القاهرة 14 نوفمبر 2023 الساعة 12:16 م
![لا يتوفر وصف.](https://scontent.fcai19-3.fna.fbcdn.net/v/t1.15752-9/368508683_599567725568144_8141153618885581563_n.jpg?stp=dst-jpg_s2048x2048&_nc_cat=109&ccb=1-7&_nc_sid=8cd0a2&_nc_ohc=GpyeFzZ3WesAX_S2C9j&_nc_ht=scontent.fcai19-3.fna&oh=03_AdSP83SuY0JkiVpSlG9o_gp0LQMlqjQocrApjBnqpqgTaA&oe=657AADBD)
بقلم: د. حسين علي غالب بابان ـ بريطانيا
بترقب واهتمام أتابع أنا وكل شعوب العالم التحركات العسكرية الإسرائيلية بدقة متناهية، وقلبي وروحي مع الشعب الفلسطيني الذي يريد أن يعيش بسلام وأمان على أرضه فقط لا غير، ومعها تعود بي شريط الذكريات وكأنها البارحة بحلوها ومرها ، فأنا عشت احتلال الجيش الأمريكي والقوات المتحالفة معه وعلى رأسها الجيش البريطاني للعراق ، وهذه التفاصيل أنا عشتها ليس فقط في العاصمة بغداد بل في عدة محافظات في الوسط وفي كردستان مسقط رأسي .
لقد كان الجيش الأمريكي المدجج بشتى الأسلحة المتطورة ، ومحصن بقواعد عسكرية عملاقة بعيدة عن الأنظار، يصدر بيانات بشكل يومي ومكثف، كيف هو منتصر ولا يوجد من يقف بوجهه فهو "الجيش الذي لا يقهر" وجاء من أجل "أهدافٍ سامية" أهمها الدفاع عن "حقوق الإنسان"، وأنه حقق ضربات دقيقة هنا وهناك لكن دون أي دليل يذكر يظهر للقاصي والداني، بينما القوة الضاربة العراقية بمختلف توجهاتها وانتماءاتها تذكر التفاصيل بالصوت والصورة للمواجهات الدموية التي قد تستمر لعدة أيام، ومعها صور الضحايا من الجيش الأمريكي والقوات المتحالفة معه ومن أفرادها أيضًا بمصداقية لا غبار عليها مما لا يجعل أحد مهما كان يستطيع أن يشكك بها، وهذا تمامًا ما يفعله الجيش الأسرائيلي حيث يقول إنه تحرك وفعل واستهدف، وليس هناك أي شيء مما يقوله حقيقي، والقوة الضاربة الفلسطينية تفضح كذبهم وادعاءاتهم وتقول إنها استهدفتهم في نقاط محددة وأنهم تراجعوا بعد أن تلقوا خسارة مفجعة في معركة استخدمت فيها الأسلحة ويتم تسمية كل شيء بمسمياته.
الجيش الأمريكي ما أن تلقوا رصاصة واحدة في أرض المعركة باتجاههم حتى يصابوا بالذعر والجنون، وتجدهم يفرغون كل ذخيرتهم ويطلبون النجدة والدعم والغطاء الجوي بالطائرات الحربية، ويتراجعون بلمح البصر ويستهدفون المدنيين العزل، خصوصً منها لأنهم لم ينجحوا باستهداف الطرف الآخر بأي شكل من الأشكال حتى ولو خدش بسيط، وهذا بحذافيره ما يحدث الآن في غزة من استهداف للأطفال والنساء والذين هم السواد الأعظم من الضحايا الأبرياء.
إرادة الشعوب لا يمكن لأي قوة إيقافها، والشعب العراقي قال كلمته وطرد كل القوات الأجنبية، وهي تجر ذيول الخزي والعار، والآن الشعب الفلسطيني البطل يسطر لنا قصصًا مشرفة بأحرف من نور في الشجاعة والمواجهة، و"ما أشبه اليوم بالبارحة" ، ومثل ما فرحت بهزيمة أمريكا، كلي أمل أن أرى هزيمة إسرائيل قريبًا فكلاهما بالنسبة لي "وجهان لعملة واحدة".
|