القاهرة 21 نوفمبر 2023 الساعة 01:00 م
كتب: حاتم عبد الهادي السيد
لا بدّ أن نعلم أن الشعر وقود الثورة ومادتها، وهو المحرك الأول والباعث لها، والمستشرف لآفاقها، والحافظ لذاكرتها والمنادي بأحلامها مع الثوار من عامة الشعب. ولا شك أن الشعر البدوي في سيناء، والشعر الشعبي العامي قد ساهما في إعداد حطب الثورة في مصر؛ ثورة 30 يونية 2013 لتتقد وتشتعل وتظهر للعالم كالموج الهادر والرافض للظلم والقهر والاستعباد، والرأسمالية التي استحوذت على النفوذ والثروة، وتركت الشعوب جائعة تعاني الفقر والمرض والجهل والأمية، لقد شاهدنا كيف تزاوج المال والسلطة، وتغليب المصلحة الطبقية على مصالح البروليتاريين، فغدا الشعب يعاني بينما استحوذت قلة على مقدّرات المجتمع، وبسطت نفوذها على قطاعات المجتمع كافة.
إن 30 يونية ثورة شعب ساندتها القوات المسلحة المصرية لتستعيد مصر مكانتها التاريخية ودورها القيادى بعد أن استولت على الحكم جماعات عنصرية أرادت كسر هيبة الدولة وتحويل مدنية الدولة إلى تعصب وتشدد؛ ومصر على امتداد تاريخها الطويل هى دولة مدنية متدينة وغير متعصبة، بل تحترم كل القوى والمذاهب والديانات؛ حيث المواطنة والقانون هما اللذان يحكمان الجميع دون تعصب
لقد جاءت ثورة 30 يونيو لتعيد تصحيح المسار ضد جماعة الإخوان؛ وهى فئة وظّفت الدين لصالحها، وحاولت الاستيلاء على كل مفاصل الدولة؛ كما رأينا التغطرس والتعالي وتصعير الخد والتكبّر على الناس بحجة أن السلطة قد دانت لهم ، وأن بيدهم الحكم ومقاليد الأمور في البلاد، لذا وجدنا ثورة 30 يونيو هي حجر الزاوية الذي عرّى المتأسلمين؛ وخرجت جموع الشعب المصري بالملايين في كل شوارع مصر؛ تقودهم الطبقة الكادحة، طبقة العمال والفلاحين والمهمشين، طبقة الفقراء والجياع الذين يسكنون العشش والخيام، وفي بيوت من صفيح، فخرجت تلك الجموع بمجرد انطلاق الشرارة الأولى لتنادي برفض الظلم، ورفع لواء الحق والعدل والحرية ، فكان شعار الثورة الأكبر: خبز .. حرية.. عدالة اجتماعية؛ وكرامة إنسانية، ولقد ساندها الجيش في شخص الرئيس البطل / عبد الفتاح السيسي؛ ليتم إنقاذ مصر من المؤامرة الكبرى.
لقد شارك الشعب بكل طوائفه مسلمين ومسيحيين وغيرهم في الثورة على الظلم والمناداة بقيم العدالة الاجتماعية، العدالة الإنسانية الحقيقية، والمساواة في توزيع الثروة، والعدل في ميزان القوى والسلطة، فكانت الثورة المضادة لهم بالمرصاد تقف لتدافع عن مكتسباتها التي أخذتها بالقوة والقهر، لكن الشعب الذي أبى ورفض أن يستمرأ الذل والعذاب أخذ على عاتقه استرداد حقوقه بطريقة الرفض والسلميّة وبمظهر حضاري أثبت للعالم مدى تحضّر الشعب المصري، ومدى قوّته، فكما تحمّل الظلم والتّنكيل، نراه يرفض ذلك المرار ويثور على الحاكم الإخوانى، ومن سبقه، وبطانتهما الفاسدة، لتعود عجلة الحياة مرة أخرى إلى الدوران، وتنطلق عجلة الإنتاج والمصانع، بوقود الأمل وأحلام البسطاء.
إنها ثورة شعب؛ وإرادة جيش؛ وقيادة حكيمة؛ فنجحت الثورة التصحيحية في 30 يونية لتعيد مصر إلى التنمية والتعمير وبناء المدن الجديدة؛ وتنهض بقطاعات الدولة المصرية كافة؛ فعادت لمصر هيبتها وسيادتها بعد حقبة كانت مصر فيها على وشك الهاوية؛ لكن يقظة الشعب وانحياز القوات المسلحة لتصحيح المسار قد جعلا مصر الحديثة حكاية عصرية؛ وغدت ثورة 30 يونيو تاريخًا تدرسه جامعات العالم في تصحيح المسار المصري لتلحق مصر بركب الحضارة والتنوير. تحيا مصر.. تحيا مصر.
• الشعر البدوي وثورة 30 يونيو:
لقد استشرف الشعراء والأدباء في مصر وبواديها إلى قرب انبلاج فجر جديد للحرية والكرامة الإنسانية والعدل؛ وتصحيح المسار، والتوق إلى رؤية مصر الحديثة 20 / 30 بقيادة الرئيس البطل/ عبد الفتاح السيسي الذي أنقذ البلاد من براثن الظلاميين؛ وأيده الشعب وسانده الجيش المصري العظيم فعادت لمصر إرادتها من جديد.
ولقد انبرى الشعراء في وصف جيشنا البطل وقيادته الحكيمة فهذا الشاعر / حسين التيهى شاعر البادية بسيناء يصف الرئيس البطل/عبد الفتاح السيسي وموقفه المشرف في عودة مصر إلى مسارها ؛ يقول:
قال المعاني واتكاله على الرب فىاللى مضى من معاملة بربرية
العلة اللى صبحت مالها طب بين المواطن ورجال الداخلية
وخط البطالة خلف النهب والسلب وخلى الضعايف نصهم بلطجية
هادا اللى خلى شعبنا ريحه تهب بمظاهرات الحق والمرجلية
وقفة شجاعة كلنا شايب وشب لما شموس الحق بانت جلية
هذا اللى خلى شعبنا ريحه تهب بمظاهرات الحق والمرجلية
ونشكر شباب مصر على الموقف الصعب موقف يشرف كل شعب البرية
ولقد رأينا الشاعر البدوي يؤيد تكاتف الشعب مع جيشه الوطني لتحرير البلاد من أعداء النور والحرية؛ يقول شاعر البادية في سيناء:
عهد التكاتف في الوفا والشجاعة لأبطالنا وجيش مصر العتيدي
لا يرضخ جيشنا لمن هو يريد الطماعة وقادته من ساسة من قديم تكيدي
وتشهد أرض سيناء لأهل الوفا بالشجاعة جيش الوطن قدم الدرس لكل باغ عنيدي.
وهنا شاعر آخر يصف بسالة الجيش المصري في كافة العصور.. يقول:
ذكرت فعل جيوشنا يوم الأخطار جيوشنا فىالملاقى عنيدين
جيوشنا أبطال الأدوار الأطوار وتشهد لهم القناة في حروب كثيرين
ورجال سينا وقود النور والنار ناضلوا للتحرير وكانوا قديرين.
إن الشعر هو محرك الثورة؛ وهو الأمل الذي يأخذ الحق بالكلمة التي هي أقوى من الرصاص في تحفيز الهمم الوطنية لعودة التراب الوطني، وعودة الفرحة إلى الورد الذي تفتح في جناين مصر.
|