القاهرة 21 فبراير 2020 الساعة 09:19 م
كتبت : سمر أرز
انعقد مساء أمس الخميس الموافق 20 فبراير الملتقى الثالث عشر للمدرسة العربية للسينما والتلفزيون، بسينما الهناجر بأرض دار الأوبرا المصرية، حيث تم عرض فيلمين، الأول روائى قصير وهو "صابرة" للمخرج أحمد عادل، والثانى أيضاً روائى قصير وهو فيلم "كوزموس" للمخرجة آلاء سعد الدين، أعقب ذلك ندوة أدارتها الدكتورة "منى الصبان"مديرة المدرسة العربية للسينما والتليفزيون، بحضور صناع فيلم كوزموس ومجموعة من النقاد والسينمائين والمهتمين بالسينما العربية.
بدأت العروض بفيلم "صابرة" وهو فيلم روائي قصير مدته 13 دقيقة يتناول مشكلة العنف ضد المرأة، وتحديدا قضية عنف الرجل ضد زوجته، والأعباء التي تتعرض لها المرأة من هذا العنف، وهل القانون يقف معها ويحقق لها المساعدة بالفعل أم لابد من إجراء تشريعات صرامة لفرض عقوبات على مثل هذه الأفعال"، وكيف يمكن الحد من هذه الظاهرة قانونيا، والفيلم من بطولة جيهان سلامة وحمدي هيكل وريهام سلامة وهالة سمير وسيناريو وإخراج أحمد عادل.
وقالت "الصبان" أن فيلم "صابرة" يناقش قضية خصوصية واحترام المرأة المصرية، كما يطرح تساؤل حول ما يسمي بالإغتصاب الزوجي ولماذا لم يجرمه القانون؟".
أعقب ذلك عرض فيلم " كوزموس" سيناريو وحوار وإخراج آلاء سعد الدين، وهو من إنتاج ورشة السينما التسجيلية من التحرير لاونج بمعهد جوته، وتدور أحداثه عن ظاهرة التحرش فى مصر، وإلقاء الضوء على القوانين الخاصة بتلك الجريمة، وتعريف الجمهور بالعقوبات عبر أحداث الفيلم، حيث يختتم الفيلم باستعراض عقوبة "قانون التحرش الجنسى" وكان لذلك معانٍ مثيرة يحملها المشهد، حيث قالت المخرجة خلال ندوة المناقشة موضحةً أن سبب وضعها لنص القانون يحمل أكثر من معنى، فكان عبرةً وتذكرة لمن تسول له نفسه فعل هذا، بل وسخريتةً أيضا ً من عدم وجود ردود أفعال لأى فتاة بعملها إجراء أو شكوى بصورة حاسمة خوفًا من إثارة الضجة فبدلا من أن يكون الجانى هو المتوتر أصبح المسيطر وصاحب القرار، واستكملت قائلة: بالرغم من وجود جدل بين مؤيد لفكرة وضع القانون بالفيلم ومعارض لأنه لن يضيف جديدًا لفكرة الفيلم، ولكنه كان محور استفزاز؛ لأنه لو تم تطبيق القانون بصورة حاسمة لكان من الممكن أن تلجأ السيناريست لوضع مشاهد أرشيفية لحبس المتهمين، ولكنها أرادت أن تضع القانون بهذه الطريقة لتثبت أنه بدون جدوى رغم وجوده لأنه مازال غير مؤثر في المجتمع.
وتضيف "سعد الدين" أن سبب تسمية الفيلم باسم "كوزموس" نسبة إلى زهرة الكوزموس ءات اللون البمبي والتي يأتى عليها وقت خلال العام تذبل خلاله ويظن البعض أنه انتهى عمرها، ولكن بمجرد دخول شهر مارس تبدأ فى التجدد من جديد وتعيد دورة حياتها من جديد، هكذا حال معظم الفتيات اللاتى تتعرضن لحالة الاكتئاب والحزن نتاج الأحداث المؤلمة التى يتعرضن لها، ولكنهن يستعدن نشاطهن من جديد بصورة طبيعية بل أقوى من الوقت السابق .
وتابعت "سعد الدين" أن الفيلم استغرق يومان تصوير، واوضحت إنها أرادت عرض قضية التحرش بالديكيودراما (دمج الدراما بالوثائقى )، وعرض الحالة النفسية لدى الفتاة قبل وبعد أخذ حقها من الجاني، وتوضيح مدى الارتياح النفسى الذى تشعر به الفتاة نتيجة لذلك، وذكرت أنها قامت بتشبيه ألم الفتاة واستعادة نفسها وكيانها بالحركات التعبيرية للفراشة وخروجها للحياة، فالفراشة تخرج للحياة بمساعدة نفسها دون مساعدة أحد .
وأكدت على أن حجم الأذى النفسى الناتج عن عملية التحرش لدى أى فتاة هو نفسه حجم الأذى الناتج عن الإغتصاب، فالتحرش بالنظرة أو الكلمة أو اللمسه أو الإغتصاب جميعها تولد أذى نفسى واحد لدى الفتاة، فلا يمكننا أن نقلل من حجم التحرش بالنظرة أو الكلمة مقارنة بينه وبين اللمس والإغتصاب.
ومن جانبها أكدت الدكتورة منى الصبان رئيس المدرسة العربية للسينما والتليفزيون-التابعة لصندوق التنمية الثقافية- تقوم بتعليم فنون السينما التليفزيون عن بعد online للناطقين باللغة العربية في جميع أنحاء العالم، وهى تهدف إلى توفير الفرصة لمحبي هذه الفنون للحصول على تعليم وثقافـة متخصصة في مجالات السيناريو، الإخراج، التصوير، المونتاج، الصوت.
وأضافت في تصريحات لها، أنه يتم شرح هذه المناهج باستعمال الوسائط المتعددة Multimedia، أى بالصور الثابتة Still images، والصور المتحركة motion images، والصوت Audio، والنص المكتوب Text، ورسومات الكمبيوتر Computer graphics.
وتابعت: "الدارس من خلال هذا الموقع يستطيع أن يتعلم كل شيء عن فن وصناعة الفيلم والتليفزيون فى أى وقت من النهار أو من الليل، وفى أى مكان فى جميع أنحاء العالم، بشرط واحد هو أن يعرف اللغة العربية، كما تقوم المدرسة بعقد امتحانات دورية كل ثلاثة أشهر فى مناهج السيناريو والإخراج والمونتاج والتصوير والصوت، ليقوم الطالب بعدها بتنفيذ مشروع التخرج على الحصول شهادة احترافية وتصريح بالعمل من نقابة السينمائيين.