القاهرة 01 يناير 2022 الساعة 12:11 ص
قراءة كتابات النساء يكشف ما يعنيه أن تعيش في العالم كامرأة !
العنوان الأصلي للمقال : Why do so few men read books by women?
بقلم إم آي سيجارت MA Sieghart
ترجمة وإعداد د. هويدا صالح
بغض النظر عن شهرة الكاتبة البريطانية جين أوستن أو الكندية مارغريت أتوود،أو الأخوات برونتي أو الفائزات في البوكر، تُظهر البيانات أن الرجال يترددون في قراءة النساء - وهذا له آثار في العالم الحقيقي. بالنسبة إلى الأكثر مبيعا من مؤلفات عشرة من النساء، بما في ذلك مارجريت أتوود، فإن 19 ? فقط من قرائهم من الرجال.
بداية لماذا وقعت المقال باسم إم.آي.سيجارت وليس ماري آن سيجارت؟
لأنني أريد حقًا أن يقرأه الرجال أيضًا.
شعرت الكاتبات عبر القرون، من الأخوات برونتي the Brontë sisters إلى جورج إليوت George Eliot إلى جي كي رولينغ J K Rowling، بضرورة إخفاء جنسهن لإقناع الأولاد والرجال بقراءة كتبهن. لكن الآن؟ هل حقا ما زال ضروريا أن نكتب بأسماء رجال مستعارة؟
الجواب المحزن هو: نعم.
بالنسبة لكتابي"فارق القوة" The Authority Gap، الذي يبحث في سبب استمرار تعامل النساء بجدية أقل من الرجال، قمت بتكليف شركة أبحاث"نيسلون بوك"Nielsen Book Research بجمع بيانات عمن يقرأ بالتحديد.
أردت أن أعرف إذا كانت الكاتبات أقل موثوقية من وجهة نظر الرجال، وهل يُقرأن من قبلهم في المقام الأول؟!
وأكدت النتائج شكوكي، فقلما يقبل الرجال على فتح كتاب من تأليف امرأة، ويرى الكثير منهم أن ذلك غير مناسب بالنسبة لهم.
بالنسبة إلى 10 كاتبات من اللاتي يعتبرن الأكثر مبيعا(من بينهن جين أوستن Jane Austen ومارغريت أتوود Margaret Atwood ، بالإضافة إلى دانييل ستيل Danielle Steel وجوجو مويس Jojo Moyes)، فإن 19? فقط من قرائهن هم من الرجال و 81? من النساء. لكن بالنسبة لـ 10 كتاب من الذين يعدون الأكثر مبيعا(من بينهم تشارلز ديكنز Charles Dickens وجيه آر آر تولكين JRR Tolkien ، بالإضافة إلى لي تشايلد Lee Child وستيفن كينج Stephen King) كانت نسبة القراء تكاد تكون متساوية: 55? رجال و 45? نساء.
بعبارة أخرى، النساء أكثر استعداد لقراءة كتب الرجال ، لكن الكثير من الرجال أقل استعدادًا لقراءة كتب النساء.
وكاتبة الإثارة إل جي روز L J Ross التي تعتبر من ضمن العشرة الذين يعتبرون الأكثر مبيعا ولديها أكبر عدد من القراء - تستخدم الأحرف الأولى من اسمها، لذلك من المحتمل أن الرجال اعتقدوا أنها رجل. ماذا يخبرنا هذا عن مدى تردد الرجال في منح سلطة متساوية - فكرية وفنية وثقافية - للنساء والرجال؟
مارجريت أتوود، كاتبة يجب أن تكون على رفوف الكتب لأي شخص يهتم بالخيال الأدبي، ومع ذلك نسبة قراءها من الرجال تبلغ 21? فقط.
في حين حصل كل من جوليان بارنز Julian Barnes ويان مارتل Yann Martel وهما من الكتاب الذين فازوا بالبوكر على ضعف هذا العدد (39? و 40?) من القراء الذكور. ليس الأمر كما لو أن النساء أقل كفاءة في كتابة الروايات الأدبية.
خمس روايات أدبية من الأكثر مبيعا في عام 2017 من تأليف النساء، وتسعة من أفضل عشر روايات لنساء أيضا.
وليس الأمر كما لو أن الرجال لا يستمتعون بقراءة كتب النساء عندما يفتحونها؛ في الواقع، إنهم يعتبرونها هامش مفضل بالنسبة لهم.
متوسط ??تصنيف الرجال لكتب النساء على موقع جود ريدرز Goodreads هو 3.9 من 5؛ بالنسبة إلى كتب الرجال، تبلغ 3.8.
بالانتقال إلى الكتب الواقعية، التي يقرأها الرجال أكثر بقليل من النساء، فإن الأسلوب متشابه، وإن لم يكن ملفتًا للنظر.لا يزال الرجال يقرؤون المؤلفين الذكور أكثر من النساء، لكن التناقض ليس كبيرًا لأن النساء يملن إلى فعل الشيء نفسه لصالح الكاتبات الإناث.
