القاهرة 03 فبراير 2020 الساعة 06:44 م
كتبت: إنجي عبد المنعم
شهدت قاعة ضيف الشرف في معرض الكتاب بالقاهرة في دورتة ال51 ندوة "أفق تطور العلاقات الاقتصادية المصرية الروسية"، بحضور كل
من: الخبير الاقتصادي والسياسي د. نبيل رشوان، ود.نور ندا.
بداية قال د. نبيل رشوان إن العلاقات المصرية الروسية ناجحة لأنها قائمة على احترام المصالح المتبادلة؛ لافتا إلى أن مشروع بناء السد العالى يقف شاهدا على ذلك، وأضاف أن مشروعات كبيرة مشتركة استمرت بنجاحاتها بين مصر والاتحاد السوفيتي؛ امتدت حتى الآن فى بناء مشروع الضبعة النووي فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ ومعه مشروعات صناعية وتنموية لمدن كبرى رفضت بلدان غربية التعاون معنا بشأنها.
واستكمل لافتا إلى أن الرؤية السياسية المشتركة والمتقاربة وراء ضمان استمرار التعاون المشترك فى التعامل مع قضايا بلدان عربية وأفريقية أيضا، وكانت لحظات فارقة فى التاريخ المعاصر وراء ثبات هذه العلاقات؛ أبرزها حصول مصر على السلاح عام 1955 والإنذار الروسي ضد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، مع احترام حق مصر فى الاستقلال الوطني وفرض سيادتها.
ومن جانبه قال د. نور ندا إن الرئيس جمال عبدالناصر كان حريصًا على بناء دولة قوية مستقلة في قراراتها الاقتصادية والسياسية بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية، وقد شهد التعاون المصري الروسي أوج مراحله منذ منتصف الخمسينيات وطوال الستينيات حتى صيف 1972 بقرار السادات طرد السوفيت من مصر، وأوضح أن القرار الاقتصادي والسياسي المصري، كان قرارًا مصريًا صرفًا خلال فترة حكم الرئيس جمال عبدالناصر الذي قاوم هيمنة القرار الأمريكي على القرار المصري.
وأضاف: "وهو ما تحول تمامًا مع تولي الرئيس السادات مقاليد حكم مصر، كما أعلن هو بنفسه بأن 99% من أوراق اللعبة السياسية بيد الأمريكان، فهي كذلك بالنسبة إلى القرار الاقتصادي، هذه النسبة قلت في حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ولم تتجاوز نسبة التدخل الأمريكي فى القرار الاقتصادي المصري نسبة 75% إلى 80%، وأكد أنه مع تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي تسلم هذه التركة والميراث المهترئ سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، عمل على أن تكون الإرادة المصرية هي الحاكمة فى قراراتها السياسية والاقتصادية والعسكرية، ولم تعد قرارات الدولة المصرية متطابقة مع القرارات الأمريكية.
وأضاف: "تجلى استقلال القرار المصري فى عهد السيسى، بتنوع مصادر التسليح الشرقي والفرنسي والألماني، وخروج مصر إلى الفضاء الأحمر من خلال عدة مجالات، منها مشاركة مصر في مؤتمر البريكس الذي عقد في شنغهاي، بالإضافة إلى المعاهدات والاتفاقيات المصرية الروسية فى المجالات الاقتصادية، وخاصة فى مجال البترول والغاز والطاقة".
وأكد أن العلاقات بين الشعبين المصري والروسي تشهد انتعاشًا كبيرًا، فهي علاقة خاصة جذورها ممتدة في التاريخ، ومن الطرائف أن اسم "رشا" يبلغ عدد من يحملونه من المصريات حوالي 100 ألف، وأشار أن الروس ما زالوا يعانون من جرح طرد خبرائهم في صيف 1972، وهو ما يحتاج إلى جهد شديد لمعالجة هذا الجرح، كما أن روسيا تدرك جيدًا أن مصر لا تريد أيضًا أن تفقد علاقاتها مع الأمريكان".
وعن تطور العلاقات المصرية الروسية، أشار إلى أنه في العام 2011 شهد نموا في العلاقات الاقتصادية المصرية الروسية، من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية المشتركة، وكانت مصر من أولى الدول التي اعترفت بدولة روسيا الاتحادية الجديدة، واختتم حديثه بالتذكير بأن العلاقات المصرية الروسية تدهورت في ظل حكم الإخوان، ولكنها استعادت عافيتها مرة أخرى في ظل حكم الرئيس السيسي.
وتقام فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب خلال الفترة من 22 يناير إلى 4 فبراير في «مركز مصر للمعارض الدولية»، وتحل دولة السنغال ضيف شرف المعرض كأول دولة من أفريقيا تشارك كضيف شرف، واختير المفكر والجغرافي الراحل الدكتور جمال حمدان شخصية عام المعرض، وتشارك في الدورة الحالية 900 دار نشر بزيادة قدرها 25% عن الدورة السابقة فضلًا عن 99 توكيلًا، ويبلغ إجمالي عدد الأنشطة المقرر إقامتها على مدار أيامه 925 فعالية، ويشارك فيها 3502 مشارك، ويبلغ عدد الدول المشاركة 38 دولة.