القاهرة 04 اغسطس 2020 الساعة 11:07 ص
حاورتها: شيماء عبد الناصر
الفنانة التشكيلية سيدة خليل قدمت أول تجربة فنية للتصوير الهولوجرافىHolography بالمعهد القومي لعلوم الليزر، جامعة القاهـرة والمعارض الفنية.. استخدمت ضوء الليزر Laser Light في الأعمال الفنية في مصر. العديد من الخبرات في التشـكيل النحتي للخامات ذات البعدين كألواح النحاس الفيبرجلاس.. العديد من المؤلفات البحثية المنشورة حول مفاهيم فن النحت في التربية الفنية. العديد من الأنشطة الأكاديمية في تنمية دور معلم التربية الفنية داخل مصر والوطن العربي. شاركت في إعداد وتنظيم العديد من الورش والمهرجانات والمؤتمرات في إطار تعليم الفنون في مصر.
حدثيني باستفاضة عن معرضك الأخير في جاليري أوبونتو؟
في المعرض الأخير ركزت على تناول موضوع إنساني جديد يمثل حالة العبور لتظهر الأشكال الآدمية التي أتناولها في أعمالي في تكوينات دائرية وبيضاوية، فقد استخدمت في تكوينات المعبر الأشخاص الآدمية التي اتخذت مكانها صانعة حالة من التناغم داخل تكوينات مديولية كرموز لوجود الإنسان الذي يمر بموقف، كأن يكون عابرًا في حالة وجدانية داخل لعبة الفراغ في عالم أشبه بعالم النفس الإنساني. حيث تبدو الأعمال كتجربة نفسية إنسانية، وكانت خامة البرونز هي الوسيط الذي استخدمته لأحكي قصص هؤلاء الأشخاص. وكل خطوة من خطوات إنتاج الأعمال ضروري أن تدعم وتؤكد المضمون الذي كنت أبحث عنه، واختيار الأسلوب أو الطريقة هنا مرتبط بالفكرة، وأستطيع أن أحدده في التقنيات المناسبة للعمل في عدة خطوات، ففي البداية أقوم بصنع النموذج (للأشكال والوحدات الهندسية من العمل) ثم تحويلها عن طريق أسلوب السبك إلي البرونز، وقد احتاج إلى اللحام في بعض الأجزاء خاصة الزوايا الحادة للأشكال الهندسية التي لا يمكن التعامل معها كسبيكة معدنية كقطة واحدة بينما أقوم بتنفيذ مجموعة الأشكال الآدمية بواسطة القطع لمسطحات النحاس السميكة بواسطة ماكينة قطع الليزر... وعندما انتهي من التشطيب الجيد لتلك الأجزاء الهندسية المسبوكة وكذلك الأشكال الآدمية، أستخدم أسلوبا خاصًا بي لتركيب تلك الأجزاء المتعددة والمكونة للعمل بواسطة الخراطة والربط بدعامات معدنية مختبئة ضمن مكونات العمل غير المرئية حتى أتأكد من قوة وتماسك الشكل كبناء، وكل تلك الخطوات المتعددة السابقة في الأساس تتبع مجموعة التصميمات الأولية (الإسكتشات) الخاصة بفكرة كل عمل على حدة ومتحدين لتحقيق فكرة المعرض.
وماذا عن طريقتك في تدريس الفن بالجامعة؟
وبالنسبة لطريقة تدريسي للنحت في الجامعة، فأنا أحاول قدر الإمكان إكساب طلاب الفن العديد من الخبرات المعرفية الوافية بإنتاج الأفكار وكذلك إمدادهم بالخبرات لممارسات النحت بأساليبه المتعددة، بالإضافة إلى اطلاعهم على أهم التجارب العالمية، وكذلك التركيز على عمل بعض الممارسات البسيطة في حدود إمكانات الورش الفنية المتوفرة بكلية التربية الفنية التي أعمل بها، ودائما ما يكون التركيز على الأفكار الفنية هو الأساس وذلك لقلة الإمكانات داخل مراسم النحت وهذه الممارسات تكون بخامات بسيطة مثل الأخشاب والأسلاك المعدنية والبوليستر والخامات الورقية وتكون في أحجام صغيرة تناسب التكلفة المادية المحدودة لظروف الطلاب، بالإضافة إلى التواصل مع البعض من الطلاب والخريجين الأكثر اهتمامًا منهم بالأعمال المعدنية لممارسة أفكارهم وتطويرها خارج إطار الأكاديمية، وأعتقد أن ذلك له صدى في بعض التجارب الفنية المقدمة من الشباب في مجال الفن.
ما هي الصعوبات التي تواجهك في مجال النحت؟
إن الأعمال النحتية وبخاصة المعدنية تحت أسلوب التركيب تعتبر في الأساس صعبة في التنفيذ لأنها نادرة ضمن أعمال النحت المعاصر في مصر باستثناء الأعمال التي تعتمد على أسلوب السبك أو التشكيل بالخردة (الأشياء الجاهزة الصنع) وهي أعمال ذات أحجام محدودة وتتوفر لوجود عدد من المسابك القائمة على إنتاجها بشكل جيد... ولكن بالنسبة للتركيب المعدني والتناول المتعدد لاستخدام المعادن يجد صعوبة بالغة في التنفيذ سواء بالنسبة لي أو لأي نحات، وربما السبب الرئيسي لذلك هو عدم اهتمام الصناعة والقائمين عليها بإنتاج أو التعاون في إنتاج الأعمال النحتية المعدنية بصفة عامة (التركيبية بصفة خاصة) والتي تعرض داخليا أو في الأماكن المفتوحة على حد السواء... بالإضافة إلى الإرث الثقافي المرتبط بالحضارة المصرية القديمة واعتماد هذا التراث النحتي بالتحديد على تناول الحجر وبخاصة الجرانيت.. ولا نستطيع أن ننسى أن التكلفة المادية للخامات وتوفير المعدات تعد سببا آخر؛ وبالتالي فإنتاج أي عمل نحتي تحت أسلوب التركيب المعدني يحتاج الكثير من التكلفة المادية والمجهود والمشقة، وتكون هذه المشقة مضاعفة بالنسبة للمرأة رغم تصدي النحاتات لهذا المجال في الوقت الحالي.