القاهرة 10 اكتوبر 2023 الساعة 01:02 م
حوار: سماح عبد السلام
بأسلوب فني يتراوح بين التجريدي والتعبيري قدم الفنان مهنى ياؤد، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة بمحافظة المنيا، تجربته الفنية الجديدة والتي جاءت تحت عنوان "حقول الصحراء" بجاليري أزاد، ذلك العنوان الذي يحمل صيغة تضاد تبرز جمال المعنى الذي سعى الفنان لإيصاله بأسلوب فلسفي يكشف عن قراءة فنية وبصرية عميقة لماهية العرض الذي عمل عليه.. ومن ثم كان معرضه الذي جاء بعد مرحلة اكتمال واختمار لتجربة حقيقية وليس من باب التواجد..
"مصر المحروسة" التقته فى حوار على هامش معرضه "حقول الصحراء" فإلى نص الحوار..
• عنونت تجربتك الفنية الجديدة بـ "حقول الصحراء" بصيغة تحمل تضاد في المعنى.. فهل لك أن تحدثنا عن هذا العرض؟
العنوان مجازي، ولكن حقول الصحراء بالنسبة لي هى العناصر والألوان التي بالصحراء، بما أننى تربيت فى مكان شبه صحراوي وهو واحة الداخلة فبالنسبة لي الجبل مهم ولونه والنبات الصغيرة شبة الجافة مثل الصبار أيضًا مهمة، وقد أثرت الشمس على الواحة بقوتها لذا عنونت المعرض بـ"حقول الصحراء" فالاسم خاص بى أكثر من كونه خاصًا بطبيعة المعرض، لم أعنون المعرض قبل بدايته، ولكن بعدما انتهيت منه لأني رأيت كل هذه العناصر.
ويغلب على المعرض ألوان الأوكر والأبيض والبيج، هى الألوان الأساسية وباقي الألوان تدعمها، مع دخول الكولاج في بعض الأعمال، وقد استخدمت القماش فقط، قماش بنفس الألوان الأساسية قدمت منه طبقات تشبه طبقات اللون وكأني أقوم بالبناء عبر باللون.
• لماذا قمت بالدمج بين الأسلوب التجريدي والتعبيري لتنفيذ هذه التجربة؟
استخدمت الأسلوب التعبيري لأني أجري خلف شكل، حتى إذا لم يكن واضحًا بصورة قوية فهو موجود، سواء أكان هذا الشكل حقولًا أو صحراء أو شيئا ما لكن التجريد بالنسبة لي هو وسيلة للتبسيط، لكني لا أحب أن أغوص في تفاصيل زيادة، فضلاً عن أن الشكل الكلاسيكي للعناصر يستوقفنى كثيرًا وهو ما لا أريده، فأنا أريد أن أرى العناصر كما أراها بعقلى الباطن، كما أنني لا أضع موديلًا وأقوم بالرسم منه ولكنى أرسم من وحي الذاكرة، أمزج بين الصدفة والأصل فى اللوحة، وكفلسفة أشعر أن القدر هو الذي يسيرني، وفي الوقت نفسه هناك أشياء أختارها، فحذوت نفس المنهج، عندما أرسم تظهر معي عناصر بالصدفة فأحاول أن أظهرها كأنها ليست صدفة، والعكس هناك عناصر أرسمها وأقوم بتبسيطها لكى تبدو وكأنها ظهرت بمحض الصدفة.
الأعمال فيها عناصر أساسية فنحن جميعًا ندور حول أشياء تخص كينونة الإنسان نفسه، بالتالى أغلب اللوحات تضم وجوهًا وبيوتًا، فبناء الإنسان يدخل فيه أشياء كثيرة من الصدفة والناس الذين يلتقيهم والطبيعه التي يعيش بها.
• تضمن المعرض قرابة 60 عملًا بمساحات مختلفة.. فهل تباين الأعمال فرضته فكرة العمل أم جاء من باب التنوع؟
كل مساحة تُدخل الفنان في حالة مزاجية مختلفة، فكل جزء له جماله وظروفه، وبالنسبة لي اللوحة الصغيرة مثل الكبيرة في العملية الإبداعية، وإن كنت أميل إلى المساحات الكبيرة، ولكن ليس من المتاح تنفيذ لوحات كبيرة فى كل الأوقات.
• وماذا عن الخامات التي استعنت بها؟
في هذا المعرض استخدمت القماش كخامة ظهرت في الكولاج والأكريليك والزيت حيث أفضل الخامات الزيتية التي تثبت على اللون والشكل، وأحب نسيج القماش وبخاصة الخشن منه لأن الخيط بارز فيه بشكل قوى يشعرنى بالتشابك.
• يعد "حقول الصحراء" المعرض الرابع فما الذي يميزه عما سبقه من معارض؟
أرى أنه أكثر تجربة مكتملة قدمتها، فالمعرض الأول عام 2009 كان لدي تنوع فى الأعمال، ولم يكن أسلوبي الفني قد اتضح في الأعمال، بينما بمعرضي الأخير حتى وإن تنوعت الأعمال ولكن هناك ثيمة تربط الأعمال ومع ذلك ليس هناك تكرار فى الأعمال، وبالطبع هناك نضج فى كل معرض.
• ألا ترى أنك مقُل فى المعارض الفردية مقارنة بأبناء جيلك؟
لا أسعى للعرض من باب الوجود، ولكن عندما تكتمل التجربة التى أعمل عليها حينها أتواجد، فالفنان ليس ماكينة تنتج وتخرج أعمالًا للعرض باستمرار، ولكنه يحتاج تجربة حياتية يعيشها لينتج عملاً.
فى معرض "حقول الصحراء" قمت بعرض لوحة من 2018 ولكني جمعت خيوطها لكي أضمنها لمعرضي الأخير، فلا بد أن تكون المجموعة المعروضة متماسكة، يمكن أن أقدم خلال العمل على المعرض أعمالًا فردية لا تنتمى للمجموعة كاملة خاصة بالمعرض، لكن عندما أفكر في معرض فردي لا بد من تقديم مجموعة أعمال مترابطة.
|