القاهرة 14 مايو 2020 الساعة 05:50 م
كتبت -زينب عيسى
لم تزل حرب أكتوبر المجيدة نموذجا يدرسه العالم في التخطيط السليم والبراعة في التكتيك من خلال وسائل عدة من بينها التوجيه الإعلامي لمصلحة سير الحرب التي انتهت الي نصر عظيم علي العدو الإسرائيلي ، وعلي الرغم من أن الشائعات دائما ما ترتبط بمحاولات الهدم وتواكبها حروبا غير نظيفة لكن حين يأتي الحديث عن بعض الشائعات التي صاحبت حرب أكتوبر نجدها قد ساهمت في التحضير للنصر العظيم ،ويمكن أن يطلق عليها "الشائعات الهادفة" وهو ما تكشف من خلال إيهام العدو إن مصر غير مستعدة لشن الحرب علي إسرائيل خلال نشر مجموعة من الجنود على طول القناة يتظاهرون باللهو واللعب ويرتدون الملابس الداخلية بدون سلاح كجزء من عملية التمويه.،وتسريب معلومات للمخابرات الإسرائيلية بشأن أن مصر تنوي إجراء مناورات شاملة وليس حربًا ستبدأ من 1- 7 أكتوبر وأن المصريين الذين ينوون القيام بمناسك الحج سيتاح لهم ذلك، وأن الضباط الراغبين في الحج سيبدأ تسجيل أسمائهم منذ 9 أكتوبر 1973.
وتعد الخديعة والمكر في الحروب أحد أهم العوامل التي ربما ترجح كفة طرف على آخر إذ أن تنفيذها على نحو محبوك يلعب دورًا كبيرًا في خلخلة وارتباك صفوف الطرف المناوئ ما يجعله في موقف أضعف من نظيره الذي خدعه لينتهي به الحال إلى الهزيمة
وعلي الناحية الأخرى كما يروى الكاتب الصحفي شريف عارف، صاحب كتاب "مقاتلون وجواسيس"قد تعرضت مصر لحرب نفسية شديدة وحالة من التشكيك قبل انتصار أكتوبر المجيد الذي يوافق العاشر من رمضان ، وهو ما شبهه بحروب السوشيال ميديا وانتشار الشائعات بمختلف أنواعها حاليا مشيرا إلى أن الأمر لم يتوقف علي ذلك بل تعرض الرئيس الراحل محمد أنور السادات، صاحب قرار العبور، لمجموعة كبيرة من النكات الساخرة منه ومن تصريحاته حول معركة تحرير سيناء، مثل "عام الضباب" وتحوير كلمات أغنية للفنانة عايدة الشاعر للسخرية من السادات، تنتقص من قدرات الجيش المصري على الحرب وتحقيق النصر.
وقال حاتم صابر خبير مكافحة الإرهاب أن الخداع الاستراتيجي كان سببا من أهم الأسباب التي أدت إلي نصر أكتوبر 1973 حيث تم تسريب معلومات عبر الإعلام المصري حول إنهاء استدعاء بعض القوات الاحتياطية كنوع من التمويه بأن مصر لا تنوي شن أي حرب لتأكيد المعلومات التي وصلت للمخابرات الإسرائيلية.،كما تم إعداد خطة حرب بسيطة وشاملة غير معقدة بالتنسيق مع الجبهة السورية تتمثل في عبور التشكيلات المتمركز على القناة بعبور القناة من قطاع تمركزها دون الحاجة إلى نقل وتحريك وحدات من أماكنها وعبور خط بارليف والتمركز على الضفة الأخرى من القناة وأخذ مواقع دفاعية لصد أي هجوم مضاد إلى أن تصل إليهم الأسلحة الثقيلة والدبابات تمهيدًا لشن هجوم جديد. تسعى الدولة جاهدة للتصدي للشائعات التي تستهدف البلاد،
وأضاف "صابر" : السادات من خلال الإعلام والدبلوماسية المصرية الناجحة خدع العالم بأن مصر لن تحارب إسرائيل، و الأمر الذي أدهش الجميع حين أقدم علي حرب أكتوبر التي تدرس الي الآن في المؤتمرات العسكرية مشيرا إلى أن مصر حاليًا بنوع شرس من أنواع الحروب ، تعمل على التشكيك ، بهدف تركيع المواطنين نفسيا،" ،مشيدا بدور الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال المؤتمر الوطني الثامن للشباب للتصدي للكثير من الشائعات التي يتم الترويج لها في الفترة الأخيرة، حيث وجه سيادته مجلس الوزراء،و الجهات المسئولة بسرعة الرد على الشائعات، منعا لإثارة اللغط داخل المجتمع