القاهرة 27 فبراير 2021 الساعة 06:56 م
كتبت: إنجي عبدالمنعم
أقيمت منذ قليل ندوة فنية بعنوان <<حوار حول الفن والاقتناء>> وذلك ضمن فعاليات الدورة الثانية من ملتقى مصر الدولي للفنون "إيجيبت آرت فير"، المقام بأحد فنادق القاهرة بالتجمع الخامس.
وقد شارك في الندوة الناقدة التشكيلية الدكتورة أمل نصر، والفنان الدكتور وائل درويش، والكاتب الصحفي سيد محمود.
وفي كلمتها طالبت الدكتورة أمل نصر، بإنشاء مركز بحوث داخل قطاع الفنون التشكيلية حتى لا تخضع الحركة التشكيلية لأهواء الجاليريهات الخاصة أو قاعات العرض التابعة للدولة، مؤكدة أن وجود وحدة بحوث موضوعية ومستقلة تابعة لقطاع الفنون التشكيلية؛ يمكن أن يساهم في حل هذه الأزمة.
وقالت نصر : إن اقتناء الأعمال الفنية يمثل دعوة للتعايش الدائم معها، وذلك عندما تنتقل المشاهدة من حالتها العابرة في قاعات العرض إلى مرحلة المعايشة حتى يصبح اللقاء مع الفن لقاءً دائماً نعتاده ونتأثر به في سياق البرنامج اليومي لحياتنا المعتادة.
وأضافت : على الرغم من الجهد الكبير الذي تبذله وزارة الثقافة المصرية لتقديم الحركة التشكيلية المصرية، إلا أن قلة عدد قاعات العرض لم يعد يتناسب مع تزايد عدد الفنانين خاصة مع وجود موسم زمني محدود للعروض الفنية وهو أيضاً مفهوم يجب أن يتغير، فعلى الرغم من تزايد عدد قاعات العرض الخاصة إلا أنها في الأغلب وحدات سكنية محدودة المساحة تم إعدادها للعرض الفني، وتلتزم بفترة عرض محددة لكل فنان، وموسم قصير للعرض لا يستوعب الإنتاج الفني الضخم لقطاعات كبيرة من الفنانين من الأجيال المختلفة، وهي في الأغلب ترتبط بتصور محدد في اختيارها للعارضين، كما أن بعضها يحتكر أسماء محددة من الفنانيين ولا يسمح بدخول أسماء جديدة إلى خارطة عروضه إلا في أضيق الحدود.
ومن هنا كان هناك ضرورة في طرح الفكرة الحالية لمعرض مصر الدولي للفنون الذي يقدم مساحة كبيرة للعرض تستوعب الحركة الفنية المصرية المعاصرة بكافة اتجاهاتها وأجيالها، وتتيح لكل فنان أن يمثل تجربته بشكل حقيقي ومعبر عنها.
وبدوره قال الفنان الدكتور وائل درويش: عندما ولد صالون الشباب ولد قويا بسبب القائمين على إدارته والزملاء الفنانين المشاركين فيه، وقد تعاملت مع الدولة لأكثر من 25 سنة، وحينها كانت الدولة ترعى الفن رعاية جيدة حتى يناير 2011.
وبعدها حدثت أزمة وتوقفت كافة الأحداث الثقافية ففقدنا مصداقية العالم، والمبالغ المادية التي كانت تخصص للاقتناء توقفت أيضا، وأصبحت هزيلة جدا، وكانت أغلب المقتنيات من صالون الشباب وغيره.
وأضاف درويش: خلال الفترة الماضية زادت الجاليرهات في مصر، نظرا لازدهار حركة العمارة، وهناك سعي من الناس لاقتناء الأعمال الفنية، ولا نريد أن يتم الاقتناء لأعمال غير جيدة، فالفن الحقيقة هو الباقي وإن رحل أصحابه، فبعض الفنانين التشكيليين من صنيعة الجاليرهات أصبحت أسعارهم عالية جدا، وهذا يرجع لفكرة طلب الجاليريهات لأعمال بعينها، ولكن هذه الأعمال مع الوقت ستتحول لمجرد ديكور.
وقد أوضح درويش : إن جزء من ذكاء الفنان التشكيلي أن يقدم أعماله بدون أن يسير خلف السوق وآلياته، ولكن من يسعى لتلبية طلبات الجاليريهات على حساب فنه أشبه بمن يقدم أغاني المهرجانات التي لن تدوم طويلا ولا يمكن احتسابها فنا حقيقيا.