القاهرة 02 مايو 2023 الساعة 11:10 ص
قصة: رامون جوميث دي لاسيرنا*
ترجمة: د. رحاب وهدان
مات الدكتور أليخو مقتولًا. بلا شكٍ مات مخنوقًا.
لم يكن أحد قد دخل المنزل، لا أحد بلا شكٍ، ورغم أن الدكتور -حفاظًا على صحته- كان ينام والشرفة مفتوحة، فشقته مرتفعة جدًا لدرجة عدم افتراض دخول القاتل من هناك.
لم تعثر الشرطة على أثر لتلك الجريمة، وكانت ستتنحى بالفعل عن القضية، عندما ذهبت زوجة القتيل والخادمة مرعوبتين إلى مركز الشرطة. وهي تقفز من أعلى خِزانة، سقطت على المنضدة ونظرت إليهما ورأتهما، وبعد ذلك فرَّت من الغرفة، إنها يدٌ وحيدةٌ وحيَّةٌ كعنكبوتٍ. هناك تركتاها محبوسةً وقد أغلقتا الغرفة بالمفتاح.
جاءت الشرطة والقاضيٍ مملوءين بالذعر. كان واجبهما. تكبدا عناءً كبيرًا في مطاردة اليد، لكنهما طارداها وأمسكا بأحد أصابعها، إذ أنها كانت عَفِيّة كما لو كانت كل القوة لرجلٍ شديدٍ مجتمعةً تكمُن فيها.
ما العمل معها؟ ما الضوء الذي كانت ستلقيه على الحادث؟ كيف ستُحَاكم؟ لِمَنْ كانت تلك اليد؟
بعد وقفةٍ طويلةٍ، خطر ببال القاضي إعطاؤها الريشة لكي تدلي بتصريحاتها كتابيًا.
حينئذٍ كتبت اليد: "أنا يد راميرو رويث، المقتول بخِسَّة على يد الدكتور في المستشفى، والذي تم تمزيقه بقسوةٍ في غرفة التشريح. لقد حققتُ العدالة".
• رامون جوميث دي لا سيرنا: كاتب وروائي إسباني مولود في مدريد في عام 1888 وتُوفِي في بوينوس آيرس في عام 1963.
عاش في الأرجنتين هاربًا من الحرب الأهلية الإسبانية خلال فترة ديكتاتورية الجنرال فرانكو. اعتمد أسلوب النقد والسخرية والرمزية في إنتاجه الغزير من المسرحيات والروايات. من أهم أعماله: "الأرملة البيضاء والسوداء" و"الرجل ذو القبعة الرمادية".
|