القاهرة 27 يناير 2024 الساعة 01:16 م
كتبت:إيمان السباعي
استضافت قاعة "فكر وابداع" في اليوم الثاني من أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب 55، ندوة لمناقشة المجموعة القصصية "فنجان قهوة ب7ج" للكاتبة صفاء عبد المنعم، وتعد المجموعة الكتاب رقم 30 في مسيرة الكاتبة والباحثة والحكاءة صفاء عبد المنعم.
ناقش المجموعة كل من الكاتب والباحث أسامة ريان والشاعرة عبير العطار والكاتب زكريا صبح، وأدار الندوة المبدع سمير فوزي.
بدأت الندوة بقراءة أحد نصوص المجموعة تلبية لطلب الحضور وهي قصة "أمي لا تعرف هيبرماس"، ثم بدأ الكاتب زكريا صبح في توضيح أشكال الاغتراب في نصوص المجموعة، مشيرًا إلى أن مجموعة صفاء عبد المنعم دفعته لكتابة دراسة نقدية كبيرة عن أشكال هذا الاغتراب.
واعتبر "صبح" أن " قصة الخوف " مفتاحية وتأسيسية تقول فيها "من يومها وهذا الطفل يحلم بأن يتمرد على خوفه ويسير في الطرقات بحثًا عن الحقيقة الغائبة.
وأوضح أن مردود الخوف ظاهر في المجموعة وأدى إلى اغتراب الإنسان، ويري "صبح" أن الكاتبة لديها رؤية عن العالم وترى أن الخوف لديها يؤدي إلي هذا التيه الذي نعيشه ومعظم أبطال المجموعة يعانوا الاغتراب والوحدة والحنين وقد عبرت عنهم الكاتبة تعبيرا جيدا في نصوص المجموعة، ولعل ما جاء في قصة "فنجان قهوة ب7 ج " يعتبر مثلا لذلك، حينما قسمت رشفات فنجان القهوة تجد فيها اغتراب تاريخي حيث أفقدها الواقع العبثي التاريخ الذي ضاع في غيابات التغيير والاضطرابات المتلاحقة.
وقال : "يعد الاغتراب سمة غالبة في المجموعة سواء كان اغترابا نفسيًا ومكانيًا أوفكريًا وفلسفيًا، والمرأة بكل معظم قصص هذه المجموعة كما في قصة "اللون الرمادي للفجر " وفي قصة "رأيت ديستوفسكي " رأيت اغترابا ثقافيًا فهي لا تقوي علي إقامة حوار مع العالم فتختلق شخصًا تحادثه.
وأوضح أن قارئ هذه المجموعة ليس بالضرورة أن يكون مثقفا ليقرأها ويستوعب عالمها فهي تتمتع بلغة بسيطة وسرد ناعم فلسنا أمام نصوص مغلقة تحتاج لفك شفرات ولكن هذا لا يمنع أن هناك بعض النصوص بها الكثير من الرموز مثل قصة "عندما تغني أسراب النمل".
وفي دراستها أوضحت الشاعرة عبير العطار أن الكاتبة استطاعت أن تجسد الواقع وتسخر منه أحيانا، وقالت: لاحظت احتفاءها بالصمت والهدوء حيث تكرر في أكثر من 23 موضعًا في المجموعة في قصة "خوف وهدوء" ودور النافذة المحورى في حياة الشخص الوحيد وذكرتها في 17 موضع من قصصها، كما اتضح تأسيس الكاتبة الثقافي في عقلها وتأثرها بالتراث، كما في قصة "الغريب " وفي "ساعة بقرب الحبيب".
وترى "العطار" أن مجموعة "فنجان قهوة ب7ج " كشفت ثقافة الكاتبة وتنوعها في عناوين قصص المجموعة فهي توضح قدرتها علي استيعاب عقلها للمتناقضات الذي تزخر بها المعارف المختلفة كالتراث والاساطير والفن وغيرها من روافد ثقافية مختلقة.
|