القاهرة 03 سبتمبر 2023 الساعة 01:22 م
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
مر أسبوع آخر من حياتنا.. مر بما به من ترقب وخوف وحب وسعادة.. لم تعد أيامنا كالسابق، مغلفة بالطمأنينة، بل أصبحت مثقلة بالهموم تارة، والترقب تارة أخرى.. حتى نختتم أيامنا بفضل الله ورضوانه.
لم تكن أيام هينة أبدًا.. بل كانت أيام مشحونة بالعديد من الأمور خاصة المصيرية منها، كذلك شهدت تلك الأيام مجيء أول شهور الحُب، شهر سبتمبر الحبيب، وبصفتي كائنًا شتويًا سأقيم الأفراح طيلة الأيام القادمة رغم كل ما بها من شجن وحنين وحب وترحال.
عزيزي عمر خورشيد،،
عندما تكون وحدك بطل خذلان الحياة، قد ترضى بالقضاء والقدر، وقد تصمت ليقينك أن ما عند الله أبقى، وأنه لا بد أن يصحح المسار! لذا لا تكترث كثيرا لما يحدث..
أما إذا كنت شاهدًا على ظلم طال أحدهم -لا سيما المقربين منك أو من هم ضمن دائرتك الضيقة- فينبغي ألا تقف مكتوف اليدين، بل يتحتم عليك التدخل الفوري ونصرة المظلوم..
على الرغم من رؤيتك للظلم البين رؤى العين، إلا إنك تظل تتساءل لماذا يحدث كل ذلك؟!
والأدهى من كل ذلك، الصدمة من المواجهة المباشرة مع الحياة، حقيقة أن الحياة ليست عادلة أو هي لم تكن عادلة من الأساس!
حقيقة كون أنك وحدك من كنت سجينًا لعدة قناعات ومثاليات لا وجود لها إلا بين ضفتي الكتب وعلى الورق، يتاجر بها البعض ليوهموا البعض الآخر بأن الحياة وردية!
ما بين هذا وذاك تأخذنا الدنيا في جولاتها اللانهائية، لتكشف لنا عن وجهها الحقيقي، بل القبيح منها..
وسط كل هذه الظلمة تأتي البشرى، وينتصر الحق على غير العادة، وربما عكس توقعاتنا!
فبينما نغرق في دائرة الإحباط، ينتشلنا الله بفضله ولطفه من أغوار اليأس، ليعيد كل شيء لنصابه، ولكل شخص حقه.
ثورة غضب أدت لتصحيح مسار.. لم تكن ثورتي هباء، ولم يذهب صوتي العالي هباء، لم تضع محاولات تصحيح الأمور هباء، وهذه قمة الرضا والنجاح..
عزيزي عمر خورشيد،،
قالوا إن الوصول للنجاح سهل لكن المحافظة عليه هي قمة الصعوبة.. هذا ما أراه أيضًا، فمن السهل جدًا الوصول لغايتك، لكن ما بعد الوصول هو الأهم، وهو الأبقى، وهو الأصعب..كلمة أقولها لكل طالب بمناسبة قرب بدء العام الدراسي الجديد.. اقرأ، ومارس هوايتك، وذاكر دروسك، واحصل على قسط وافر من النوم، دع القلق وابدأ يومك بابتسامة وحب، تذلل أمامك جميع العقبات.. خاصة طلبة الثانوية العامة الذين بدأوا مشوارهم منذ أيام.
دع حلمك أمامك وتقدم نحوه كل يوم بضع سنتيمترات، لا تتخاذل، ولا تؤجل أي شيء للغد، فما زال الطريق في بدايته.. احرص على تنظيم يومك تكن من الفائزين.
عزيزي عمر خورشيد،،
الفائز الأول في حياتنا والنموذج الناجح، والقدوة الملموسة أمام أعيننا لاعب كرة القدم "محمد صلاح".. يقع تحت ضغط كبير خلال هذه الفترة.. ضغط ساحر لأنه يتعرض لإغراءات مالية كبيرة.. يصارع المال وسطوته في مقابل الحلم والتاريخ!!
ينشغل الرأي العام بالعروض الخيالية التي تنهال عليه من الخليج من أجل الانضمام لمجموعة من أشهر نجوم كرة القدم عبر العالم الذين قرروا الانتقال إلى الدوري الخليجي.
أشفق على صلاح حقًا، فالعرض الخيالي فاق أي توقع وأي قدرة على المقاومة، أشعر بحيرته وتردده! هل يقبل عرضًا يؤمن مستقبل ومصير أحفاد أحفاد أحفاده للجيل الخامس أو للأبد؟! أم يظل مع حلمه ويحفظ تاريخه وسجله المشرف؟!
قد يرى البعض رفضه جنونًا! وقبوله لا يقل جنونًا أيضًا!!
لا أخفى عليك أني أتمنى ألا يرضخ لسطوة المال كغيره من النجوم العالمية الذين يلعبون الآن في دوري جارتنا الشقيقة العربية.
هناك أشياء يستحيل أن تشترى.. ما صنعه صلاح طيلة حياته لا يقدر بثمن.. هو قيمة ورمز للكفاح والطموح والإصرار على مواصلة النجاح الشريف.
أتمنى ألا يلوث اسمه ويشوه تاريخه بسبب سحر المال وسطوته..
عزيزي عمر خورشيد،،
عندما يكون الحديث عن الثروة والموهبة قطعًا ترجح كفة الموهبة.. لكن وسط فوضى الأوضاع الاقتصادية المتردية والأحوال المعيشية الصعبة، أصبح الأمر بمثابة القابض على الجمر!! التمسك بالحلم، والحفاظ على التاريخ، أصبح من الصعوبة بل من المستحيلات الأربعة!
أتساءل دومًا ماذا لو كنت تحيا في أيامنا هذه؟!
هل كنت ستتأثر وتسعى خلف الثروة كغيرك؟ أم ستحاول الصمود مثل بطلنا المصري "محمد صلاح"؟!
اعلم أن الموهبة في بلادنا لا تدر دخلًا مرضًيا للفنان، لكن يظل هناك حدود لأي شيء.. مداد أي موهبة الاطمئنان.. وأينما حلت النقود تبددت الطمأنينة!
عزيزي عمر خورشيد،،
كن بخير، لأكتب لك.
|