القاهرة 12 سبتمبر 2023 الساعة 02:08 م
بقلم: بول براين
ترجمة: سماح ممدوح حسن
لطالما كان لدي عقل تحليلي مهتمًا بالتفاصيل.. في بعض الأحيان كان هذا ضد مصلحتي الشخصية ويبقيني عالقًا وأكثر من اللازم لعقلي.
في بعض الأحيان ساعدتني قدراتي الإدراكية في الحياة، وعززت مسيرتي المهنية والفرص.
كل مجموعة من المواهب لها مزاياها وعيوبها! ألقِ نظرة على أهم العلامات على أن لديك عقلًا تحليليًا وإدراكيًا للغاية، وكيفية تحقيق أقصى استفادة منه.. دعونا نستعرضها!
1. عندما تريد أن تعرف جذور كل شيء
منذ صغري كنت أرغب في معرفة السبب.. العديد من الأطفال فضوليون دائمًا، لكن النظام التعليمي الحديث لا يُدرب الإبداع والفضول لدى الشباب، ويقدم إجابات روتينية وحقائق بالأبيض والأسود لكل شيء.
كنت محظوظًا بما يكفي للانضمام إلى مدرسة تشبه نوعًا ما مدرسة "والدورف" البديلة المهتمة بالفنون، والتي نشأت، بناءً على فلسفة الصوفي النمساوي رودولف شتاينر، ونتيجة لذلك تم تشجيع رغبتي في معرفة المزيد والسؤال.
أدى هذا جنبًا إلى جنب مع طبيعتي التحليلية أصلاً، إلى تطوير عقلية تشكيكية للغاية حول كل شيء تقريبًا. أنت تشكك في كل شيء وتريد دائمًا معرفة المزيد من التفاصيل عن سبب جعل الأمور على ما هي عليه.
الميزة هي أنك ترى تحت سطح القضايا المعقدة ويمكن أن تصبح قائدًا أو مفكرًا ملهمًا يساعد في توجيه المجتمع وتغييره، والعيب هو أن الاستفسار اللامتناهي يمكن أن يؤدي إلى الإفراط في التفكير والتقاعس في الحياة الواقعية.
2. أنت لا تهتم بما هو شائع أو ما يبدو حقيقيًا، أنت تهتم بما هو بالفعل حقيقي
يأتي الأشخاص الذين يتمتعون بدرجة عالية من التحليل والاهتمام بالتفاصيل من جميع الأنواع، وليسوا بالضرورة نوعًا "مهووسًا" هادئًا كالذي يتخيله البعض.. هناك منفتحون وانطوائيون وكل شيء بينهما، مثاليون وواقعيون، براجماتيون وأصحاب رؤى.
لكن الشيء الوحيد المشترك بينهم هو الجوع الحقيقي للحقيقة، إذا كنت شخصًا شديد التحليل وتفصيلي، فأنت تعرف بالضبط ما أعنيه: أنت تقرأ قصة إخبارية فتلاحظ اقتباسًا أو حقيقة تبدو في غير محلها أو متناقضة.
ثم تبدأ في البحث عنها بعمق لمحاولة معرفة سبب عدم منطقيتها والكشف عن جانب آخر كامل من القضية التي تتم مناقشتها سواء أكانت حربًا أو صفقة تجارية أو جدلًا ثقافيًا أو عرضا ترفيهيًا.
يقول أصدقاؤك إن الأمر بسيط وأنت تنظر إليه بعمق شديد أو تفكر فيه بشكل مفرط، لكنك تهتم بالحصول على صورة كاملة لما يحدث أكثر مما تهتم بما هو شائع.
تريد معرفة الحقائق والأدلة على ما يحدث أكثر مما تريد أن ينظر إليه الأصدقاء والزملاء على أنه "صحيح" أو"جيد".
ميزة ذلك هي أنك محقق شجاع ومصدر لوجهات نظر ومعلومات مثيرة للاهتمام وفريدة من نوعها، والعيب هو أنه يمكنك الانغماس في كونك على حق وينتهي بك الأمر إلى الجدال أو الاشتباكات مع أشخاص لا يفكرون في الأشياء بنفس مستوى التعقيد مثلك.
3. ترى القيمة في التعقيد والإجابات غير المحددة
إليك أمر، عندما تهتم حقًا بما هو صحيح، تصادف حقيقة أن الإجابات ليست بهذه البساطة وتتطلب كثيرًا من الاهتمام والتفكير. وهو ما يطرح النقطة التالية...
بعض الأمور المُطلقة ضرورية، الجاذبية موجودة والماء والهواء يحافظان على حياتنا. لكن العديد من الأسئلة في الحياة لا يمكن الإجابة عليها إلا من خلال الخبرة. في بعض الأحيان يكون للسؤال نفس قيمة الإجابة.
