القاهرة 29 يناير 2024 الساعة 08:32 م
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
بدأ أسبوع أخر من عمر رسائلنا التي تصل إلى قلوب محبيك ومتابعينا في كافة أرجاء المعمورة، تزامن توقيت رسالتنا هذا الأسبوع مع مناسبات عديدة غالية على قلوبنا جميعا، حيث فتح معرض القاهرة الدولي للكتاب بالتجمع الخامس أبوابه للجمهور بعد ترقب دام أسابيع، وتخوفات من أن تلقي الأوضاع الاقتصادية بظلالها على صناعة الكتاب التي باتت مهددة، أولاُ أمام سطوة التكنولوجيا، وثانيا لأنه أصبح سلعة ترفيهية تكميلية وليست أساسية كالسابق..
كل هذا بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم رغم ذلك افتتح المعرض أبوابه، واستقبل الجمهور بحفاوة وحب ليثبت للجميع أنه مازال للحلم بقية كبقية أيامنا على ظهر هذا الكوكب.
كما أننا نحتفل بذكرى عزيزة وغالية على قلوبنا، حدث عاصرناه عن كثب بخوف كلل بحب، حدث قد لا يتكرر إلا مرة في العمر. حدث حلقنا في سماؤه بحرية، وارتفعت معه سقف أحلامنا وطموحاتنا، لكن لأنه حلم تبدد ولم يعش سوى في ذاكرتنا.. ذكرى ثورة 25 يناير العظيمة.. اختلف الجميع على كل شيء إلا ثورة يناير، اتفق الجميع على أنها كانت صحوة وصرخة للوطن، وللوطن فقط، لم تكن موجهة أو لخدمة فصيل ما على حساب باقي طوائف الشعب، ثورة يناير كانت مثال للتآخي بين الهلال والصليب، نموذج مشرف للترابط، لمصر التي حلمنا بها، والتي للأسف لم نتمكن من الوصول بها لمبتغانا.
كما أنه يصادف ذكرى الاحتفال بعيد الشرطة، حيث دافع رجال الشرطة عن بلادهم بعد أن تحصنوا بمبناهم بالإسماعيلية، ليتم تصفيتهم من قبل المحتل كعادته عندما يرى الشجاعة والاستبسال في الدفاع عن الحق، عن الوطن، عن المبادىء.
عزيزي عمر خورشيد،،
عندما أتحدث عن المبادئ يطل علينا شبح المحسوبية، يطاردنا أينما ذهبنا.. أخبر الجميع أنني إذا ما أصبحت وزيرة للثقافة يوما سأنسف كل هذه الأشياء، سأطيح بكل هذه الكيانات الصورية، والتكتلات والتجمعات التي لا تضيف بل تسيء لنا، للمجتمع وللثقافة، ولمصرنا بشكل عام.
تصادف زيارتي خلال هذا الأسبوع لكيانات ثقافية كبيرة بالتحدث مع أولي الأمر بها، أجمعوا أنهم مكتوفي الأيدي، لا يستطيعون أن يتحركوا أو أن يتخذوا قرارات حاسمة لإيقاف هؤلاء المنتفعين! رغم أني أرى أن في إماكنهم أن يتخذوا هذه القرارات، وتنفيذها بسهولة!
هالني الكم المهدر من الأموال المكدسة في صورة كتب بالمخازن، والملقاة بإهمال في الطرقات يغطيها التراب والرطوبة، ما الذي يمنع ذوي الشأن من اتخاذ قرار بشأنهم، بشأن الاستفادة المادية والمعنوية منها؟!
لكنهم آثروا الاستكانة حتى تصبح فاقدًا لا طائل من وراءه.
ذكرني هذا الموقف بنقاش مع أحدهم، أخبرني اأه لا يريد أن يحدث أي توتر في أي مكان، كل همه تقضية فترة خدمته في وظيفته بهدوء! لا يريد إثارة مشاكل! يرى أن تصويب أخطاء الآخرين ممن سبقوه في المنصب مضيعة للوقت، وفتح جبهات جديدة للصراع هو في غنى عنها!
لكني أراه لا يملك جرأة التنفيذ وشجاعة اتخاذ قرارات لتصحيح الأوضاع..
لا أخفي عليك، اكتشفت أن هؤلاء هم من يتحكمون بزمام الأمور في شتى جنبات حياتنا، وبسبب هؤلاء يتوارى أصحاب الذمم النقية المواهب الفذة..
عزيزي عمر خورشيد،،
يتهمني البعض أني عاطفية، رومانسية، لا يعلمون أني لم أعد نفس الشخص الذي اعتادوا رؤيته في السابق، لا أعلم ما الذي حدث لي، لكني أرى تغيرا ملحوظا في كل شيء.
هل هو نضج؟! لا أدري!
أم تراها الحياة ودروسها، غيرت من قناعات العقل، فأعطى القلب عطلة إجبارية راقت للأخير!
ربما لأنه سئم التضحية، سئم المحافظة على الآخرين، سئم التماس الأعذار لهم، سئم الغفران، سئم طريقته في التعامل مع الأمور ..
عزيزي عمر خورشيد،،
فاجأت الجمهور بكتاب خاص هذا المعرض، كتاب عنك، عن قصة حياتك، عن موهبتك كموسيقي نادر لا يشق له غبار.. كتاب عن ما لا يعرفه الآخرين عن عمر خورشيد.
عزيزي عمر خورشيد،،
أشعر بسعادة طاغية هذا العام كونك أنت بطل هذا المعرض، بل بطل حياتنا الخفي..
عزيزي عمر خورشيد،،
كن بخير لأكتب لك مجددًا.
|