستهدف دراسة مقارنة بين ملحمة سونجاتاكينا، التي تحكي تاريخ إمبراطورية مالي، وبين السير الشعبية العربية، وتحديدًا السيرة الهلالية من خلال تلك التشابهات الشكلية والمضمونية، مع دراسة الدلالات الثقافية والتاريخية لأوجه التشابه والاختلاف.
وأشار إلى أن الكتاب استطاع أن يوثق رحلة الأسطورة في أفريقيا، وهو يستهدف تتبع رحلة أسطورة القربان البديل في عدد من الأساطير العربية والأفريقية والإنسانية؛ للكشف عن هذه الامتدادات الثقافية والحضارية لهذه الأسطورة، التي تحكي تاريخ إمبراطورية وجدو "غانا".
وأضاف: تاريخية الشفاهي في أفريقيا تتمثل في دور الراوي وتوارث مهنة الرواية الشفاهية، وهو يهدف إلى دراسة الدور التاريخي الذي تلعبه السير والملاحم الشعبية العربية والأفريقية في إعادة سرد التاريخ الشعبي لأفريقيا، خاصة في ظل غياب التاريخ الرسمي لهذه المناطق.
وأضاف أن الكتاب استطاع أن يظهر قراءة مهمة وهى أن الأسود مهمش، مقدما قراءة ثقافية في ثلاث سير شعبية، يسعى فيها إلى تناول صورة الأسود وتجلياتها المختلفة من خلال: "السيرة الهلالية، وسيرة عنترة، وسيرة الأميرة ذات الهمة".
وقالت الدكتورة اسماء عبدالهادي إن كتاب الدكتور خالد أبو الليل قدم دراسة مقارنة جديرة بالاهتمام، وبخاصة أن الأدب الشعبي الأفريقي كان له حظ أوفر من نظيره الرسمي، سواء على مستوى الدرس أو المقارنة.
وأوضحت أن الدرس الشعبي المقارن لم يلتفت لمقارنة الأفريقي بالعربي، ولم يشفع لهذا- إضافة لكل ما سبق- وحدة اللون، فاللون الأسود، لون منتجي الأدب الشعبي الأفريقي، لون يعد هو السائد بين منتجي الأدب الشعبي العربي، وأحيانا أبطاله، بل يعد دالا على الأصول العربية لحامله، بحسب ما ينتهي الكاتب “إنما الأسود عربي”، ولهذا فليس غريبا أن نجد بعض أبطال السير الشعبية العربية تحمل بشرتهم هذا اللون الأسود الدال على تأصيل اللون وتجذره في العقلية الشعبية العربية.
|