القاهرة 12 نوفمبر 2023 الساعة 01:47 م
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
مر ت سبعة أيام من عمرنا مجددًا.. قد تكون سبعة أيام في عرف الحياة، مجرد رقم من تعداد عمرنا، لكن كل لحظة خلالها تعادل دروس وعبر سنوات.
يقال أن الأزمات توضح معادن الأشخاص.. لم يعد الأمر يحتاج للمزيد من التفكير أو التماس الأعذار، أعتبره عصر سقوط الأقنعة.. سقط قناع الحب والسلام والخير.. تراجع تام لكل المعاني الجميلة التي لطالما عشنا عليها..
نقف جميعًا مكتوفي الأيدي أمام بطش الآلة الحربية الضارية التي لا يستطيع العالم بكل ما يملك من علم وقوة من ردع ظلمها.. ما أبشعه من شعور.! أن تكون لا تملك حتى القدرة على مساعدة الضعفاء ومناصرتهم.! حتى أننا لا نتمتع بأضعف الإيمان.!
عزيزي عمر خورشيد،،
لا اخفي عليك أن الحرب حركتنا.. غيرت في طبائعنا ونظرتنا للحياة، أدركنا أننا نعيش في فيض من نعم الله، اعتدنا وجودها حتى بتنا لا نشعر بقيمتها.. لنا جداران تأوينا، لدينا أُسرة تعيش بأمان، لدينا وطن يضمنا، لدينا طعام وماء، لدينا هدوء وسلام، لدينا وقت لتبادل النكات ومشاركة الغير المناسبات كافة.. لدينا نعم عديدة نتأفف أحيانا منها، ونغضب لأنها لم تكن كاملة أو كما نتمنى.!
لدينا العديد من الأشياء التي اعتدناها حتى فقدت قيمتها لدينا.!
عزيزي عمر خورشيد،،
بالنظر مليًا حولنا أرى أنه رغم أن الحرب تلقي بظلالها علينا جميعنا، إلا إن الشيء الوحيد الذي يهون علينا وطأة وثقل هذه الأيام هي وجودك ووجود موسيقاك، تكون حاضرا خلال يومي في محادثتي مع أصدقائي أو متابعي رسائلنا الأعزاء، كما أني وبصفة خاصة عشت معك شهور عدة استمتع بلقاءاتك المسجلة سواء إذاعية أو تليفزيونية.. أسمع نبرة صوتك الهادئة المطمئنة، وينتهي اللقاء لاستمع لآخر، وهكذا حتى حفظت كل ما تقول عن ظهر قلب، تقربت منك كثيرًا، تعرفت عليك وعلى ما تحب في رحلتك الماتعة.. بها الكثير من المعلومات عن الموسيقى والفن والقيم..
شعرت أنا وغيري ممن تابع لقاءاتك أنك إنسان جيد لديك من الموهبة والعلم، ما جعلك شخصية فنية يصعب تكرارها.. موهبة وجدت في الزمن الخطأ!
عدت للاستماع للحن "الرصاصة لا تزال في جيبي" بعد فترة طويلة من الانقطاع، وجدت أن روحي لا تطمئن إلا مع نغمات هذا اللحن!
عزيزي عمر خورشيد،،
لعل من أجمل ما يحدث هذه الأيام وسط فوضى حياتنا هو اعتدال الطقس، تأخرت نسمات الشتاء الساحرة وكأنه آثر التأخر عن عمد! فكيف لنا أن نحتفل به وهناك آخرين قلوبهم تشعر بالجزع!
بدأ الشتاء يلقي بظلاله علينا على استحياء، امتلأت السماء بالسحب، وهبت الرياح رغم دفء الأجواء نهارًا.. يظل الشتاء أجمل فصول العام بالنسبة لي على الإطلاق.
عزيزي عمر خورشيد،،
أعدك أن أعود لسابق عهدي، نتحدث عن الأحلام، عنك، وعني، وعن الآخرين كالسابق..
لا أخفي عليك أني أشعر برهبة، حيث أغادر البلاد الأسبوع المقبل لأسبانيا للحصول على جائزتي، رهبتي ليست في الرحلة قدر أني اعتدت السفر برفقة أبنائي، وددت أن يكونوا معي ليستمتعوا بهذه التجربة الفريدة..
سأعود ومعي العديد من الحكايا التي لم ولن تنتهي.. أعدك أنني لن أفوت أي شيء مهما كان صغيرا.
عزيزي عمر خورشيد،،
إلى اللقاء.
|