القاهرة 01 يناير 2024 الساعة 12:27 م
كتبت: هبة البدري
حصلت الباحثة هدى الشاذلي على درجة الدكتوراه من كلية الإعلام جامعة القاهرة قسم الإذاعة والتليفزيون، عن رسالة بعنوان "الدراما الموجهة للأطفال عبر المنصات الإعلامية الرقمية وانعكاسها على معارف وقيم الطفل العربي". تكونت لجنة المناقشة والحكم من الدكتور حسن عماد مكاوي أستاذ الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة مناقشًا و رئيسًا، والدكتور محمد محمود المرسي أستاذ الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة مشرفًا، والدكتور حازم أنور محمد البنا أستاذ الإذاعة والتليفزيون بكلية التربية النوعية جامعة المنصورة ووكيل كلية الإعلام بجامعة فاروس.
هدفت الدراسة إلى تحديد العلاقة بين تعرض الطفل العربي للدراما الموجهة له عبر منصات الإعلام الرقمي واكتسابه للمعارف والقيم، كما رصدت الدراسة أنماط مشاهدة الطفل العربي للدراما الموجهة له عبر تلك المنصات واحتياجاته والإشباعات المتحققة من ذلك الاستخدام، بالإضافة إلى معرفة الإستراتيجيات التي يستخدمها أولياء الأمور في التفاعل مع أطفالهم عند التعرض للمضامين الدرامية الموجهة لهم عبر منصات الإعلام الرقمي. واستعانة الدراسة بأداة تحليل المضمون والاستبيان. طبقت الدراسة على عينة تحليلية قوامها 82 عملًا دراميًّا، كما اعتمدت الدراسة على تطبيق استمارة استبيان على 201 من أولياء الأمور الذين يشتركون في تلك المنصات، وطبقت استمارة استبيان أخرى على أطفالهم الذين تتراوح أعمارهم من 10-14 سنة بواقع 201 طفل، كما تم إجراء مقابلات متعمقة مع 23 خبيرًا في مجال الإعلام الرقمي والقائمين على إنتاج الدراما الموجهة للطفل وأطباء نفسيين وأساتذة إعلام الطفل وعلم نفس وتربية الأطفال.
توصلت الدراسة التحليلية إلى مجموعة من النتائج أهمها: تراجع تناول المعارف الخاصة بالعلوم الاجتماعية والطبيعية والتطبيقية والشرعية في الدراما المقدمة للطفل عبر المنصات، أما على مستوى القيم فقد حصلت القيم الاجتماعية على الترتيب الأول يليها القيم الشخصية، ثم القيم الجمالية، تليها القيم السياسية، في حين تراجعت القيم الدينية والاقتصادية. ومن جانب آخر كان العنف الجسدي واللفظي والسرقة والممارسات الجنسية والشذوذ من أبرز السلوكيات السلبية التي تضمنتها الأعمال الدرامية الموجهة للأطفال.
كما توصلت الدراسة الميدانية التي طبقت على أولياء الأمور إلى مجموعة من النتائج أهمها: أن غالبية أولياء الأمور يرون أن أطفالهم يكتسبون المعارف والقيم من دراما المنصات، بينما أكد ما يقرب من نصف عينة الدراسة أنهم ألغوا اشتراكهم بإحدى المنصات وكان السبب الرئيسي لذلك هو التجاوز الأخلاقي وعدم مناسبتها لثقافتهم ومعتقداتهم، ومن جانب آخر تبين غياب وعي المنتجين وأصحاب القرار بأهمية الأعمال الدرامية الموجهة للأطفال، فغالبية المنتجين يخافون من المخاطرة ويفضلون الربح المادي السهل والكبير عن إنتاج محتوى هادف للطفل.
أخيرا توصي الشاذلي ضرورة اتحاد المؤسسات المعنية بالطفل مثل المجلس العربي للطفولة والتنمية والمجلس القومي للطفولة والأمومة في مصر والمؤسسات المعنية بالطفولة في العالم العربي، وصياغة رؤية موحدة تنبع منها أعمال درامية أو مشروع للطفل العربي يستطيعون من خلاله مواجهة الأفكار المتطرفة . كما توصى بضرورة توفير برامج للتربية الإعلامية سواء للأطفال أو للوالدين لإرشادهم لكيفية مشاهدة محتوى بطريقة فعالة بشكل نقدي. وقيام الوالدين بتحديد وقت المشاهدة والالتزام به؛ لتوفير البيئة الآمنة للطفل من خلال تطبيق أسلوب جودة الوقت العائلي والجلوس مع الأطفال بشكل أكثر فاعلية وإيجابية، واستخدام الأساليب القائمة على الحوار المتبادل ومشاركة الاهتمامات المختلفة بين الوالدين والأطفال، بالتزامن مع وجود أنشطة بديلة تتناسب مع عمر الطفل ليفرغ فيها طاقته.