القاهرة 21 يناير 2023 الساعة 02:29 م
بقلم: محمد حسن الصيفي
أيام قليلة وينطلق معرض الكتاب، كل عام وأنتم بخير، والجميع يكتب وينشط ويتساءل ويفكر، والترشيحات من كل حدب وصوب، وتختلط أخبار وصور أغلفة الكتب بأسعار البيض، والندوات والتوقيعات باللحوم والدجاج، والبعض يطالب بحمالات لحمل القارئ لمعرض الكتاب، والبعض يقف متفرجًا، والأزمة تطل من علٍ بثبات.
هنا تساؤلات جدية تطرح نفسها، عن أعباء وأزمات في السلع وارتفاع في الأسعار وموقع الكتب وصناعة الكتب من الأزمة، وكيف سيتصرف الناشرون تجاه هذا الأمر.
برأيي أن المعرض سيفقد عددا من زواره بلا شك، لكن القضية في رأيي في الزائرين وليس في المتخلفين عن الزيارة، كيف ستخدم الزائر والمحب وكيف ستحافظ عليه، كيف ستقدم له عروضًا مناسبة وأفكارا جديدة تواكب الأزمة وتحاول تقليل الخسائر وتقريب المسافات قدر المستطاع؟!
أنا أؤمن بمكسب الناشر ولو أنه يخسر لانسحب مثلما انسحب الآخرون، وإلا فلم يتحمل مشقة وعناء المعرض ونقل الكتب والتكاليف والعمال وإلخ إلخ؟!
إذا فلابد من المكسب المعقول أو حتى تجنب الخسارة بربح ضئيل تمامًا في مقابل نظرة للغد ومستقبل الصناعة ومستقبل معرض الكتاب الذي فقد عددا ضخما من زواره بمجرد نقله إلى التجمع قبل أزمة الدولار وارتفاع الأسعار.
وهناك عدد ضخم من الكتب لدى كل ناشر موجود بالفعل من قبل الأزمة وعليه فإنه يجب أن يبقى بسعره القديم دون زيادة "وخسارة قريبة ولا مكسب بعيد" علما بإنه تم طباعته وتكلفته من فترة كبيرة وبالتالي لا يوجد خسارة.
أما إذا استمر الناشرون في الصياح والصراخ وهجر القارئ والزائر المعرض فسيخسر الجميع، وستخسر الصناعة خسائر فادحة إن ضاع الجمهور المتمسك بالزيارة والشراء رغم كل الصعوبات والظروف، لأن الذين هجروا المعرض بعد نقله من مدينة نصر لن يعودوا على كل حال، وبالتالي يجب الحفاظ بكل قوة على زائر اليوم حتى لا نخسره هو الآخر غدًا.
|