القاهرة 04 يوليو 2023 الساعة 12:32 م
![لا يتوفر وصف.](https://scontent.fcai19-3.fna.fbcdn.net/v/t1.15752-9/357399799_818141299924413_6915076291711788382_n.jpg?_nc_cat=103&ccb=1-7&_nc_sid=ae9488&_nc_ohc=mKy7jZGp0WEAX8_G97t&_nc_ht=scontent.fcai19-3.fna&oh=03_AdRKIqEeqMOupgACXsuvPg2z72kXX9gaCdPH8JxGWAC_Pg&oe=64CB6D29)
حوار : صلاح صيام
نواصل الحوار مع الشاعر الموسيقار أحمد الشوكى- فى الحلقة الثانية والأخيرة-، وهو الفنان الذي يواصل تقديم شعره الملقى بمصاحبة موسيقاه غير عابئ بالركام وأهله، يذكرنا بأولئك الصابرين المناضلين عبر التاريخ، من أجل أن ينجو بقيمة ليقدمها للإنسانية دون مقابل سوى أن يشعر باستحسانها ولو من قليل، في زمن ما عاد فيه الانتشار الكثيف قيمة لصاحبه.
تعاون جديد مع السوبرانو العالمية مريم طاحون يقدم لها "الشوكي" قصيدة الدنيا من أشعاره وألحانه وكذلك أخرى بالعامية، كما يطرح قصيدة بالفصحى تشاركه فيها مطربة الأوبرا سماح عباس وهي بعنوان "عادت عينان"، يقول مطلعها: عادت عينان كسلة لوز.. عادت شفتان بهار
بالإضافة إلى بعض "الريستاتيف" الذي يلقيه بصوته ومن أشعاره وموسيقاه أيضا.. هذا جديده الذي يعكف الآن عليه.. سألته: كيف جاء التعاون مع السوبرانو العالمية مريم طاحون؟
شعرت أن استثمار صوت سوبرانو في تجربتي أمر أراه أفضل بأن هذه المساحة ستجد من يتفاعل معها بسبب تردى الحالة الفنية بصفة عامة وأيضا بسبب تكاليف الانتاج.
• وكيف تتغلب على مشكلة الانتاج؟
أنتج لنفسي لكى أتحرر من قيود المنتج وآليات السوق التى تغيرت كثيرا، وقد غنت لي السوبرانو وعارفة التشلو علياء البسوسي عدة قصائد، وهناك أغنية سأطرحها قريبا غناها لي المطرب الجديد "عيسى"، وهي أغنية كانت ذاهبة للمطرب عمرو دياب، لكن عيسى استطاع قطفها وصيدها، وهي فى الطريق وسنبدأ تصويرها قريباً، وهذه بالتحديد كلماتي فقط، أما الألحان والتوزيع فهي من نصيب الفنان هاني شنودة الذي بدأ مشواره مع عمرو دياب منذ ان استصحبه من بورسعيد,وسيغني لي هاني شنوده راب بصوته.
• رتب هؤلاء من حيث الأهمية الشاعر و الموسيقار- أم السياسي والفنان؟
الشاعر يمتلك التوجيه الفكري، اما الموسيقار فيمتلك خيالات لا تثبت، فأري رغم الوحدة بينهما ان الشعر يأتي في مقدمة أولى، والموسيقي في ذيله، وأما الفنان والسياسي فأري الفنان رغم اني سألت هذا السؤال في جلسة لي مع نجيب محفوظ اذ باغته به فقال: كلاهما فليس هناك خيار وأري أهمية الفنان فيما يملكه من حلم
• كيف كان احتفاء الأمم المتحدة بتجربتك؟
كان هذا قبل سنوات، ومنذ أن صدر ألبومي الشعري الموسيقي الأول "وأعود كما عاد الماء إلى الماء" ثم الثاني "شرح ضحكة"، وقد اشتروا الكثير من هذه الإصدارات فصرت أكثر من وزع ألبومات، وقد فاق توزيعي توزيع كل المطربين وقت صدور هذه الألبومات، كما أقاموا لى ثلاث حفلات اثنتان بفندقين شهيرين بالقاهرة، والثالثة بشرم الشيخ، وتحديداً وقفت على "الإستيج" الذي وقف عليه مبارك وكلينتون حين كان في زيارة لمصر، وهذا الدعم الأممي جاء من د. أيمن وهدان ممثل فيدرالية الأمم المتحدة بالقاهرة ومدير جمعية الأمم المتحدة أيضاً، وقد عبر عن سعادته بهذه التجربة وساندها.
• بماذا تفسر ظاهرة أغاني المهرجانات؟
هي خطاب سياسي على قدر أصحابه، بدأ بعد ثورة 25 يناير والفوضى التي أعقبتها، والمهرجانات من إفراز هذه الثورة، لكن دعني أقول لك حقاً أن الجماهير في حاجة للإيقاع وقد لبت هذه الظاهرة حاجتها، وقد ظللنا لفترة طويلة نغني أغاني الحزن والاكتئاب والإيقاعات غير الراقصة بالأفراح حتي ضجت الجماهير، وأريد أن أقول أيضاً أن ثورة الأغنية الشعبية بعد محمد عبد المطلب هي ثورة إيقاعية، وبدأت بالمطرب الشعبي الأمثل محمد رشدي كما كان الموسيقار محمد عبدالوهاب يحب أن يصفه بهذا الوصف "الأمثل"، وقد رفع رشدي صوت الإيقاع أكثر، وأدى ذلك إلى أن رفع جميع المطربين صوت الإيقاع المصاحب معهم وعلى رأسهم أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وكان رشدي يملك مشروعاً غنائياً شعبياً حقيقياً تمثل في أغنياته مع محمد حمزة وعبد الرحمن الابنودي والشاعر حسن أبو عثمان وآخرين، ومع ملحنين أمثال الموجي والطويل وبليغ حمدي والموسيقار خالد الأمير وآخرين، ثم جاء أحمد عدوية بمفردات شعبية من الحارة وليست مفردات من الشارع كما فعل محمد رشدي، وقد رفع عدوية أيضاً صوت الإيقاع أكثر، ثم جاء شعبان عبد الرحيم ورفع الإيقاع أكثر من عدوية، ثم جاء مطربو المهرجانات وقد رفعوا الإيقاع أكثر من ذي قبل.
لكنهم في المهرجانات لا يمتلكون مشروعاً شعبياً حقيقياً، فالجمل الموسيقية واحدة والتوزيع جاهز قبل التلحين، وينطبق عليهم تشبيه "عبيله وإديله"! والكلمات كلها تقريرية تشبه محاضر النيابة، والمغني أما قبيح الصوت أو لا يمتلك جماليات الغناء، وكلهم يعانون من أمية مفرطة، وقد فرضوا فرضاً على الجماهير المستضعفة.
• ماذا تحب أن تضيف حول ظاهرة أغاني المهرجانات؟
أطالب الجماهير بالبحث عن الحق والخير والجمال ولا ينتظروا ما يفرض عليهم كان نوراً أم ظلاماً، فالأمل في الجماهير التي عليها أن تثير لديها ذائقة حب الفن وطرد الغث، فنحن للأسف الشديد أمام فاجعتين غنائيتين، الأولى تتمثل في أن الأصوات الجميلة لا يملكون الآن مشروعاً غنائياً مبهراً، والأصوات القبيحة تمتلك ناصية الإعلام والسوشيال ميديا، ولا يكاد يفلت من هذه القاعدة إلا القليل.
|