القاهرة 08 اكتوبر 2023 الساعة 11:10 ص
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
نحتفل معك هذا العام بذكرى عزيزة وغالية.. ذكرى انتصارات حرب أكتوبر.. الاحتفالات هذا العام لها طابع خاص، حيث مر على ذكرى الانتصار العظيم 50 عاما.. يكفينا فخرًا اعتباره إعجازًا من قبل المختصين بالشأن العسكري، كونه انتصارًا حير العسكرية العالمية، لدقة تنفيذه، وقدرة المصريين على عبور ظلام الهزيمة واليأس.. يعد هذا الانتصار من أروع الإنجازات العسكرية التي حدثت في التاريخ الحديث.
نصر وثقته إسرائيل بفيلم طرحته بعد خمسين عامًا، يصور قادتها، وتعتقد أن دموع هزيمتهم قد تكسبهم تعاطف العالم مجددًا! لا تدري أن ما وثقته يثبت زيف ادعاءاتهم على مدى الخمسين عامًا الماضية، من محاولات تقليل حجم الانتصار المصري والخسائر التي طالتهم والتي كبدهم إياها المقاتل المصري.
شتان ما بيننا وبينهم.. هم مشتتون في كل بقاع الأرض، مزعزعين العقيدة والإيمان، أما نحن فلا نملك إلا هذا الوطن وهذه الأرض، والاستماتة للحصول عليها واستعادتها بشتى الطرق.
كللت جهود الحرب بالسياسة، ونجحت مصر في استعادة آخر بقعة من أراضيها التي كانت تحت سيطرة المحتل.
قد يعيب البعض من الأجيال الجديدة كوننا خضنا حربًا بهذا الحجم رغم قدراتنا المحدودة.. لا يعلمون أن قرار الحرب اتخذ بعد سنوات من الدراسة، والتأني، والاستعداد الجيد، والمناورات، والتدريبات المجهِدة.. رغم ذلك نشبت الحرب، وعبرت قواتنا الباسلة قناة السويس، وحطمت خط بارليف بنقاطه الحصينة، وعندما تقرر تطوير الهجوم بعد العبور المذهل، بدأنا في تكبد العديد من الخسائر، لكن هذه هي طبيعة المهاجم، ورغم ذلك فإن خسائرنا قياسًا بأعدادنا مناسبة ومتوقعة، مقارنة بخسائر العدو، الذي حاول استخدام هذه النقطة لزعزعة الثقة في الروايات والتاريخ، في محاولة بائسة لطمس ما حدث رغم شهادة قياداتهم عبر الوثائقيات المختلفة والكتب المتنوعة.
تظل الأجيال الجديدة لا تدرك حجم النصر والفخر كونهم مصريين.. لذا نحن في معركة وعي، المطمئن فيها أن الاعتراف بالهزيمة جاء على لسان العدو، حتى ولو كان تزامنًا مع احتفالاتنا باليوبيل الذهبي لانتصار أكتوبر المجيد.
أراه جاء في توقيت مناسب تماما، وليس ذلك فقط وإنما ملائم للغة العصر ولغة الأجيال التي سمعت عن الحرب منا ومن أجدادهم، ليدركوا حجم ما ألم بالعدو من دمار، مازالوا يعانون منه حتى الآن.
دموع "جولدا مائير" خلال الفيلم أكدت أن من يستعن بالله ويتوكل فسينتصر، وسيفعلها دائما.. وللأبد.
عزيزي عمر خورشيد،،
أنتظر شهر أكتوبر على أحر من الجمر كل عام، لأنه بداية إعلان ضمني لاعتدال الأجواء التي تشجع على الوقوع في الحب.. أجواءه كلها حب، وذكريات، وبقايا حنين، وأيام جميلة عشناها مع من نحب أو حتى توهمنا حبه يومًا.. الأجواء محفزة للإنجازات، للعمل، للقفز خطوات.. لا أدري لماذا؟! لكنها حالة عامة.. ربما انتقلت إلينا عدوى النصر، لا سيما موسيقاك التي تشاركنا كل شيء، كما شاركتنا لحظات العبور الغالية على الشاشة منذ وعينا على هذه الدنيا.
عزيزي عمر خورشيد،،
أترقب بشغف عرض أفلامك، ولا أظنني الوحيدة التي تفعل.. أنتظر بشغف أفلامك الأيقونية التي ظهرت بها بصفتك ممثل أو موسيقي داعب قلوبنا بألحانه الآسرة.. موسيقى ملحمية للحن أبدي، يقطر حب وسعادة وحماس وشجن، لحن رصاصتك التي أحب، ما أعيبه على القنوات كالعادة، عدم التنسيق والتنويه عن موعد عرض هذه الأفلام في هذا التوقيت المناسب جدًا للاحتفال، كتخليد لذكرى أعظم نصر مر علينا.
عزيزي عمر خورشيد،،
كل عام وأنت رمز لأجمل أيام حياتنا، بانتصاراتها، وإخفاقاتها..
وأخيرًا وليس آخرًا، كن بخير دومًا، لأكتب لك مجددًا.
|