القاهرة 23 سبتمبر 2023 الساعة 05:35 م
بقلم: د. حسين عبد البصير
كتاب أو أسطورة البقرة السماوية، أو كتاب بقرة السماء، هو نص مصري قديم يصف في جزء منه أسباب الحالة غير الكاملة للعالم، من حيث تمرد الجنس البشري ضد إله الشمس الأعلى الرب رع، وتم تنفيذ العقوبة الإلهية من خلال الإلهة حتحور، حين عانى الناجون من الانفصال عن الرب رع، الذي أقام في السماء على ظهر البقرة السماوية نوت، ومع ذلك "السقوط" جاء الألم والموت إلى العالم، جنبًا إلى جنب مع انقسام الوحدة الأصلية للخليقة، وتحول الإله الخالق إلى العديد من الأجرام السماوية، وخلق "حقول الجنة" للموتى المباركين، وربما نصب ابنه الرب جِب وريثًا له، وسلم حكم البشرية إلى أوزيريس (وكان المعبود جحوتي يحكم كنائبه السماء ليلًا)، مع شو، وآلهة تدعم إلهة السماء، نوت.
وعلى الرغم من أن النص تم تسجيله في عصر الدولة الحديثة، غير أنه مكتوب باللغة المصرية في عصر الدولة الوسطى، لذا ربما يكون قد كُتب في الدولة الوسطى، وقد تم اكتشاف أقدم نسخة معروفة من كتاب البقرة السماوية في أقصى مقصورة مذهّبة للملك توت عنخ آمون، وكان النص القديم غير مكتمل، وقد تم اكتشاف ثلاث نسخ كاملة للنص القديم على جدران مقابر الملوك سيتي الأول، ورمسيس الثاني، ورمسيس الثالث. وقد تم العثور على كل نسخة من النصوص في غرفة فرعية في غرفة التابوت المصممة خصيصًا لـ"كتاب البقرة السماوية". لم يكن لدى رمسيس السادس غرفة فرعية، لكن نُقِش مقتطف من الكتاب في مكان ما في مقبرته. وهناك مقتطف آخر مكتوب على بردية من فترة الرعامسة، موجودة الآن في متحف تورينو في إيطاليا. وربما جاء الكتاب من روايات أسطورة الفجر في نصوص الأهرام.
وفي عصر الدولة الحديثة، تم تطوير الفكرة لشرح الموت والمعاناة في خلق غير كامل، وتضمن نص صعود الملك إلى الجنة، وتم النظر إليه على أنه مشابه من الناحية الموضوعية للقصص الأكثر تطورًا عن تدمير البشرية في أساطير الفيضانات في بلاد النهرين والتوراة، وقد يكون عهد الملك أخناتون -الملك الذي حاول إحداث كسر في التقاليد الدينية القائمة- مصدر إلهام لذلك العمل.
وكتاب البقرة السماوية مقسم إلى نصفين بصورة البقرة وأنصارها، ولا توجد فواصل مرئية في النص الفعلي، باستثناء تمثيل البقرة السماوية، وبسبب طريقة العرض تلك لا توجد فواصل واضحة في النص تسمح بهيكلة واضحة للنص، وقُسم النص إلى أربعة أقسام، ويصف القسم الأول "تدمير البشرية"، حين تآمرت البشرية ضد إله الشمس رع، وبعد استشارة الرب رع للآلهة الأخرى اختار رع الإلهة حتحور لتكون بمثابة عين رع العنيفة، وكان عليها أن تقوم بالعقاب الإلهي للبشرية، وقد فعلت ذلك بذبح المتمردين وجلبت الموت إلى العالم، ونجا الناجون من غضب حتحور عندما خدع الرب رع الربة حتحور بوضع جعة مصبوغة بلون أحمر تشبه الدم كي تشربها حتحور، فتسكر.
وتناول الجزء الأخير من النص صعود رع إلى السماء، وخلق العالم السفلي، والعالم المحيط بـ"البا" (الروح)، وتم تقسيم كتاب البقرة إلى 330 آية، مع وجود نصف النص قبل وصف أو تمثيل البقرة السماوية، وتظهر اللغة المستخدمة في كتاب البقرة السماوية جذورًا من التأثيرات المصرية المتأخرة، وبسبب النص القديم الذي يحتوي على جذور من مصر في العصر المتأخر، يُعتقد أن كتاب البقرة السماوية تم تأليفه في عصر العمارنة.
|