القاهرة 20 اكتوبر 2023 الساعة 11:58 م
كتبت: سماح عبد السلام
تحيا الفنانة التشكيلية الكبيرة الدكتورة زينب السجيني، والتي تحتفل اليوم بعيد ميلادها الثالث والتسعيين فهي من مواليد عام "1930"، في حوار مستمر مع فتيات لوحاتها، واللاتي شكلن أيقونة فنية في تجربتها التشكيلية التي بدأتها قبل سبعة عقود.
تعُد تجربة د. زينب السجيني من التجارب التشكيلية الفريدة في مجال الفن التشكيلي، فقد نجحت في ترسيخ بصمتها الخاصة في عالم التصوير الزيتي، فنحن لا نحتاج وقتًا طويلاً لكي نتعرف على لوحاتها، ولا يتطلب الأمر أن نقرأ توقيعها، حيث أصبح أسلوبها واتجاها الفني علامة مميزة لمتلقي ومتذوقي الفن.
هي سفيرة الأمومة والطفولة في لوحات الفن التشكيلي، وذلك من منطلق براعتها في التعبير عن الفتيات عبر مختلف أعمارهن في لوحاتها بألوانها الدافئة التي تكشف عن مشاعرهن عبر ريشتها الحالمة بالأمل والدفء والحيوية والأمان، بالشقاوة أحيانًا أو الطفولة المسكونة بالحكايات.
تطلق دائمًا د. زينب السجيني على الفتيات اللائي تقوم برسمهمن لقب "بناتي" ومن ثم تقول كثيرًا بأنها تحلم لهن في اللوحات التي ترسمها بالعيش الكريم والحياة في أمن وسلام، وأن يتعلمن جيدًا ويتمعن بالصحة والتعليم الجيد ومن ثم فهن دائمًا حالمات، كما تطالبهن بالقوة والتمسك والإصرار على حقهن بالحياة والنجاح والعمل دون تقديم أي تنازلات.
تتسم لوحات د. السجينى ببساطة شديدة جدًا ولكنها تقدمها بحيوية تنقل الدفء لشخصياتها، تلك اللوحات التى تحمل شعاعًا من الأمل، فضلًا عن أن علاقتها بالخلفية والأرضية غير مزدحمة، لم يغرها الشكل الزخرفي على السطح، الألوان لديها بها نوع من الدفء يثبت العلاقة الحميمية بين الأشخاص وبيئاتهم، تجسد المعنى في ملامح الأشخاص ثم تنتقل إلى المحيط الذى يعيشون فيه لتحقيق المعادل البصري والجمالي للفكرة من خلال علاقة الأشكال بالمكان.
تنتمي زينب السجيني لجيل الستينيات، هذا الجيل الذي اتسم بالجدية بشكل كبير، ومن بين فنانيه نذكر تحية حليم، جاذبية سري، إنجى أفلاطون، وزينب عبد الحليم، حيث إن كل فنانة أرادت أن تكون ذاتها وهو ما تحقق بالفعل للعديد من فنانات هذا الجيل، اللاتي قدمن طرحًا بصريًا في جمل بسيطة، وفى الوقت نفسه مليئة بكل المشاعر.
|