القاهرة 05 نوفمبر 2023 الساعة 11:56 ص
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
مر أسبوع آخر من حياتنا، مر بكل ما به من أحداث جسام؛ يواصل العدو غاراته على المدنيين العزل في قطاع غزة وسط عجز دولي وإقليمي مخزٍ.
ارتبطنا بمراسلي أخبار الداخل، نشعر بالاطمئنان فقط لكونهم بخير، وأنهم ما زالوا قادرين على نقل الصورة بكل وحشيتها وضعفنا.
لم يعد أي منا مثلما كان قبل 7 أكتوبر، لقد ترك أثره بنضج على تصرفاتنا وحياتنا اليومية.. توحدت الشعوب ومن قبلها القلوب، الجميع يدعو لأهلنا هناك بالصبر والصمود والقوة والنصر.. ليقيننا أنه بعد كل عتمة نور..
عزيزي عمر خورشيد،،
مثل هذه الأيام من العام الماضي كنت أقيم الأفراح والليالي الملاح بمناسبة مرور عام على بدء رسائلنا التي لن تصل أبدا.. هذا العام اختار الله أن نحتفل بشكل آخر.. نحتفل بتوحيد الصف والهدف أولًا، ونحتفل بميلاد أشخاص جديدة داخل كل منا..
ولأن عجلة الحياة لا بد أن تدور، ولأن الأحلام كُتب لها الحياة، عوضني الله هذا العام، وهذه الأيام خاصة بفيض من كرمه.. خصني بعدة نفحات أراها هدايا عزيزة.. أشكره للأبد عليها.. أبرزها فوزي في مسابقة أدبية دولية كبيرة.
أسافر لبرشلونة خصيصًا لنيل الجائزة والتكريم، خاصة وأني حصدت المركز الأول بتفوق.. الأجمل من كل هذا أن عملي الأدبي الفائز سيتم ترجمته لكل اللغات تقريبًا.. حلم طال انتظاره وتحقق بتوفيق من الله.. تمنيت أن يقرأ حروفي من هم على الجانب الآخر وليس في أفريقيا والخليج فقط.. وها قد تحقق الحلم.. وما زال للحلم بقية.
عزيزي عمر خورشيد،،
لا أخفي عليك احترت كثيرًا كيف ومتى أعلن؟!
الأوضاع ما زالت محتدمة، وجب علي التأدب في حضرة كل هذه المآسي والصور، وما خلفها من أحلام انتهت، وأشخاص ببطولة سنظل نتذكرهم للأبد..
ورغم ذلك فهناك إنجاز آخر يخصني أنا وأنت، قريبًا سأعلن عنه، لأنه لا يمكن إخفاؤه أو إرجاء التنويه عنه..
بسبب هذا الإنجاز غير المعلن -والذي أتحفظ على إعلانه مؤقتًا- أحب أن أتوجه إليك بالشكر فقد كنت رفيقًا لي طيلة هذه الشهور، استمعت واستمتعت بكل لقاءاتك، وقرأت كل ما كتب عنك أو تناقله البعض عنك.. رحلة ممتعة قضيتها برفقتك، رحلة لم أشعر بالملل خلالها ولو لثانية واحدة.. كيف أفعل وأنت بطلها الوحيد الذي رافقني خلالها..
عزيزي عمر خورشيد،،
لم أشعر بحزن يماثل حزن هذه الفترة إلا منذ فقدت والدي، وأذكر أني أصبت بمرض ما في أثناء فترة حزني على والدي، لرحيله المفاجئ المفجع.. تعجبت من عودة هذا المرض لمهاجمتي خلال الأسابيع الماضية.. أدركت أنه كلما ساءت حالتي النفسية، أصاب بهذا المرض وهذا نادرًا ما يحدث من الأساس، لكنه تكرر مع فاجعة الحرب وما نراه كل لحظة عبر الشاشات.. لذا عندما تضيق بي السبل، وتضغط علي الحياة حد الانسحاق، أفر إلى صديقة الممر!
ما خفف عني وطأة وثقل هذه الأيام و الأسابيع، مقابلتي لصديقتي الغالية صديقة الممر.. يكفي أن نتحدث في أي شيء، تافه كان أو جاد، لتتلاشي كل ضغوط الحياة.. أعتقد أنه لا بد أن تدرج مقابلاتها كعلاج للبشر.. محظوظة أنا لكونها في حياتي..
عندما أقابلها نصافح الجميع بعد أن نشاركهم تبادل الأخبار على وجه السرعة، ثم ننسحب لنكمل جلستنا.. يقول أبناؤنا عندما يرون إحدانا دون الأخرى: أين نصفك الآخر؟!
تخلفت ذات يوم عن لقائها، فأرسلت إليها ابني شمس، عاد سعيدًا مبتهجًا والابتسامة تضيء وجهه كلما تذكر صديقتي.. أخبرته ممازحة هل أدركت الآن لماذا نتقابل؟!
إنها مصدر سعادتي الوحيد بعد الكتابة في هذا الكون.. أحرص على لقائها حتى لا تفوتني جرعات السعادة والراحة والهدوء.. أدامها الله نعمة في حياتنا جميها، أنا ومرضاها وكل محبيها من المحيط للخليج..
عزيزي عمر خورشيد،،
كن بخير لنكون مثلك، وكل عام ونحن جميعًا بخير.
|