القاهرة 29 ابريل 2021 الساعة 01:00 م
تزامنا مع اندلاع أحداث يناير عام 2011، استغلت جماعة الإخوان الإرهابية حالة الفوضى التي شهدتها البلاد بإشاعة مزيد من الفوضى وذلك من خلال مهاجمة أقسام الشرطة، ومطاردة رجال الشرطة، وترويج الشائعات عن رجال الشرطة المصرية بأنهم تركوا مواقعهم وتخلوا عن دورهم في حفظ الأمن، وهو ما عكفت وسائل إعلام الإرهابية ومنصاتها على الترويج له منذ هذا التوقيت وإلى اليوم بهدف تقديم صورة سلبية عن جهاز الشرطة المصرية من أجل تشويه صورة رجالها الأبطال كجزء من استراتيجية الجماعة الإرهابية للنيل من مؤسسات الدولة المصرية، استمر كل ذلك حتى استطاعت ثورة 30 من يونيو أن تستعيد مصر بعد أن وقعت في يد جماعة إرهابية تقف على أعتاب هدم الحضارات.
أتابع عن كثب مسلسل "الاختيار 2: رجال الظل"، منذ بدء أولى حلقاته في مستهل شهر رمضان على قناة "ON"، والذي يرصد في جزئه الثاني أبرز قصص وبطولات رجال وزارة الداخلية في حفظ الأمن والأرواح منذ 25 من يناير وكيف قطعت الطريق على مخططات الجماعة الإرهابية، وحتى يومنا.
ما يميز مسلسل" الاختيار 2" الذي يلقى نسبة مشاهدة كبيرة من قبل المصريين هو الكشف عن مصفوفة القيم الأخلاقية التي يتمتع بها هؤلاء الأبطال حتى في أوقات إدارتهم للأزمات، وهو ما كشفت عنه بعض الجمل الحوارية التي رددها الضابط زكريا يونس "كريم عبد العزيز" منها أن الشرطة لا تتعرض لأسر وأهالي العناصر التكفيرية عند التحقيق مع عناصرها، وكذلك الأثر النفسي الذي يقع فيه هؤلاء الأبطال عند علمهم بأنباء استشهاد زملائهم.
ما قدمه رجال الظل من تضحيات في سبيل الحفاظ على أمن هذا البلد الأمين، والتي ارتقت لدرجة الشهادة، أمثال الشهيد البطل العميد عامر عبد المقصود نائب مأمور قسم كرداسة، الضابط أحمد شوشة الذي لُقب بـ"أسد الصحراء"، الشهيد النقيب عمر القاضي شهيد الارتكاز الأمني في شمال سيناء المسمى بـ"البطل 14"، وكان النقيب عمر القاضي قد تعرض مع رفاقه لهجوم مسلح على الارتكاز الأمني "البطل 14" في الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر عام 2019، والضابط الرائد صلاح الحسيني أحد مصابي الشرطة الذي فقد ذراعه الأيمن أثناء نجاحه في إنقاذ طفلة من عملية تفجير قنبلة زرعها أحد الإرهابيين، والضابط البطل محمد مبروك، جميعها قصص تعد امتدادا لبطولات جهاز الشرطة المصري منذ موقعة الإسماعيلية عام 1952 التي راح ضحيتها خمسون شهيدًا وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية الأبطال على يد الاحتلال الإنجليزي في الخامس والعشرين من شهر يناير 1952، بعد أن رفضوا تسليم سلاحهم وإخلاء مبني المحافظة بالإسماعيلية للاحتلال الإنجليزي، وحتى اليوم، وهي بطولات لا يسع أن يوثقها عمل درامي واحد فقط بل تحتاج إلى سلسلة من الأعمال الدرامية لكي تقدم للأجيال القادمة تاريخ هذا الجهاز الوطني الذي حاولت جماعة الإخوان الإرهابية بكل ما استطاعت النيل منه وتشويهه من خلال ماكينة دعاية قذره.
أخيرا، أود أن أقدم في نهاية سطور هذا المقال وردة لكل أبطال وأسر شهداء جهاز الشرطة المصرية الوطني الذي لعب دورا بطوليا على مدار تاريخه، وقدم الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على أمن واستقرار هذا البلد وأهله، وكذلك لأبطال مسلسل "الاختيار 2: رجال الظل" على هذا العمل الدرامي الوطني الرائع.