القاهرة 26 ابريل 2022 الساعة 11:45 ص
حوار: هبة البدري
"سناء المحمدي" امرأة مصرية من ريف مصر، تطمح أن يكون لها تأثير إيجابي في الحياة الثقافية والأدبية وصدر لها حديثا في معرض القاهرة الدولي كتاب بعنوان "يوميات ونيس دراسة تربوية"، إدراكا منها لأهمية ودور الدراما في غرس القيم لدى الأطفال والشباب والمساهمة في التنشئة الاجتماعية، ولمعرفة مدى تأثير مضامين الدراما على الطفل والمراهق، وما هي انعكاسات متابعتهم للدراما التليفزيونية على سلوكياتهم وقيمهم الاجتماعية، كان لنا معها هذا الحوار..
• في البداية حدثينا عن النشأة؟
نشأت في أسرة ريفية تهتم بالعرف والتقاليد والأصول، والدي علم نفسه بنفسه ويشارك بإيجابية وفعالية في كل ما يحيط به من أحداث لذلك تعلمت منه الإيجابية، وكنت دائما أبحث لنفسي عن دور إيجابي في المجتمع من خلال عملي ودراستي وشغفي في الكتابة حتى حصلت على درجة الدكتوراه، وكانت أسرتي وخاصة أبي وأمي يدفعونني للأمام لأتقدم وأحقق نجاحا ملموسا وإيجابيا في المجتمع، وصدر لي ثلاثة مؤلفات شاركت بها في معرض الكتاب 2022.
• صدر لك حديثا كتاب "يوميات ونيس دراسة تربوية".. كيفية اختيار موضوع الكتاب؟
نحن جيل الثمانينيات والتسعينيات تربينا على هذا المسلسل في وقت لم تكن هناك قنوات مخصصة للطفل ولا على وسائل التواصل الاجتماعي، فكانت الكتب وبعض البرامج المقدمة للطفل هي المتنفس الوحيد، ويعد مسلسل "يوميات ونيس" أحد القواسم المشتركة في تربية وذكريات هذين الجيلين على وجه الخصوص، وقد وجدت أن لهذا المسلسل دورا تربويا كبيرا وفعالا، حيث كان المسلسل بأجزائه المتتالية حالة درامية مؤثرة في تربية الأطفال والمراهقين، لذلك قدمت هذا الكتاب للوقوف على دور الدراما التليفزيونية في التربية، ودراسة مدى تأثير هذه المسلسلات على الطفل والمراهق وخاصة يوميات ونيس، لأن المسلسل وفكرته وتتره قائم على الاهتمام بالتربية، والتركيز على الدور الاجتماعي للإعلام في تنمية المجتمع، وتعديل أي قصور تربوي أو خلل اجتماعي بصورة إيجابية، لذلك قدمت نتائج ثلاث دراسات تربوية أجريتها على المسلسل في كتابي هذا.
• ماذا تقدمين من خلال الكتاب وما هدفك؟
مسلسل يوميات ونيس يقدم التربية بالقدوة والفعل وليس بالنصح والأوامر، حيث يسعى الوالدان "ونيس" و"مايسة" إلى تقديم أنفسهم كقدوة إيجابية لأبنائهم، حيث يعترف الوالدان بأخطائهم أمام الأبناء وإصلاح ذلك الخطأ، بالإضافة إلى تقديم نماذج سلبية للسلوك للاستفادة منها بمعرفة نتائج أفعالها السلبية، فمثلا ستجده يقدم الشخص المسرف المبذر، والشخص البخيل، وسلبيات كل شخصية منهما.
• في رأيك.. ما تأثير الدراما على سلوكيات الأطفال والمراهقين؟
يقوم الطفل والمراهق لا إراديا عند مشاهدته لتلك النماذج المقدمة من خلال الدراما باختزانها في عقله، ثم تترجم بعد ذلك إلى أفكار ومعتقدات وسلوك لتصبح جزءا من الشخصية، ويمكن أن نلاحظ ذلك من خلال ملاحظة سلوك الأطفال والمراهقين عقب انتشار أفلام العنف، حيث أصبحوا -مع الأسف- يحاكون شخصيات تلك الأعمال في الملبس والمظهر والكلام.
• كيف تساهم الدراما فى التنشئة الاجتماعية؟
يسمي الخبراء التليفزيون بالأب الثالث نتيجة لقوة تأثيره على النشء بسبب ما يملكه من وسائل تأثير على الجوانب المختلفة للإنسان، لذا يمكن استغلال المشاهد الدرامية في غرس قيم وأفكار وسلوكيات إيجابية تقدم بطرق مباشرة أو غير مباشرة من خلال الأساليب الدرامية المشوقة والجذابة، إذا فتأثير التليفزيون والمسلسلات خاصة مع انتشار منصات المشاهدة على الوسائل التواصل الاجتماعي يصل إلى مدى خطير جدا إن لم نستغله بالإيجاب فسوف يؤثر بالسلب.
• أخيرا.. تقييمك للدراما المصرية هذا العام؟
أعتقد أن المواطن المصري قد انفصل منذ سنوات طويلة عن الأعمال الدرامية، فلم يعد يجد فيها ما يمثله أو يعبر عن حاله وتفاصيل حياته اليومية، حتى خرج إلى النور مسلسل "أبو العروسة" الذي تدور أحداثه حول القضايا العائلية البسيطة ومشاكل الأسرة بأسلوب راق ومحترم في إطار اجتماعي كوميدي.
وقد حرص صناع الدراما هذا العام خلال شهر رمضان من خلال أكثر من مسلسل ضمن عشرات المسلسلات على تقديم ما يسمى بمسلسلات الأسرة بما فيها الأعمال الكوميدية، فنجد مثلا مسلسل "فاتن أمل حربي" الذي يقدم نموذج لمعاناة الكثيرات في رحلتهن بعد الطلاق، وما تعانيه المطلقة، ومسلسل "دايما عامر" للفنان مصطفى شعبان الذي يقوم بدور مشرف اجتماعي في مدرسة خاصة ويحاول إصلاح وحل مشاكل طلابها في إطار كوميدي، ومسلسل "راجعين يا هوى" الذي يدور في إطار اجتماعي كوميدي بطولة الفنان خالد النبوي الذي يقدم دورا لشخص يعود من رحلة سفر طويلة من الخارج للبحث عن ميراثه من عائلته فيجدها مفككة.
|