القاهرة 01 اكتوبر 2023 الساعة 11:47 ص
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
مر أسبوع آخر من رصيد حياتنا على ظهر هذا الكوكب، احتفلنا بالمولد النبوي كأسرة، حيث اجتمعنا للمرة الأولى منذ وفاة والدتي الحبيبة.. اجتمعنا في بيت أخي العزيز، تناولنا الطعام، مزحنا، وتعالت ضحكاتنا، وقدمت لهم فقرتي الخاصة في مثل هذه التجمعات.. الفقرة الغنائية، وقمت بالغناء!
أراك يا من تبتسم، ما سمعته حقيقيًا، لقد قمت بالغناء، وأجبرتهم على الاستماع إلى صوتي الشجي جعله الله في ميزان حسناتهم!
اخترت مكانًا محددًا، به ستائر ليبدو كالمسرح، واندمجت كمطربة.. انطلقت حنجرتي بالغناء ونسيت الكلمات كالمعتاد، وتحشرج صوتي لقلة التدريبات وعدم شرب السوائل الدافئة..
عندما كنت أفعلها في وجود أمي كانت تقاطعني مصفقة بقوة معبرة عن رأيها بأن نكتفي بهذا القدر.. بعناد.. أُكمل.. لا أتوقف إلا إذا هددتني بقطع التيار الكهربائي!
أتوقف مجبرة حتى لا أتسبب في منع الأكسجين عن أحدهم!
لأتساءل ما الذي يجعلنا نكمل طريقًا ما رغمًا عنا؟! لماذا نتحمل ما لم يتحمله غيرنا؟!
هل يأسًا في العثور على بديل مناسب أم حبًا في الآخر؟!
أصعب القرارات التي تمر بالإنسان هو قرار التوقف عما يحب أو التوقف عن الحب في المطلق!
كيف للمحب أن يكف عن الحب؟
سؤال من الصعب الإجابة عنه..
يقودنا السؤال لسؤال آخر.. هل ينتهي الحب؟!
الحب لا ينتهي، إنما يخبو، ينطفىء، ينزوي في ركن ركين، لأن هناك شيء زعزع أساساته!
هناك خذلان نوعًا ما، قسوة وقحة، أذى متعمد، قد يكون بقصد أو دون قصد، لكننا نتفق أنه جرم يرتكب بحق المحب!
وكأننا نعاقبة على استمراره في حبنا، وكأننا نعاقب لأننا أعطيناه العديد من الفرص التي قد لا تعوض أوتكرر!
ربما ليقين الطرف الآخر أن من يحب يستحيل أن يتحلى بشجاعة التخلي!
ظن أنه يملكه فقط لأنه يحبه، لا يعلم أن القلوب إذا تقلبت أنكرت وتجاهلت ما كان، وأن العقول إذا فكرت بتروٍ قد تلقي بأي شيء وكل شيء في بئر النسيان.. قد تأخذنا الذكرى و يداعبنا الحنين.. لكن شتان ما بين ذكرى جميلة نطرب لها، نحِنّ لها، وبين ذكرى نشعر بالانزعاج والضيق لمرورها بتفكيرنا..
يظن المحبون أنهم خالدون في قلوب محبيهم، ناسين أن تصرفاتهم هي من تجعلهم يعيشون فينا للأبد، أو يموتون للأبد!
يقول أوسكار وايلد: كيف يكون الإنسان فقيرا وهناك من يحبه؟!
يظن البعض أن الخوض في علاقة حب أمر يسهل تحقيقه، أراه من أصعب ما يكون، كيف لي أن اختار من أشاركه يومي بتفاصيله؟! بل حياتي بما فيها من نجاحات وإخفاقات، كيف لمن كان أول من نركض إليه في أدق أزماتنا، أن نستند إليه عندما تميد بنا الحياة.. أن نبعده أن نسلبه تلك المكانة؟!
عزيزي عمر خورشيد،،
عندما يكون الحديث عن الحب فإن صورتك تقفز أمامي.. أتساءل كيف ترى الحب؟ هل تؤمن بوجوده؟ هل يجوز لأمير الرومانسية وملك جيتار الحب ألا يؤمن بالحب؟!
على الرغم من كل ذلك تظل وحدك عنوانًا لأجمل ما مر بحياتنا، لا سيما النجاحات بها..
عزيزي عمر خورشيد،،
كن بخير دومًا، لأكتب لك مجددًا.
|