القاهرة 08 مايو 2020 الساعة 11:00 م
إبراهيم حمزة .
ذات يوم كنت اجهز لمقال عن الشهيد " عبد المنعم رياض " وبعد جمع مواد الكتابة ، قمت بجولة على الإنترنت ،هالني وجود منتدى قبطي، قرأت فيه موضوعا يجمع كل أبطال وشهداء مصر من الأقباط في حروبها الطويلة ضد أعدائها.
لم نفكر أبدا حين نكتب عن بطل ما ،هل هو مسلم أم قبطي .. ومن هنا كان اختياري للواء ثابت إقلاديوس عجايبي ،نموذج وطني عظيم ، ينضم بجواره أبطال مثل اللواء باقي زكى يوسف ،واللواء حلمي رياض ،واللواء منير صليب بشارة والفريق فؤاد عزيز غالى واللواء الشهيد اللواء شفيق متري سدراك وقد كان الأخير قائد اللواء الثالث مشاه ، وخطب ذات يوم فى جنوده قائلا لهم "أنا أعدكم أن كل علم سوف يرفع فوق أحد مواقع القوات الإسرائيلية في سيناء سيكون موضع إعزاز وتقدير من أبناء مصر وقادتها ولكل من ساهم في رفع هذه الأعلام، وختامًا أذكركم بقوله تعالى “لَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)” صدق الله العظيم هؤلاء هم أبطال مصر ،لا فارق بين قبطي ومسلم .. لاحظت أن معظمهم من صعيد مصر، أهي صدفة ؟
ــ لا شيء غير الثأر :
صباح العاشر من مارس عام 1969م ، انطلق مليون مواطن يتقدمهم جمال عبد الناصر ، يتلهفون على حمل جثمان بطلهم ، أو حتى مجرد لمس هذا النعش الطائر لهذا الفتى الذى عاد إلى ربه راضيا مرضيا ، الفريق أول عبد المنعم محمد رياض عبد الله ، لم تفلح ترتيبات الأمن في تنظيم جنازة بها رئيس الجمهورية ووزير الحربية وأربعة رؤساء أركان من لبنان وسوريا والأردن والعراق ، لم تستطع الجنازة التماسك أمام طوفان الحب الحقيقي للرجل ، الشعب المصري لديه إحساس صادق تماما تجاه من يحبه ، تحولت الجماهير إلى درع يحمى قادته ، لم يحمهم الأمن ولا الترتيبات ، إنما مدى محبة الناس لهم ، كان النداء خارقا ( التار التار يا فوزى التار )
tفي هذا الوقت ، وفى ذات الموقع ،" يصعد اللواء إقلاديوس، إلى ضفة القتال، ويبدأ في رصد مواقع الدبابات والمدفعية المعادية"؛ ليطلب من قائدهضرورة البدء في ضرب هذه الدبابات ، يحكى اللواء القصة قائلا " فصعدت علي شاطئ القتال ورصدت موقع الدبابات المعتدية وكان موقعي خلف المكان الذي استشهد فيه فقلت لقائدي لابد أن نضرب هذه الدبابات وكان رده بأنه ليس لدينا الأوامر بضربها فقلت له بعد استشهاد رئيس الأركان هل يوجد أوامر؟.. فلابد من أن أصعد لمركز الملاحظة وأعطيهم قصفة نيران فرد القائد: يمكنك تكليف أحد للقيام بهذه المهمة.. فقلت له: لن يأخذ أحد بثأر الشهيد عبد المنعم رياض غيري.. وكان الجميع بالملاجئ للاحتماء من شدة القصف طبقاً للأوامر، وبالفعل توجهت إلي قائد الكتيبة الرائد مصطفي رؤوف وكنت وقتها برتبة مقدم فأمرته بإخراج المدافع من الدشم وإخراج كتيبة كاملة قوتها 12 مدفعاً 122 ملي.. وأمرت بوضع صندوقين ذخيرة أربعة طلقات أمام كل مدفع حتى لا تنفجر الذخيرة؛ويحدث تأثر عكسي إذا ما ضربتنا مدفعية العدو.. وطلبت استخراج البيانات التي يتم توجيه القصف علي أساسها.. ودرست النواحي الفنية وضبط الاتجاهات من خلال أجهزة الرؤية فصعدت إلي مركز الملاحظة وتم رصد الاتجاه لضرب الهدف من خلال الاتجاهات المغناطيسية والخرائط، وأبلغنا القيادة بأننا مستعدون وصدرت الأوامر بالرد بالقصف المحدود وبعدها تختفي المدافع فورا وقمت بمراجعة الاتجاهات مرة أخري، وفي ثانية كانت 48 طلقة مدفعية فوق الهدف فأصبت جميع المدرعات والدبابات وشلت حركتها ما عدا دبابة واحدة استطاعت الفرار.. وتم تقديري بجواب شكر من القيادة"
ــ رحلة جبلية وعرة :
فى إحدى القرى الصغيرة – قرية الصياد – بنجع حمادي قنا ، ولد ثابت إقلاديوس عجايبى في 17 سبتمبر 1930 في قرية الصياد، نجع حمادي، محافظة قنا. تخرج من كلية العلوم جامعة القاهرة تخصص كيمياء عام 1953، ثم حصل علي دبلوم الدراسات العليا في التربية العامة من جامعة عين شمس عام 1954، وبعدها تخرج من الكلية الحربية قسم الجامعيين عام 1955. بعد خدمته في سلك التشكيلات عمل مدرساً بجناح المدفعية بالمعهد المتخصص الذي يحمل اسمها إبان حرب 1967 وكان من الأوائل في جميع الدورات الدراسية التي التحق بها، وكان له مؤلفات كثيرة في المدفعية معظمها فنية لضباط المدفعية مثل إدارة نيران المدفعية،وكيفية توجيه النيران علي العدو، إرشادات لقائد السرية.أهم مناصبه رئيس عمليات مدفعية الفرقة الثانية بالجيش الثاني الميداني، فضلا عن عمله بالتدريس العسكري وتأليف الكتب العسكرية. يوم انتصار أكتوبر قال كلمة عظيمة بسيطة عميقة ، قال " لقد استرددنا كرامتنا " .