هذه علامة أخرى على أن لديك عقلًا تحليليًا للغاية، فأنت تجيب على سؤال واحد ولكنه يطرح سؤالًا أعمق آخر. على سبيل المثال، سؤال "كيف يمكنني زيادة ربحية عملي التسويقي؟" يؤدي إلى مجموعة من الاستراتيجيات والأهداف العملية.
ولكن بعد ذلك تبدأ في التساؤل عن مستقبل التسويق والعمل ككل. ما الذي سيحتاجه الناس أكثر في المستقبل؟ هل هناك طريقة للتنبؤ بما سيكون له أكبر قيمة خلال عشر سنوات وكيفية الاستفادة منه؟
يمكنك العيش في الأسئلة ورؤية القيمة في الإجابات والقضايا المعقدة.
الميزة هي أن لديك فهمًا أكثر دقة وبصيرة للقضايا الرئيسية إذا كان بإمكانك ترجمة هذه القدرة إلى أفعال، ولكن العيب هو أنك قد تجد صعوبة في التواصل أو الوصول إلى قرارات عملية تستند في بعض الأحيان إلى حل وسط واستنتاجات بسيطة.
4. تحتاج إلى وقت إضافي بمفردك لمعالجة جميع التفاصيل التي تراها
عندما يكون لديك عقل تحليلي حقًا، فأنت بحاجة إلى وقت إضافي لمعالجة كل ما تراه وتحديد ما يعنيه.. إذا قال أحد المتحدثين على شاشة التلفزيون إنه على وشك حدوث ركود ويشير إلى مخطط يثبت أن توقعاته "محتملة جداً" فإنك تقوم لتدخل إلى موقعهم الإلكتروني وتبدأ فى البحث والدراسة.
ثم تلاحظ شعارًا صغيرًا في أسفل اليمين جملة "هذا الرسم البياني و"الدراسة" برعاية شركة رائدة في مجال السبائك الذهبية، وهي جزء من مسار يحثك على شراء الذهب.. حسنًا، قد تكون فكرة رائعة شراء الذهب، لكن يبدو من غير المرجح أن يكون تحليلًا مستقلاً لما إذا كان هناك ركود قادم العام المقبل، أو كان مصممًا لجعل الناس يشترون الذهب.
يتحدث كل من حولك عن كيف أن تنبؤ الركود "صحيح جدًا!" أو"مثل هذا المبالغ فيه" لكنك لا تقول الكثير لأنك ما زلت تبحث فيما إذا كانت ظاهرة القلق هذه المرتبطة بشراء المعادن الثمينة جزءًا من نمط أكبر.
تلاحظ تفاصيل صغيرة يفتقدها كثيرٌ من الناس وتبذل قصارى جهدك لمعرفة ما إذا كانت لها أهمية أكبر.
ميزة ذلك هي أنك توصلت إلى رؤى حادة تتعلق بما يحدث، والعيب هو أنه يمكنك أن تصبح ساخرًا وتتوقف عن الثقة في أي معلومات تسمعها، لأنك عرضة جدًا للشك الشديد والاشتباه في التحيز والمعلومات المضللة.
لا يقتصر الأمر على أنك بحاجة إلى مزيد من الوقت لتقرير ما تعنيه الأشياء فحسب، بل أيضًا أنت تقوم دائمًا بتحسين وإعادة النظر فيما إذا كانت المعلومات الجديدة تغيّر ما تعنيه الأشياء. هذا يقودني إلى النقطة الرئيسية التالية:
5. عقلك لديه حلقة تعليقات مستمرة ونشطة باستمرار وذاتية التحسين
أنت دائمًا تحلل التفاصيل وتفكر فيها ومنفتح على معلومات جديدة تعالجها. تمامًا مثل رواد الأعمال الناجحين مثل Elon Musk، فأنت تؤمن بنظام تحسين الذات الذي يصقل المشكلات ويصبح أفضل بمرور الوقت.
لن يكون الأمر مثاليًا أبدًا، لكن هذا هو الهدف.
من خلال دمج النقد البّناء والمعلومات الجديدة والتغييرات في ما تؤمن به وتفعله، فأنت تتكيف باستمرار مع الحياة وتصبح أكثر دقة مع ما يحدث.
أنت تفكر في المعلومات والتفاصيل والتعليقات الجديدة والنقد البناء أثناء تحليل الأشياء والتوصل إلى رؤى أكثر دقة وفائدة.
ميزة ذلك أنك لا تغفل أبدًا التفاصيل والمعلومات الجديدة الواقعة في طريقك وتتمكن من تكييف عملك أو حياتك الشخصية. العيب هو أنه يمكنك أن تضيع كثيرًا في البحث عن الكمال والحل"الصحيح" وتنسى الأفعال وتحمّل مخاطر جريئة.
-
نشر المقال فى موقعHack spirit ، فى 27 أغسطس 2023
|