القاهرة 16 سبتمبر 2023 الساعة 06:01 م
بقلم: محمد حسن الصيفي
كنت قد قرأت قبل شهر من الآن إحدى المجموعات القصصية لتشيخوف، واحد من شيوخ الكتابة وخصوصا "القصة القصيرة" على مر العصور، أعجبتني المجموعة، ولا غريب في ذلك، ف تشيخوف هو تشيخوف، ثم شغلتني بعض الظروف فقرأت عدة صفحات من كتب مختلفة وبشكل مذبذب ومشوش، ثم قلت لماذا لا أعود لتشيخوف مرة أخرى، حيث أثبتت التجربة نجاحها قبل أيام؟!
بالفعل عدت لأفتش عن مجموعة جديدة، ووجدت ضالتي من خلال كنز الكتب المجانية، موقع "هنداوي" للكتب من ترجمة أبو بكر يوسف، وفي ليلة من الليالي البطيئة والكسولة -وما أكثرها- قلت فلنتصفح قصة أو عدة قصص قبل النوم، ولفت انتباهي قصة بعنوان "فرحة"، قلت خيرًا اللهم اجعله خير.
وكانت قصة بديعة ورائعة، تحمل سخرية لاذعة وعابرة للزمن، حيث البطل الشاب يعود لبيته فيوقظ أبويه وإخوته من النوم ليخبرهم أنه أصبح حديث روسيا بأكملها، وها هي الجريدة يعطيها لأبيه ليقرأ خبرا مذكورا فيه اسمه واسم أبيه بطبيعة الحال في قسم الحوادث، حيث تم القبض عليه وهو سكران وكاد يتعرض للدهس عن طريق حصان أحد العربات التي تسير في الشارع!
أحالتني القصة فورًا إلى "التريند" وزمانه، وكيف تجلت عبقرية تشيخوف في تجاوز الزمان والمكان بتلك السهولة والسلاسة، وكيف عرف أن الخيبة والجريمة والفضيحة يمكنها أن تصبح مصدر فخر وشهرة ومكاسب مادية في هذا الزمان، وقبل الزمان بزمان!
|