القاهرة 14 يناير 2020 الساعة 10:38 ص
بقلم: د. هبة سعد الدين
يخسر كثيراً من يراهن على "صبر" الجمهور، فيستمر فى ذات الطريق دون كلل أو ملل، ويتخيل أن النتيجة تتكرر بذات الاختيارات. وعلى الرغم من ذكاء تامر حسنى فى عالم الغناء فهو دوما يجيد اللعب على أوتار التجديد ليفاجئ الجمهور بكلمة أو صورة أو نغمة، فألبومه الأخير "عيش بشوقك" والذى يعد من أنجح ألبوماته اعتمد بشكل كبير على مفهوم الابتكار فى كل أغنية، فمرة يجمع أربعة من أنجح المطربين الشعبيين فى أغنية ويقدمهم من خلال مقولات منتشرة، وأخرى يصور أغنية بشكل مختلف وثالثة يقدم ثنائيا مع الشاب خالد وهكذا ؛ لتكون المحصلة باقة متنوعة من الأغنيات، لكن الغريب أنه لا يمارس فى السينما ذات الذكاء فى كل مرة!!
ترى هل يرجع ذلك لأنه كما قال لا يعتبرها الملعب الأساسي، فيراهن أحيانا على وجود أغنياته؟ أم أن اعتماده على قبيلته من الجمهور الذي ينتظر أي
عمل له مهما كان؟ أم أن النجاحات تغريه دوماً باستغلالها نحو المزيد؟ تساؤلات كثيرة لا تغفل نجاح تجربة تامر حسنى السينمائية.
أحد عشر فيلماً بدأها بفيلم "حالة حب" عام 2003، وفى ذلك الوقت كان الفيلم تجربة تدعمه "كمطرب" وتتوافق مع حالته كشاب يسعى لتقديم نفسه للجمهور. والمفارقة أنه بعد سبعة عشر عاما اختار أن يقدم نفسه لذات الجمهور كممثل فحسب!!، ليصاحبه أغنية وحيدة للفيلم وهى "حلو المكان" والتى ليس لها علاقة بدراما الفيلم!! تامر حسنى ليس المطرب الوحيد الذى اختار أن يقدم نفسه كممثل سينمائي؛ فقد سبقته العظيمة شادية التى اختبرت نفسها جيداً كممثلة فى العديد من الأفلام التى تعد علامات فى تاريخ السينما المصرية!! واستطاعت من خلال اختياراتها أن تجبر المشاهد على رؤيتها كممثلة عظيمة يثق الجمهور العاشق للسينما فى اختياراتها؛ لكننا مع تجارب تامر أمام نمط من الشخصيات التى تلتقى فى كثير من المشاهد والأحداث بشخصية تامر نفسه!!
قديما وحديثا ينظر المطرب إلى العمل السينمائي على أنه وسيلة للبقاء؛ لدرجة جعلتهم ينظرون بعين الاعتبار إلى الدراما التليفزيونية كذلك، ولسنا فى صدد دراسة تجارب المطربين درامياً إلا أن النجاح النسبي للفلوس فى شباك التذاكر يجعلنا نتساءل: هل كان سيحقق ذات النجاح لو صاحبه بعض الأفلام القوية ، فالفيلم تقريباً كان بمفرده فى دور العرض وسيتوالى فى الفترة القادمة عرض بعض الأفلام التى يمكنها أن تنافسه، وهنا يبدأ التحدي ليمكننا مقارنة "الفلوس" بين أفلام تامر ككل وشباك التذاكر أمام كافة الأفلام المعروضة. لقد مارس تامر ذكاءه فى اختيار توقيت العرض لكن ذلك لا يكفى، وعليه أن يراجع تجاربه السينمائية إذا أراد أن يضع نفسه فى خانة الممثل الذى ينتظره عشاق السينما ليمكنه أن يسجل أفلاماً يتم تأريخها كمحطات فى تاريخ السينما المصرية.