القاهرة 11 ابريل 2023 الساعة 11:24 ص
بقلم: د.فايزة حلمي
الطفولة مرحلة حرجة في حياتنا، ويمكن لصدمات الطفولة التي نعانيها أن تبقى معنا، اقرأ واكتشف كيفية التعامل معهم.
تعد الطفولة مرحلة حرجة في الحياة، لأن الأشياء الجسدية والنفسية التي تحدث في تلك السنوات تترك آثارًا طويلة الأمد في عقلك، هذا هو السبب في أن صدمات الطفولة تتغلغل بشكل كامل في شخصية الشخص، وتؤثر عليها طوال حياته.
ومع ذلك؛ هذا لا يعني أننا لا نستطيع التغلب عليها، على الأقل إلى حد معين، حقيقة أن شخصًا ما مر بطفولة صعبة لا تعني أنه لا يستطيع أن يعيش حياة كاملة ومُرْضية، لكنه عادة ما يتعرض لشكل مِن أشكال العلاج.
هناك سِمات معينة تشير إلى وجود صدمات الطفولة التي لم يتم التغلب عليها، إذا مررت بطفولة صعبة، يجدر بك التحقق مما إذا كانت هناك أيّ مِن هذه الخصائص في حياتك، إنها علامات جيدة لمساعدتك على إدراك أنه قد حان الوقت للقيام بشيء ما لنفسك.
1. التثبيط ، سِمَة مرتبطة بصدمات الطفولة
التثبيط له علاقة بصعوبة إحداث تأثير في العالم، حتى في حياة المرء، هذا هو الحال مع الأشخاص الذين يترددون في قول ما يفكرون فيه حقًا أو فِعل ما يريدون حقًا، إنهم إما يخشون فعل أو قول أي شيء ، أو أنهم ببساطة لا يعرفون ماذا يفعلون أو يقولون.
تجعل صدمات الطفولة الشخص يشعر بأنه غير قادر على الدفاع عن نفسه في مواقف معينة، هذا عادة ما يؤدي إلى شكل ما مِن العزلة، صعوبة بالغة في التواصل مع الآخرين، مصحوبة بخوف من الأشخاص الآخرين.
بعض الأشخاص انطوائيون بطبيعتهم، ولهذا لا يشعرون بالراحة في المواقف الاجتماعية، ومع ذلك؛ ليس لديهم مشكلة في قول ما يفكرون أو يشعرون به بصوت عالٍ، إنهم يتحكمون فيما يفعلونه ويقولونه ويفكرون فيه.
من ناحية أخرى، عندما تكون هناك صدمات طفولة في حياة المرء لم يتغلب عليها، يحاول أن يعيش دون أن يلاحظها أحد ولا تجذب الانتباه.
2. الطَبْع
يُظهر عادةً؛ الأشخاص الذين لم يتغلبوا على صدمات طفولتهم؛ الكثير من الغضب، ومع ذلك؛ فهم ليسوا بالضرورة أشخاصًا عنيفين؛ إنهم يميلون إلى أن يكونوا غير متسامحين للغاية ويعطون ردود فعل عدوانية.
المسألة؛ أنهم دائمًا يبدون على وشك الانفجار، حتى لو لم يفعلوا، كما أن طبعهم ملحوظ أيضًا في الطريقة التي يتعاملون بها مع الأشياء أو في نبرة صوتهم.
يمكنك رؤية التوتر في إيماءاتهم وطريقة حديثهم، بكلمات أخرى؛ هناك شعور من الغضب تجاههم، على الرغم من أنهم قد لا يكونون عدوانيين جسديًا.
3. رفض المجاملات
غالبًا ما يواجه الأشخاص الذين لم يتغلبوا على صدمات طفولتهم مشاكل في تقدير أنفسهم، إما أنهم يشعرون بأنهم أقل شأنا من الآخرين أو أنهم أفضل جدا، ومع ذلك ، فإن هذا الأخير مجرد مظهر زائف ؛ وتقنية للتعويض عن النظرة السيئة التي لديهم لأنفسهم.
هذا هو السبب في رفضهم المديح، فهم يعتقدون أنهم ليسوا جيدين بما فيه الكفاية، وبالتالي ينزعجون عندما يخبرهم أحد أنهم يقومون بعمل رائع في بعض المجالات، يعتقدون أن الشخص إما يكذب عليهم أو يسخر منهم. لا يمكنهم فهم كيف يمكن أن يكون لدى شخص ما مفهوم جيد عنهم ، في حين أنهم فقط يكرهون أنفسهم.
4. الاعتذار باستمرار
يشعر الشخص المصاب بصدمات الطفولة في الماضي؛ أن كل ما يقوله أو يفعله سيزعج الأشخاص الآخرين، لهذا السبب يعتذر كثيرا، يطلب المغفرة عندما لا تكون هناك حاجة على الإطلاق، يعتذر عندما يتحدث وكأن ليس له الحق في التعبير عن نفسه، يعتذر عند دخوله أو مغادرته لأي مكان.
يمكننا أن نرى في هذه الأفعال؛ أثر طفولة مُقيَّدة، ربما طفولة مُذلة، مع القليل من المودة التي تظهر، يَشعر هؤلاء الأشخاص أنه يتعين عليهم الاعتذار عن أي شيء يلفت الانتباه إلى أنفسهم، هذا هو أحد الآثار الأكثر شيوعًا لصدمات الطفولة.
5. الهروب من الصراع أو العيش فيه
• الطفولة المؤلمة
تميل الطفولة المجروحة إلى التطور في الأسرة المتصارعة بدرجة عالية، بيئة كانت الخلافات والعدوان فيها هي القاعدة، يمكن لأي كلمة أو أي فعل أن يتسبب في سلسلة كاملة من المشاكل، وهكذا؛ ينمو الطفل في خوف وأحيانًا مع شعور بالقلق مِن الصراع.
أولئك الذين يخشون الصراع سيفعلون كل ما في وسعهم للهروب منه، إنهم قادرون حتى على تجاهل قناعاتهم الشخصية ؛من أجل تجنب الخلاف.، ومع ذلك ، فإن أولئك الذين يبدو أنهم يحبون الصراع يحولون كل شيء إلى مشكلة، إنهم ملزمون بالسلوكيات التي مروا بها وتعلموها كأطفال.
لا يمكننا عادة حل صدمات الطفولة دون التعامل معها بوعي، نحن بحاجة إلى العمل عليها حتى لا ينتهي بهم الأمر بغزو شخصيتنا وجعل حياتنا جحيماً، هناك دائما شيء يبقى فينا مِن الطفولة، ولكن بمجرد أن نصبح بالغين؛ نكون في وضع يسمح لنا بإدارة وتفسير صدمات الطفولة بطريقة لا تؤذينا.
|