لكن لا يزال هناك فرق كبير. تزداد احتمالية قراءة النساء للكتاب الواقعي عن الجنس الآخر بنسبة 65? مقارنة بالرجال. كل هذا يشير إلى أن الرجال، بوعي أو بغير وعي، لا يمنحون الكاتبات نفس القدر من القوة مثل الرجال. أو يقومون بافتراض كسول بأن كتب النساء ليست موجهة لهم دون تجربتها لمعرفة ما إذا كان هذا صحيحا أم لا؟
لماذا هذا مهم؟ بداية ، يضيق هذا التصور نطاق تجارب الرجال عن العالم. أخبرتني الروائية الحائزة على جائزة بوكر برناردين إيفاريستو في مقابلة معها وأنا أعد كتاب The Authority Gap: "لقد عرفت هذا منذ فترة طويلة جدًا، أن الرجال لا يهتمون بقراءة أدبنا". "أدبنا هو أحد الطرق التي نستكشف بها السرد، ونستكشف أفكارنا، ونطور عقلنا وخيالنا. إذا كنا نكتب قصص النساء، فإننا نتحدث عن تجارب النساء. نتحدث أيضًا عن تجارب الذكور من منظور أنثوي. ولذا إذا لم يكونوا مهتمين بذلك، أعتقد أنه أمر مروع للغاية ومثير للقلق للغاية".
إذا لم يقرأ الرجال الكتب التي كتبها النساء وعنهن، فسوف يفشلون في فهم نفسيتنا وتجربتنا التي نعيشها. سيستمرون في رؤية العالم من خلال عدسة ذكورية بالكامل تقريبًا، مع تجربة الذكور كخيار افتراضي. وسيؤثر هذا التركيز الضيق على علاقاتنا معهم، كزملاء، كأصدقاء وكشركاء. لكنه يٌفقر أيضًا الكاتبات، اللواتي يُنظر إلى أعمالهن على أنها تخصصية إلى حد ما عن التيار الأدبي السائد إذا قُرئت بشكل أساسي من قبل نساء أخريات. سوف تكسب النساء الكاتبات بالتالي احترامًا أقل ومكانة أقل وأموالًا أقل.
شاركت الروائية كاميلا شمسي Kamila Shamsie في عدد من لجان تحكيم الجوائز وشاهدت بالضبط هذا التباين في التعامل مع كتابات الرجال والنساء. قالت لي:"تقوم المحكمات في الجوائز من النساء باختيار كتب لكل من الرجال والنساء". "بينما يختار المحكمون من الرجال غالبا كتبا لرجال آخرين".
دوللي ألدرتون Dolly Alderton كاتبة ناجحة للغاية فازت مذكراتها بعنوان"كل شيء أعرفه عن الحب" Everything I Know about Love بجائزة الكتاب الوطني لعام 2018 لأفضل سيرة ذاتية. لكن في بريطانيا، على الأقل، لم يلق كتابها أي اهتمام من قبل الرجال. وكل مقابلة صحفية في صحيفة ومجلة أجرتها معها امرأة، كما أخبرتني،"تم تسويق كتابي وفهمه واستقباله بشكل لا يصدق على أنه كتابة جنسانية. ومع ذلك، التجربة الأنثوية ليست تجربة متخصصة؛ إنها تجربة عامة مشتركة".
ومع ذلك، عندما ذهبت ألدرتون في جولة دعائية إلى الدنمارك، كان الأمر مختلفًا تمامًا. أخبرت الصحفي الذي تم إرساله لمقابلتها أنها لأول مرة تجري مقابلة صحفية مع صحفي رجل."لم يستطع تصديق مدى غرابة ذلك. كان في العشرينات من عمره وقال إنه وأصدقاؤه يقرؤون مذكرات أو قصصًا من قبل النساء تمامًا مثل تلك التي يقرأها الرجال ". يمكن أن تصبح الأمور مختلفة. وهي مشكلة سهلة للغاية يمكن للرجال حلها. كل ما عليهم فعله هو البحث بنشاط عن كتب للمؤلفات.
إذا كان الرجال يشككون في أن النساء سوف يكتبن عن الموضوعات التي تهمهم، فيمكنهم قراءة ثلاثية بات باركر Pat Barker عن الحرب العالمية الأولى أو هيلاري مانتيل Hilary Mantel في مؤامرات بلاط هنري الثامن. بمجرد أن يعتادوا عليها، قد يجدون أنهم يقرؤون قصصا إنسانية بدلاً من قصص أنثوية - وأنهم يستمتعون بها.
يمكن أن يحقق الرجال قدرًا كبيرًا من توسيع عقولهم وأذواقهم. لمجرد أن الكتاب من تأليف امرأة أو عن المرأة لا يعني أنه ليس لديها ما تقدمه لهم. إنه يفتح أعينهم على ما يعنيه العيش كامرأة في العالم ، والخطوة الأولى لتعلم التعاطف. وقد يساعد في تفجير الفقاعة التي يعيش فيها العديد من الرجال عن غير قصد، مما يسمح لأفكار ورؤى جديدة أن تنبت. أليس هذا ما تفعله الفنون؟
نشر المقال على موقع الجارديان بتاريخ الجمعة 9 يوليو 2021.
|