القاهرة 12 ديسمبر 2023 الساعة 10:24 ص
ترجمة وإعداد: محمد زين العابدين
في عالم الكائنات الحية، هناك الكثير من الأسرار والعجائب المدهشة التي يكتشفها العلماء كل يوم، وفي هذه الجولة نتعرف على أحدث الاكتشافات في عالم الكائنات الحية المدهش..
? الشهية الفائقة للحشرات: عندما تقفز الحشرات في السلسلة الغذائية!
تبدو صغار خنفساء (الإيبوميس) لذيذة للضفادع، وهي تبدو كأنها وجبات بروتينية خفيفة، وإذا كان الضفدع في مكان قريب من يرقات الخنافس فإن اليرقات تهز قرون استشعارها وفكوكها بشكل جذاب، ولكن عندما يتحرك الضفدع للانقضاض على الخنفساء، فإن الخنفساء تقلب الطاولة على الضفدع، فهي تقفز على رأس الضفدع وتلدغها، ثم تشرب سوائل جسمها.
إننا نميل في تفكيرنا التقليدي، إلى الاعتقاد بأن السلاسل الغذائية تتحرك في اتجاه واحد، فالكائن الأكبر لا بد أنه بالضرورة يأكل الأصغر، لكن الطبيعة في كثيرٍ من الأحيان لا تسير بهذا النظام التراتبي، ففي جميع أنحاء العالم وربما حتى في الفناء الخلفي لمنزلك تكون مفصليات الأرجل أحياناً (الحشرات والعناكب) هي المفترسة للكائنات الفقارية.
ويسرد الباحث في مجال التنوع البيولوجي (خوسيه فالديز) مئات الأمثلة على هذه الظاهرة في الأدبيات العلمية، حيث عثر على 1300 نموذج مماثل، بما في ذلك العنكبوت الذي ينصب شراك شبكته للطائر الغرِّيد، والخنافس المائية العملاقة التي تصارع الثعابين حتى تخضعها، وكذلك النمل الناري ذو اللدغة الخطيرة الذي تتعاون أفراده للسيطرة على صغار التماسيح. ويعلق الدكتور (فالديز) على ذلك بقوله: "في كل مرة أسرد فيها هذه الأمثلة في محاضراتي، يندهش المستمعون ويقولون: يا الله!".
? لماذا يتجه قطيع أمهات الشمبانزي إلى الكهوف في السافانا؟
نحتاج جميعًا خلال الأجواء الحارة إلى تبريد أجسامنا، حتى قرود الشمبانزي! أين تذهب الرئيسيات في الأيام الحارة عندما لا توفر الغابات والأحراش لها ملاذًا من الحرارة؟
يظهر بحث جديد أنه في أحراش السافانا السنغالية وخلال الأوقات الأكثر حرارة، من المرجح أن تجد أمهات الشمبانزي أكثر من الذكور البالغين، أو الإناث غير المرضعات، الذين يختبئوا في الكهوف الباردة. وقد اتضح للباحثين أن أفراد الشمبانزي تذهب للقيلولة في الكهوف الباردة، على الرغم من مخاطر تعرضها لهجوم الحيوانات المفترسة خلال رحلتها لهذه الكهوف، مما يوضح مدى أهمية هذه الملاذات التي تحميها من الإجهاد الحراري لمساعدتها على البقاء على قيد الحياة وتربية صغارها في بيئتها المليئة بالتحديات.
وجدير بالذكر أنه في جنوب شرق السنغال مثلاً ترتفع درجات الحرارة إلى 110 درجة فهرنهايتية، مما يؤدي إلى نشوب الحرائق في أجزاء كبيرة من المسطحات الخضراء على مدار الموسم الجاف، وهناك العديد من تشكيلات الكهوف الطبيعية التي تعج بها تضاريس هذه المنطقة، ويمكن أن تكون أكثر برودة من الأراضي العشبية المحيطة بها، بمقدار يصل إلى 55 درجة.
? الخنفساء تصارع الضفدع!
إنها قصة مألوفة.. المفترس يطارد الفريسة، ويقتنصها ثم يلتهمها، عادة يحدث هذا، لكن العجيب هو ما يحدث في حالة خنفساء (زبَّال الماء) Regimbartia attenuata، فبعد أن يبتلعها الضفدع يمكن لهذه الحشرة الصغيرة الجريئة، أن تسحق أمعاء الضفدع، وتجبرها على التبرز؛ فتخرج مع فضلات الضفدع وهي متسخة قليلاً، ولكنها في كامل حيويتها!
ويمكن أن يستمر عبور الحشرة للجهاز الهضمي للضفدع لفترة وجيزة، تصل إلى ست دقائق، وهو جزء ضئيل من الوقت الذي يستغرقه الضفدع لهضم طعامه بالكامل وإخراج الفضلات، وهو يومان أو أكثر، وذلك وفقًا لدراسة حديثة في علم الأحياء.
? بهجة البللورات في صحراء (موهافي).. الطحلب الذي يستخدم الكوارتز كمظلة:
بالنسبة للبشر قد تستحضر الواحة الصحراوية صورة بركة مياه محاطة بإكليل من أشجار النخيل، ولكن بالنسبة لبعض الطحالب فإن الواحة تأخذ شكل حصاة من الكوارتز اللبني، حيث تعمل البللورة الغائمة للكوارتز، على تخفيف أشعة الشمس فوق البنفسجية الخارقة، وفي حرارة الصحراء الجافة تحبس الرطوبة تحتها، مما يخلق مناخًا صغيرًا مثاليًا للطحالب.
وقد رصدت (كيرستن فيشر) عالمة الأحياء في كاليفورنيا، هذه الطحالب الصغيرة في عام 2014، قبالة طريق سريع في صحراء (موهافي) الغربية، كان الموقع مرصعًا بالبللورات المتآكلة من جبلٍ قريب يحتوي على شرائط من الكوارتز الكمثري، وعندما التقط أحد الباحثين أحد الصخور المتلألئة العديدة المنتشرة في مكانٍ قريب، رأى سجادة خضراء رائعة من الطحالب تحتها.
* المصدر: (الملحق العلمي لجريدة نيويورك تايمز الأمريكية- عدد 11 أغسطس 2020).
|