القاهرة 24 سبتمبر 2019 الساعة 09:18 ص
الشاعر الجزائرى بلقاسم عقبى: المجتمع لا يقرأ والناشر لا يهتم والشاعر لا يبدع
كتب: صلاح صيام
الشاعر الجزائرى بلقاسم عقبى اشتغل بالتدريس لمدة 30 سنة وتخرج على يده الكثير من الأساتذة والأدباء، كتب الشعر وهو طالب في الجامعة ولكنه توقف عنه لانشغاله بالدراسة كما أنه لم يجد التشجيع في البداية، ولما أقترب موعد التقاعد فكر في كتابة مذكراته وكذلك كتاب يلخص فيه تجربته الطويلة في التعليم، أما الشعر فقد عاد إليه بقوة وله الآن ما يربو عن 450 قصيدة في شتى الأغراض وخاصة التربويات وأغلب الدول العربية لها نصيب فيها.
كما أن له ديوانان هما "بصمات على الذاكرة " و"ساعات الغروب"
وقد اشترك في عدة دواوين جماعية، منها (ديوان العرب 2017) الصادر عن البيت الثقافي العراقي التونسي المطبوع بتكريت بالعراق ،وديوان شعراء الرسول في سورية .
حصل على الكثير من الجوائز منها حوالي 20 المرتبة الأولى.
وعن أوجاع أصحاب القوافى كان" لمصر المحروسة " معه هذا الحوار:
**هل انتهى زمن الشعر؟
*الشعر قبل أن يكون فنا يتقنه الشعراء، وديوانا يسجلون فيه عاداتهم وأعرافهم، وكل ما يتعلق بالإنسان العربي، فهو مشاعر تولد مع الإنسان وتموت معه . لهذا أقول أن الشعر لم ينته زمانه وسينتهي بنهاية الإنسان، وإنما يتوارى قليلا أمام التقدم الهائل في عالم التكنولوجيا مثل ما يقع للصحف والكتب التي تخلى عنها الكثير واتجه نحو الإليكترونيات.
**وهل ما زال ديوان العرب؟
* مَا زال ديوانا للعرب وسيظل ديوانهم ما داموا فوق الأرض، وإنما يتسع تارة ويضيق أخرى حسب أحوالهم العاطفية والسياسية والاجتماعية.
** هل ودع القارئ العربي الشعراء؟
* أبدا والدليل ما تزخر به المعارض الدولية والمحلية من آلاف الدواوين
ومازال اقتناؤها متواصلا وإنما أذكر دائما بشكل متفاوت بين الدول العربية فدول المشرق العربي كالعراق وسورية ومصر على الخصوص ما زال القارئ يصنع الحدث .
أما بلاد المغرب العربي أقل، في هذا المجال وهي بدورها تنظم معارض ومهرجانات أدبية وشعرية يغلب عليها الطابع المحلي وحسب فئات المجتمع واهتماماتهم.
** لم انخفضت مبيعات الشعر وصارت دور النشر تتجاهل نشره؟
* الأسباب كثيرة حسب رأي في هذا الأمر
إن أغلب دور النشر تطبع ولا تهتم بالمضمون همها الوحيد هو ثمن المطبوع ، بغض النظر عن صاحبه وهل هو مفيد أو ضار وهل به أخطاء من أي نوع بل تدعي بعد الدور أن لها مدققون لغويون وتخرج مطبوعاتهم مليئة بالأخطاء فلمن يقرأ القارئ إذا؟
كما أن الأسماء الشعرية الكبيرة أصبحت تحجم عن الطباعة لأسباب كثيرة.المادية أو الخوف عن مكانتها لهذا لم يجد القارئ الجاد ما يشتري ليشبع نهمه الأدبي.
** نشر قصيدة الآن فى صحيفة ورقية يحتاج لمعجزة.. من المسؤول؟ وما الحل؟
* في زمن العولمة والربح السريع أصبحت الصحف والمجلات تهتم بالمادة كي تبيع أكثر فتهتم بالإشهار والترويج للفنانين والفنانات وتتبع أخبارهم وفضائحهم أيضا . أما أن تنشر لشاعر مغمور وغير معروف فهذا يكاد يكون مستحيلا؛ لأن في رأيها يحتل مكانا في الصحيفة بدون عائد عليها بالمال مثلا بل لو استطاعت أن تطلب منه مقابلا للنشر لفعلت إلا القليل منها حسب مالك الصحيفة وهواياته وتوجهاته.
أما المسؤول هو الجميع المجتمع الذي لا يقرأ والناشر الذي لا يهتم والشاعر الذي لا يبدع .
أما الحل في رأي هو إحياء دور الشعر في المدرسة أولا وتحفيز القارئ والشاعر بالمهرجان الجاد والمسابقات الحقيقية التي تفتح الطريق للشاعر أمام القارئ وإنشاء صحف تهتم أكثر بالأدب والشعر.
** هل نملك اليوم شعراء جادين؟ كيف نعيد المجد لديوان العرب؟
* نعم نملك اليوم شعراء جادين نظموا في كل الأغراض ولكنهم يبدون أحيانا لجديتهم خصوما للسياسيين فيغلقون أمامهم أبواب الظهور بل وقد يتهمون بتهم مختلفة عدا المادحين والمتزلفين قد يحظون بمكانة مؤقتة.
** ما تقييمك لحالة الشعر العربي حاليا؟
* رغم الزخم الذي تعرفه الساحة الشعرية وكثرة الشعراء في الوطن العربي إلا أن الكثير منهم لا يتقنون الشعر وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي المنبر الوحيد لنشر إبداعاتهم لأن الممتازين منهم لم يجدوا الحضن الذي يحتضنهم ويشد على أيديهم فامتزج الغث مع السمين .
حتى المسابقات العربية المعروفة في العالم العربي التي تهتم بالشعر فقدت مصداقيتها في التحكيم بين الشعراء بل وتحابي هذا عن ذاك وهذا ما جعل الكثير ينكفئ عن الشعر بل بعضهم يتوقف عنه نهائيا .
يملكون أحيانا ثمن طبع 50 نسخة والبعض لأنهم يملكون يطبعون بكثرة رغم تواضع إبداعهم، فلو وجد المبدعون اهتماما من وزارات الثقافة في بلدانهم تساعدهم في الطبع؛ وصل الإبداع الحقيقي للقارئ.