القاهرة 17 نوفمبر 2020 الساعة 10:59 ص
كتبت: زينب عيسى
رغم مرور أكثر من قرن على رحيله، لكنه يبقى أكثر المبدعين العالميين تأثيرا، ولا يزال اسمه يتصدر قوائم الروايات الأكثر مبيعا إلى اليوم، إنه الأديب الروسى الكبير فيودور دوستويفسكي الذي تمر هذه الأيام ذكري ميلاده صاحب أشهر روايات في العالم تأتي علي رأسها "الجريمة والعقاب" و "الأخوة كرامازوف "، أطول أعماله على الإطلاق وأعظم إبداعاته. تدور أحداثها في روسيا بالقرن التاسع العشر، وتروي قصة الإخوة الثلاثة: أليوشا Alyosha، وإيفان Ivan، وديمتري Dmitri كارامازوف، وصراعهم مع أمور أخلاقية، مثل: الإيمان والشك والعقل، تناقلت نسسختها الروسية إلي ترجمات كثيرة منها العربية التي تحولت إلي عمل سينمائي كبير تحت اسم "الإخوة الأعداء" وقام ببطولته الفنان الراحل يحيي شاهين وحسين فهمي ونادية لطفي ونور الشريف، وكان يتناول تقلبات النفس البشرية ونوازعها في إطار فلسفي.
أما روايته البوليسية "الجريمة والعقاب" تتناول المعضلة الأخلاقية التي يواجهها طالب فقير قتل امرأة غنيَة عديمة الضمير من أجل المال، وفي النهاية يتغلَب عليه الإحساس بالذنب.
وتعد الرواية القصيرة "رسائل من تحت الأرض" أول رواية وجودية، ويرجع لها الفضل في التأثير على عدة فلاسفة، من ضمنهم الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر.
ترك دوستويفسكي نتاجًا أدبيًا كبيرًا، جمع خلاصة فكره العميق وفلسفته الفريدة، شمل العديد من الروايات والقصص القصيرة والمقالات المتنوعة، وقد اشتهر العديد من قصصه، ونالت رواياته قبولًا كبيرًا، فتأثرّ بها الكثير من الأدباء، وتدارسها عددٌ كبير من النّقاد، ومثّل بعض منها في السينما، منها:
رواية القرين:
واسمها في بعض الترجمات "الشبيه"، وهي رواية قصيرة نشرها دوستويفسكي في بدايات مسيرته الأدبية عام 1846 م، وقوبلت بالازدراء والإهمال من القراء، ثمّ أعاد نشرها 1866، وهي تحكي قصّة شخص غير متوازن، يعاني من مشاكل نفسية وعقلية.
الإنسان الصرصار:
وتسمّى أحيانا "ملاحظات من تحت الأرض"، وهي تحكي قصّة شخص سخيف يعاني من الخمول، ويرى أنّ التقدّم لا يستحق أي جهد أو فكر، وهي رواية وجودية تعدّ من أكثر الكتب فلسفيّة، بل يعتبرها البعض أول رواية وجودية متكاملة.
بيت الموتى:
إحدى أشهر روايات دوستويفسكي، وهي تحاكي جزءًا من حياته عندما كان منفيًا في سيبيريا؛ حيث تدور قصتها حول حياة المجرمين في معسكرات السجون في تلك المنطقة الباردة القاسية بطبيعتها، وتسمى الرواية أيضا: ذكريات من منزل الأموات
نيتوتشكا نزفانوفا:
تروي قصة فتاة صغيرة بائسة، مات أبوها، فتزوجت أمّها من عازف موسيقي جوال، وكان بائسًا أيضًا وسكيّرًا، ويقول النقاد إن هذه رواية تعكس عقدة إلكترا، فقد أعجبت الفتاة بزوج أمها رغم كل تصرفاته التي لا تجعل منه محط إعجاب
المذّلَون المهانون:
وتتناول هذه الرواية مجموعة قصصٍ وأحداثٍ تدور بين عدّة بيوت في مدينة سانت بطرسبورغ، وهي تشكّل انعكاسًا لطبيعة العلاقات في المجتمع الروسي، ولاسيما علاقات الحب والطمع.
المقامر:
هي رواية قصيرة تحكي قصة أستاذ مثقف، غير ميسور الحال، يغرق في الإدمان على المقامرة بعد أن يقع في حب امرأة من الطبقة الأرستقراطية، وتصور الرواية جانب الصراع الطبقي، والعلاقات بين الفقراء والأغنياء
الشياطين:
يقدّم فيها دوستويفسكي صورة عن المجتمع الروسي في مرحلة الانقسامات والأفكار المتصارعة مع نمو الفكر الاشتراكي وتعدّ الرواية من أهم الأعمال الأدبية السياسية التي تتناول علاقة تنظيمات الثورة بالطبقات الأرستقراطية، وتنتقد التغيير الذي يسبب سفكًا للدماء.
المراهق:
تتحدث عن الأوهام بالثراء والحب لدى طالب مراهق، وتروي صراعاته مع أجواء عائلته، وتمرده على أوضاعه الحياتية، حيث يسعى لعلاقات جديدة مع أفراد الطبقات الغنية، ويظهر دوستويفسكي بالرواية مجموعة نماذج إنسانية غنية تكشف عن أهوائها ونزواتها.
الزوج الأبديّ:
تتحدث عن حياة أسرى ثلاثية كما هو معروف اليوم؛ أي أنها تتألف من زوج وزوجة وعشيق في إطار نفسي متميز يسبق فيه دوستويفسكي أساليب التحليل النفسي الحديثة
الفقراء:
تغوص الرواية في أعماق شخصيات الفقراء القادرين على إعطاء أفضل أمثلة الحب والعطاء والتضحية رغم كل عذاباتهم، وهي أول رواية صدرت لدوستويفسكي، وفي بعض الترجمات صدرت باسم المساكين.
ومن الناحية الاجتماعية و البدايات ففيودور ميخائيلوفيتش دوستويفيسكي 1821-1881م هو الأخ الثاني من بين سبعة أبناء لطبيبٍ جراحٍ سريعِ الانفعال، مستبدّ، يتعاقر الخمر باستمرار، وقد سكنت العائلة في حيّ فقير، قريبًا من دار الأيتام، وبالقرب من مستشفى مجانين كان يقصدها فيودور للاستماع إلى قصص نزلائها، وقد ترك المكانان أثرًا كبيرًا في شخصيّة دوستويفسكي، إضافةً لتعرضه لنوبات صرع بدأت حين كان في التاسعة من عمره لتصيبه بعد ذلك في فترات متفرقة من حياته.